اقرأ أيضا:
ثانياً: الصّبر والمصابرة إذا ما أصاب الإنسان مرضٌ أو شيء، محتسباً لله -تعالى- الأجر العظيم؛ فلكل مصابٍ أجره بقدر مصيبته، وأن يكون راضيا بما قدّر الله -تعالى.
ثالثاً: يأمر الإسلام بالوقاية والحماية من الأمراض وأهلها، والتحصن بذ كر الله -تعالى-، كما في الطب النبوي الوقائي، فعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ». رواه أبو داود (5088)، والترمذي (3388) ، قال القرطبي -رحمه الله- عن هذا الحديث: «هذا خبَرٌ صحيحٌ، وقولٌ صادق علمناه دليلَه دليلاً وتجربة، فإنِّي منذ سمعته عملت به فلم يضرَّني شيءٌ إلى أنْ تركته، فلدغتني عقربٌ بالمدينة ليلاً، فتفكرتُ فإذا أنا قد نسيت أنْ أتعوذ بتلك الكلمات». انظر (الفتوحات الربانية) لابن علان 3/100.
ومن الأذكار التي تقي من السوء وتدفع الضرر بإذن الله: ما رواه عبد الله بن خبيب – رضي الله عنه – قال: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فقَال: قُلْ. فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا. ثُمَّ قال: قُلْ. فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا. ثُمَّ قَال: قُلْ. فقُلْتُ: يا رسُولَ اللَّهِ! ما أَقُولُ؟ قَال: قُلْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ». رواه أبو داود (5082) والترمذي (3575، فالحاصل أن الأدعية والأذكار السابقة تحفظ المسلم من الضر والأذى بأنواعه -بإذن الله تعالى-، فمن أصابه من البلاء مع محافظته على هذه الأذكار، فذلك بقدر الله -تعالى-، وله سبحانه الحكمة البالغة في أمره وقَدَرِه.
رابعاً: يأمر الإسلام بعد ذلك المسلم بالتداوي، ويوسع الإسلام دائرة التداوي بالأدوية المباحة كلها، والعلاج الطبي والعمليات ونحوها، وقد دلّ القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، على أنواع من الأدوية النافعة، كالعسل والحجامة والحبة السوداء.
خامساً: يبين الإسلام للناس جميعاً بأنَّ لكل داءٍ دواء، ولكلّ مرض شفاء، عَلِمه مَنْ علمه من الناس، وجَهِله من جهله؛ حيث يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله لم يُنْزل داءً، أو لم يَخْلق داءً إلاّ أنزل أو خَلَق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله إلاّ السام، قالوا: يا رسول الله، وما السام؟ قال: الموت». رواه أحمد (1/446) ورواه النسائي مختصراً (2/64) وابن حبان (1398)، وصححه الألباني في السلسلة (1650، وهذ الحديث الصحيح يُعطي أملاً لكل مريض بالشفاء مما هو فيه؛ حيث بيّن وحكم – صلى الله عليه وسلم – بأن لكلّ داء دواء، ولكل مرض شفاء، وبذلك لا يفقد المريض الأمل، مهما كان مرضه خطيراً، على عكس ما هو الحال اليوم؛ حيث تصنف بعض الأمراض على أنه لا شفاء لها.
وقد وضعت الشريعة مجموعة من الضوابط والأحكام والآداب، للمعالج الذي يعالج الإنسان، أي معالجة كانت، سواء كانت معالجة للجانب البدني، أم النفسي، نذكرها هنا بإيجاز:
– أن يكون المعالج ذا علم وخبرة وحذق بمهنته الطبية، وفي وقتنا الحاضر: ضرورة الحصول على الشهادة الطبية، والإذن بممارسة المهنة الطبية من الدولة، وهو أمر معتبر أيضاً في الشرع.
– أن يكون مخلصاً في عمله، أميناً محافظاً على حقوق الآخرين، يبذل ما في وسعه للإتقان والإبداع.
– أن يعرف الأحكام الشرعية الخاصة بالطب والمريض.
– أن يتخلق بالأخلاق الإسلامية الراقية.
– أن يحترم تخصصه الطبي، مع احترامه تخصص الآخرين.
– أن يلتزم أسرار المهنة، وقيمها الأخلاقية الإنسانية التي أقرها الإسلام.
– ألا يقوم بإجراء التجارب على مرضاه، إلاّ بعد الحصول على إذنهم، وعلى موافقة جهة الاختصاص.
– أن يلتزم القوانين والأنظمة واللوائح والقرارات الصحية، التي تصدر عن السلطات المختصة.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين