يقول أحد الكرماء : زارني أعرابي وأهدى إليّ شاة ، فقبلت هديته ، وأهديته ناقة ، وبعد مدة زارني ،وأهداني شاتين فأهديته ناقتين ، ثم زارني مرة ثالثة ليلاً وعند الصباح ذهب إلى حظيرة الإبل ، وجعل يعدها !نعم إنه يريد أن يعرف كم عددها حتى يهديه في مقابلها شياهاً ، ويفوز بها ، إنه استغلال جريء لكرم ذلك الجواد.
اليوم يحدث ما هو أسوأ من هذا من قبل بعض الرجال الذين لم يظفروا بمتانة الدين ولا بشهامة أهل المروءات ، ذلك أن المرأة في نظر الشعوب أمينة على ثقافة الأمة ، وهي جديرة بذلك ، كما أن المرأة تملك طاقة هائلة على التضحية براحتها وكرامتها في سبيل استمرار الأسرة ، ولا غرابة فهي أعظم معلم للحب غير المشروط ، والمرأة بعد هذا أشد إخلاصاً للرجل وأكثر تعلقاً به، وهي مفطورة على الإخلاص لرجل واحد ، ولهذا فإننا لو قارنّا بين خيانات الرجال لنسائهن وخيانات النساء لأزواجهن ، فلربما كانت النسبة أقل من واحد إلى عشرة ، هذا الإخلاص وهذه التضحية تشكل نقطة ضعف أساسية لدى المرأة في نظر بعض الرجال ، ولهذا فإنهم يستغلونها أسوأ استغلال ، حين يسيئون إلى زوجاتهم بألف طريقة وطريقة ، هذا يهدد زوجته بالطلاق ما لم تعطه الكثير من مالها ، وبعضهم يهجرها إلى غيرها إذا أمرته بمعروف أو نهته عن منكر ، وبعضهم يؤذيها بأساليب مختلفة حتى تطلب الخلع ، ويأخذ منها ما يريد ..
ماذا أقول في هذه الوضعية التي لا تعبر إلا عن انحطاط الذات ولؤم الطباع ، إن رسولنا ﷺ قد أوصانا بضعاف الأمة ولا سيما النساء والأيتام والأرقاء ومن في حكمهم من الخدم ، لكن من المسلمين من لم يسمع بشيء من ذلك ، أو لم ينتفع به أي انتفاع !
إن المرأة هي أخت الزوج في الإسلام ، ومهما ساءت العلاقة بينها فستظل أخته ، وستظل لها حقوق أخوة الإسلام ، وإن الله ـ تعالى ـ يمهل للظالم ، ويمد له مداً لكن إذا أَخَذَ ، أَخَذَ أَخْذَ عزيز مقتدر.