اقرأ أيضا:
وربما سهل الذكر و الاستغفار على الإنسان فلا يرتدع عن الذنب، ولكنه إن جعل على نفسه عقوبة مالية تردعه عن المعصية ربما أوجعه نقصان ماله فاستقام، والنفوس في التربية أنواع ومقامات!!!!
وقد كان ابن وهب – رحمه الله – يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما فأجهدني فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة. في سير أعلام النبلاء (9/223-228)
ومما يمكن أن يستدل به على مشروعية معاقبة النفس عند المعصية وعلى تقصيرها، ما روى البخاري ومسلم في قصة توبة كعب بن مالك، قال: “فلما جلست بين يديه، قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر”.
ومما يصلح دليلا في ذلك، ما جاء في تفسير قوله تعالى: “وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33). (ص: 30-33)
وذلك أن سليمان- عليه السلام- كان له ميدان مستدير يسابق فيه بين الخيل، فشغله استعراض خيله عن الصلاة حتى ذهبت الشمس، فقال:” رُدُّوها عَلَيَّ” فردت فعقرها بالسيف، قربة لله وتوبة إليه.
[1]- يقصد الصفات السيئة.
[2]- يقصد أن هذه الصفات يأوي إليها الشيطان.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين