* يوسف عليه السلام نبي كريم اصطفاه الله وحباه علما وحلما لذلك حسده إخوته من بني إسرائيل..
وكذلك نحن حسدنا أخوتنا من بني اسرائيل نتيجة هذا الحسد كان أن رموه في قعر الجب.
كذلك نحن تم رمينا في جب الخذلان والجهل قرونا طويلة وصودرت ثقافتنا ونسبت لغيرنا تارة وما تبقى منها تم وصمه بالتخلف والإرهاب تارة أخرى.
* تعرض يوسف عليه السلام للبيع والشراء .. وبيع بثمن بخس.
كذلك هذه الأمة تصادر كرامتها وتباع في سوق النخاسة العالمية لمن يدفع أكثر.. حتى أضحت دماؤنا أرخص من النفط الذي يسرقونه من تحت أرجلنا.
* تعرض يوسف عليه السلام لمساومة أخلاقية وإغراء الشهوة يفوق حد الاحتمال مع امرأة العزيز.
وهذه الأمة تعرضت إلى ابتزاز أخلاقي وتحطيم قيمي يفوق حد الخيال.. حتى يخيل لك أنه لم يعد من هم لأرباب القنوات الفضائية إلا إذكاء سعار الشهوة وإطلاقها.
* تعرض يوسف عليه السلام لمؤامرة دنيئة أفضت به إلى السجن بتهمة الشرف التي يتزعمها الملأ وكبار رجال الدولة..
كذلك حال أمتنا تم تكبيلها ورميها في السجن بعد محاكمة ظالمة بأنها أمة رجعية في حق الأسرة والمرأة والطفل.. فصار عديمو الشرف هم من يحاضر ويؤصل للشرف الأخلاقي!
* كان يوسف خبيرا بالتأويل وتقدير عواقب الأمور وهي سبب تحرره من السجن لكن لم يتحرر إلا بوسيلة إعلامية قوية وقناعة قوة كبيرة مكنت له وحمته لاحقا وهي قوة الملك الذي اقتنع بنزاهة يوسف وألمعيته..
كذلك هذه الأمة تملك أدوات التأويل وتفسير الظواهر الاجتماعية والإنسانية بل وحتى حقائق الكون العلمية على وجه معجز بليغ..
لكنها لم تعثر بعد على القوة الحاضنة والتي لن تصل إليها إلا بإعلام قوي وإقناع كبير.
* لقد خرج يوسف من السجن إلى القصر وحكم فعدل وكذلك هذه الأمة ستمر بهذه المرحلة مرة أخرى..
نترقب بشوق بالغ هذه المرحلة .. لكن يسبقها شحذ الهمم وتثقيف الأدوات اللازمة لبلوغ ذرى المجد، وما ذلك على الله بعزيز.