اقرأ أيضا:
توالت إساءة الغرب الي الإسلام والمسلمين في العصر الحديث عبر وسائل الإعلام المختلفة. ولم يكتفوا بهذا، بل وصل بهم الأمر إلى نشر الرسوم الفاضحة والكاريكاتيرات الساخرة عنه صلى الله عليه وسلم في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت والتواصل الإجتماعي. وبدأ تسلسل الإحداث في هذا الشأن منذ عام ٢٠٠٥م، حين أشعل الدنماركي كورت نار الفتنة بنشر رسم مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم بأحد الصحف الدنماركية. فتشجع الرسامين من بعده على نشر المزيد من الرسومات المسيئة له. فنشرتْ صحيفة جيلاندس بوستن الدنماركية إثني عشر رسماً كاريكاتورياً تحريرياً مسيئا بعنوان (محمد أنسيجت اي وجه محمد). ثم جاء بعده السويدي لارس فيلكس عام ٢٠٠٧م برسومه المسيئة للرسول[5].
وتكرر هذا الأمر الخبيث في الدنمارك وفرنسا والسويد وغيرها. فهم – عليهم لعنة الله – يسيئون الي خيرة الخلق بأبشع الرسومات، والتي لا تُقبَل حتى في حق مواطن عادي؛ ناهيك عن نبيّ مُرسل ويتَّبعه ملايين من البشر حول العالم. ويا للعجب، أن هذا يحدث في أوروبا التي تدعى حرية الأديان والرأي. وأي حرية هذه التي يتحدثون عنها؟! إذ لو كانت هناك حرية لما أهانوا نبي له أتباعه. إذ هم بهذه الإساءة يوجهون إضطهاد لجهة معينة بالطعن في دينها ومقدساتها وينقضون نظرية حرية المعتقد التي يتباهون بها. وقد توعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم باللعن والعذاب في الدنيا والآخرة لمن يسيء إلي الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)[6].
وبالفعل رأينا النهايات الذليلة والمريرة لمن اساء إليه، والتي كان من آخرها موت الرسام السويدي محترقاً في سيارته في أبشع صور الموت. كما لا يخفى على أحد الكوارث الطبيعية الكثيرة التي مرت بها البلاد الأوروبية مؤخرا لا سيما فرنسا؛ وكأنه نوع من العذاب وإنتقام الله تعالى منهم.
مساوئ نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول من منظور إسلامي5>
يجب محاربة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في الاعلام. وعلينا التكاتف جميعا لنصرته، كلٌ حسب طاقتِهِ. فنحن أمته وأولى الناس بنصرته والدفاع عنه. قال تعالى: (ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)، وقال أيضاً: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ)[10]. ولنكن على يقين أن الله ينصر من ينصره وينصر نبيه، سواء بإظهارهم على أعدائهم في الدنيا، أو بفوزهم بالجنة في الآخر. قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ)[11]. وقال أيضاً: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)[12].
يجب عدم نشر هذه الصور لان ذلك يسئ للنبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو مبتغى المسيئين. فنشرها يجعلها متداولة وفي متناول الجميع مما يسئ أكثر إليه. ويمكن الاكتفاء بنقل الخبر دون الصورة حتى يتصدى له المسلمين بالرد عليهم بالحكمة. ومن الوسائل المقترحة لتحقيق ذلك:
نسأل الله تعالى أن ننال شرف الدفاع عنه نبيه ونصرته، ونسأله شفاعته يوم القيامة، وأن يسقينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا، ومرافقته في الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
[1] فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي، جزء ٥، صفحة ٥٤.
[2] سورة المسد، آية ١-٥.
[3] الراجحي، عبد العزيز، شرح سنن النسائي، ١٦/١٦.
[4] سورة الأعراف، آية ١٥٧.
[5] كيف بدأت قضية رسوم النبي محمد المنشورة في الدنمارك قبل ١٥ عاما، swissinfo.ch، بتصرف.
[6] سورة الأحزاب، آية ٥٧.
[7] سورة الحجر، آية ٩٤-٩٥.
[8] سورة الحج، آية ١.
[9] سورة غافر، آية ٥١.
[10] سورة التوبة، آية ٤٠.
[11] سورة الحج، آية ٤٠.
[12] سورة المائدة، آية ٦٧.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين