اقرأ أيضا:
ملحوظتي هنا أن دور المفتي لا ينبغي أن يكون مقتصرا على البحث في أقوال الفقهاء ثم انتقاء أي قول منها، بل المفتي ينبغي أن يكون كالطبيب أو كالقائد الموجه والمربي، الذي ينظر في مآل الفتوى وانعكاسها في شخصية المستفتي وفي المجتمع بشكل عام، وما إذا كانت هذه الفتوى تحقق مقاصد التشريع، وعلى سبيل المثال؛ ألا يخشى من هذه الفتوى أن تستغل لتصريف البضائع الكاسدة؟ ومن المعلوم أن بعض الفقهاء الذين خالفوا الجمهور بقولهم بجواز دفع القيمة قد لاحظوا مصلحة الفقراء -وهذا حق-، لكن هل هذه الفتوى من الناحية العملية قد راعت مصلحة الفقراء أو مصلحة الأغنياء على حساب الفقراء.
هل ستبقى هيبة دينية لهذه الزكاة وحتى للفدية في نفوس الناس إذا تحولت إلى لعب أطفال، أو “مبايلات” أو ستائر للنوافذ؟ فكل هذه أعيان تشملها الفتوى.
أؤكد هنا إخواني أن البحث عن مآلات الفتوى في الواقع العملي لا يقل أهمية عن البحث في أقوال الفقهاء واستدلالاتهم العلمية.
كما أؤكد أيضا أن هذه الملحوظات متعلقة بطريقة التأصيل وطريقة التفكير (المنهجية) بغض النظر عن صواب الفتوى ذاتها أو خطئها.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين