حقق شيخنا المرحوم السيد أحمد صقر كتابَ إعجاز القرآن للباقلاني، وكتب له مقدمة ضافية في الإعجاز ونشأة القول فيه، وفي مصادره، والتعريف بأهم مؤلفاته، ثم دراسة وافية مستقصية لحياة أبي بكر بن الطيِّب ومؤلفاته، وشيوخه، وتلاميذه، وأبرز ما أنجزه في حياته العملية، ثم عرض كتاب إعجاز القرآن عرضا علميا مُفصَّلًا، بِفَهْم وبَصيرةٍ، وبيانٍ نادر.
وكان هذا الجيل من المحققين يؤخذ عنه، لأنهم كانوا علماء حين يؤلفون، وعلماءَ حين يُدَرِّسُون، وعلماء في مجالسهم في بيوتهم، وعلماء حين يُحَقِّقُون، كانوا يؤخذ عنهم العلم في أحوالهم كلها، لأنهم درسوا وانْقَطَعُوا وصَدَقُوا، وجاهَدُوا، وقد سمعت الشيخ في درسه، وسمعته في مجلسه، وفي بيته، ورأيت وعشتُ رعايته وعنايته بطلاب العلم، وحرْصَه الشديد على أن يُضِيءَ لهم الطريق، وأن يَدُلهم على ما ينفعهم، وكان إذا دخل كلية اللغة العربية ولقيني أو لقي غيري من زملائي بادر بقوله: «اجمع إخوانك في مكان كذا» ثم يأتينا ومعه كتابٌ جديد حُقّق.
وكان المحققون من المغاربة والمشارقة يُبادرون إليه أول ما يَخْرُج الكتاب ويرسلون إليه عملهم، وكان هو يبادر إلينا، ويعرفنا بالكتاب، ويغرينا بقراءته، وما جمعنا -رحمه الله- إلا وهو يريد أن يُقدِّم لنا كتابا نافعا، أو موضوعًا نافعًا -ولم يكن أستاذًا في الكلية- وإنما هو الحرص على المبتدئين من طلاب العلم، وهكذا كان هؤلاء الكبار، كانوا أئمة في التحقيق والمراجعة، والضبط، وكانوا طبقة متفاوتة، ومتقاربة، كان شيخنا السيد صقر، ومحمود محمد شاكر، وعبد السلام هارون، ومحمد محيي الدين عبد الحميد، ومن في طبقتهم وكلهم ذهبوا وبقيت أماكنهم خالية. وجيل تلاميذهم الذين أنا منهم لم يستطع أن يملأ فراغهم، وحسبك أن تقرأ مقدمات شيخنا سيد صقر للكتب التي حققها، ومنها كتاب الباقلاني وكتاب (مُشكل القرآن) لابن قتيبة، وأن مقدمة كتاب الباقلاني تُعدّ كتابا جليلًا عن الباقلاني وكتابه، وكيف عرض مُصنّفات الباقلاني، وكيف عرض حوار الباقلاني مع شيوخ المعتزلة في مجلس عضد الدولة البُوَيْهيَّ؟ وكيف كان الباقلاني متمكنا من مذهب أبي الحسن الأشعري، ومُقْتَنِعًا به، وكيف أسْكتتْ حُجَجُه المخالفين له؟ ثم كيف عرض حوار أبي بكر مع شيوخ النصرانية في مجلس ملك الروم، وكيف كان تمكنه وفهمه لدين الله، وقدرته على دَحْض شُبَه المخالفين للدين، حتّى إن شيخ شيوخ النصرانية في مجلس ملك الروم نصح الملك وقال له: بأن يَقْضي حاجة أبي بكر وأن يُلاطف صَاحبَه يعني عضد الدولة: «وأخْرجه من بلدك من يَوْمك إن قَدَرْت، وإلاَّ لم آمن الفِتْنَة به على النصرانية». فَفَعل الملكُ ذلك وأحسن جواب عضد الدولة وهداياه، وعَجَّل تسريحه، ومعه عدة من أسارى المسلمين، والمصاحف، وَوَكّل بالباقلاني من جُندِه من يَحْفظُه حتى يصل إلى مأمنه(1).
وكان عضد الدولة حاكما جَيّد السياسة، نافذ الرأي فيها، وكان له بَصَر بالعلُوم ومشاركا فيها، وكانت له مكتبة جامعة لكل ما كتب في زمانه وقبل زمانه، وكان شديد الحفاوة بالعلم والعلماء، والشعراء، والفقهاء، وعلوم العقائد، وعلوم اللغة؛ وكانت لهم جميعا عطايا تَسدُّ حاجتهم، وتُتيحُ لهم الانقطاع إلى خِدْمَةِ العلم وطلابه، وصنّف له أبو علي الفارسي كتاب الإيضاح، الذي شَرَحَهُ عبد القاهر في ثلاثين جزءًا كما صَنَّف له كتاب التكملة في النحو، وكان عضد الدولة شديد الحفاوة بأبي بكر، ودَفَع إليه ابنه صَمْصَام الدولة ليعلمه مذهب أهل السنة، فعلّمه وألّف له كتاب التمهيد الذي حقَّقَه العالمان الجليلان محمود محمد الخضيري، والدكتور عبد الهادي أبو ريده، وقد قصد المتنبي إلى عضُد الدولة بشيراز، ومَدَحُه بقصيدته التي فيها أبيات سائرة:
وقَدْ رأيتُ الملـوكَ قاطـبةً
وسِرتُ حَتّى رَأَيْتُ مَوْلَاها
ومَـنْ مَـنَـايَـاهُـمْ بِرَاحَتِـــه
يأمُـرهــا فيهــم ويَنْهــاهـا
أبا شُجاع بفارِسَ عَضُد الدَّ
ولَةِ فناخسرو شَهنْشَاهَا
أسَــامِيا لـم تـزدْهُ مَعْــرِفــةً
وإنمـــا لَــذَّةً ذكرنــاهـــا
وهكذا يحدثنا التاريخ بأن القمم العالية يلدها زمن واحد، عضد الدولة قمة عالية في سياسة البلاد، يتودَدُ إليه ملك الروم، مع قِمَّة عالية في الشعر هو أبو الطيب شاعر العربية الأول، مع قمَّةٍ عالية في النحو هو أبو علي الفارسي شيخ شيوخ العربية، مع قِمَّة عالية في علم الكتاب والسنة هو أبو بكر بن الطيب الذي كان على رأس المئة الرابعة ممن يَبْعَثُهم الله سبحانه ليجدّدوا لهذه الأمة أمر دينها، وكأنهم عائلة واحدة رُبُّوا تربية واحدة وولدهم رَحِم واحد وأرْضَعَهم ثَدْيٌ واحد، وخذْ هذا الأصل، وتَنَقّل به في التاريخ، حتى تصل إلى يومنا هذا، ولن تجده يختلُّ في زمن واحد.
وقد عُنِينَا بدراسة الإعجاز من جهة أنه بُرْهان نُبُوّة سيدنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا حق وواجب موجب لهذه العناية، ولأضعافها، وللإعجاز بجانب هذا جهات أخرى، ودلالات أخرى، وبراهين أخرى، توجب المزيد من العناية به. وهي مَسْهُوٌّ عنها، منها أن كل خَبَرٍ أخْبَر به القرآن بالبيان المعجز هو خبر مصحوب ببرهانِ صِدْقه، وكل عِظَةٍ وتَنْبِيهٍ جاء في الكتاب هو مَصْحُوبٌ ببيان صِدْقه، فإذا قال ربنا: { إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى آدَم وَنُوحًا وَآل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان عَلَى الْعَالَمِينَ } (آل عمران: 33).
فلا يجوز لأحد أن يتردَّد في قبوله، لأنه فضلا عن كونه خبر من لا خلاف في أخباره؛ هو أيضا يَتْحملُ برهان صِدْقه بهذا البيان المعجز. وهكذا كل ما في الكتاب العزيز من أمر ونهي، وخبر واستخبار، والاحتجاج للوحدانية، والقدرة والعلم والرحمة والبعث والحساب والجنة والنار، فإذا قال الذين كفروا: { أئذا متنا وكنا ترابًا وعظامًا أءنا لمبعوثون} (الواقعة: 47)
احتج عليهم الكتاب العزيز بقوله تعالى: { أولم يروا أن الله الذي خلف السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم} (الإسراء: 99).
وهذا احتجاج عَقْلي لا يَرُوغ منه إلا هالك، وقد اكتفينا بهذا. وسكتنا عن إعجاز آخر بياني وهو اللغة التي ساق الذكر الحكيم فيها الرد عليهم، أعْنِي الإعجاز البياني الذي في قوله تعالى: “أولم يروا أن الله” إلى آخره، هذا النّظْم نفسه معجزٌ لا يقوله إلا الحي القادر -سبحانه-، وقل مثل ذلك في كل ما في الكتاب، وهذا من إكرام الله لنا، لأنه سبحانه ما خَاطَبنَا في شَيءٍ إلاَّ بخطاب لا يكون إلا مِِنْه. ليكون الإعجاز ملابسًا لنا، ومصاحبًا لنا، في كل شأن من شئون ديننا، كل جملة قرآنية تُلاَمِسُ قلب العَبْد، وفيها أمران:
- الأول: أنها كلام الحي القادر الذي بيده ملكوت السموات والأرض،
- والأمر الثاني: أن لغتها وبيانها فيه أمر إلهي يستحيل أن يكون من غير الله، وهذا من معنى أنه أحْسَنُ الحديث تَقْشَعِرّ منه جلود الذين يخشون ربهم، فإذا قلت: إعجاز القرآن برهان نبوة سيدنا محمد ﷺ وبرهان صدق كل ما هو فيه، وأن فَرْقًا هائلا بين أن أقرأ أمر الله ونهيه في التوراة والإنجيل، وكل ما في الصحف الأولى، وأن أقرأ أمره -سبحانه وتعالى- ونهيه مُقْتَرِنًا بالأمر الإلهي المعجز، أقول: إذا قلت هذا كان حَقّا وكان تنبيها وتذكيرا بنعم الله على هذه الأمة الخاتمة وأن هذا مُتَناسِقٌ مع أنها شَرِيعة لا تُنْسَخُ حتى تقوم الساعة، لأن براهينها مُعَلَّقةٌ بكل أمر ونهي فيها، هذه واحدة.
هذا الإعجاز الجاري في الكتاب كُلِّه حَفِظَ الكتابَ من أن تَدْخُلَ فيه جملة واحدة، أو كلمة واحدة، أو حرف واحد من خارجه، لأن هذا الإعجاز جدار صَدّ يَصُدُّ أيّ نَفَس إنساني يحوم حوله، ولو بحرف واحد، ولم يعرف الناس كتابا يقرؤه العامة والخاصة والصغار، والكبار، والرجال، والنساء، والعلماء، والجهال، والصالحون، والطالحون، وهو مبسوط في الأرض كلها، يدخل ما دخل عليه الليل هذا الزمن المُمْتد ثم لا يَنْقُص منه حَرْف، ولا يُزَاد فيه حَرْفٌ ونحن نعلم أن الحارس له هو الحيّ القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وأن الحيّ القيوم -سبحانه- جَعَل دَيْدَبان القرآن الحارِسَ لَهُ هو الأمر الإلهي المعجز الجاري في كل سطر منه.
ثم إن هذا الإعجاز ما كان يمكن أن يكون لو لم تكن العربية قد بلغت ذروة النُّضْج البياني، وأن الترقِّي في فَضْل بيان على بيان بابه مفتوح حتى يَخْتَرِقَ الحاجز الذي تَنْتَهِي عنده الطاقة الإنسانية، وأنْ يبين العجزُ عنه بينونة ظاهرة لا تلتبس حتى تقطع الأطماع، ولا تُحدِّثُ نَفْسٌ صاحبَهَا بأن يقول ما يشبهه ولا ما يقاربه، ولا يكون ذلك إلا إذا كانت طرائق الإبانة في اللغة قد تَعدّدتْ وتَنَوّعت وتمايزتْ تميزا يُتيح ذلك كله، وقد ذكر الباقلاني أن كتب ربنا المنزلة على رُسله الكرام ما نَعْلَم مِنهم وما لا نعلم ليس فيها أي إعجاز؛ لأن اللغات التي نزلت بها هذه الكتب لم يكن يتسِعُ التفاضلُ في طرائق الإبانة فيها اتساعًا يُتيحُ لها أن تَخْتَرق الحاجز الذي تنتهي عنده الطاقة الإنسانية، وقد تكرر هذا في الكتب وذكره ابن خلدون في مقدمته، ومقصودي من هذا الكلام هو أن الإعجاز في الكتاب العزيز باق فيه ما بقي الكتاب، وقد تعهّد ربنا بحفظه: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر: 9)
وهذا أوجب بقاء اللسان العربي المبين الذي اتسع إلى هذا الأمر الخارق ما بقي هذا الكتاب المعجز، لأنه يستحيل أن يظل معجزًا ببيانه مع تغيُّر واختلاط واختلاف اللسان الذي به يُقْرَأ، ثم إن الأجيال المتعاقبة لا تُدْرِكُ إعجازه إلا بدراسة الطَّاقة البيانية المُتَّسِعة في تفاضلها، وتَفَاوتها في هذا الكتاب، لأن الإعجاز البياني في الآية مؤسس على الفروق والوجوه التي في اللغة، والتي هي دلالات التقديم والتأجيل والحذف والذكر والفصل والوصل إلى آخره، ولو تصوّرْنَا اختلاف اللسان في استعمال هذه الطاقات التعبيرية فلا تستطيع أن تَتَصَّور دِرَاسَةً لإعجاز الكتاب العزيز، ولا نقطع الطريق أمام الأجيال القادمة، فلا نتمكن من معرفة الإعجاز، ودراسة وجوهه، ولهذا ولغيره أحدث الإعجاز في الكتاب العزيز أمرًا في العربية يُشبه الإعجاز وهو أنه أَمْسَكَها على الحالةِ التي كانت عليها يوم نزل بها، فالألفاظ الدائرة في ألْسِنَتنا وأقلامنا، هي ألفاظ العربية يوم نَزَل الكتاب، والضوابط النحوية التي هي قائمة في لغتنا التي نتَّحدَّثُ بها هي هي الضوابط النحوية التي كان عليها اللسان المبين يوم نزل به الكتاب، وكذلك قل في ضوابط الاشتقاق، والتصريف والجمع، والتّعْبير، وكل الأصول النحوية والصرفية التي يقوم عليها بياننا هي هي التي كانت عليها العربية يوم نزل بها الكتاب.
وأهم من هذا وأبين وأدخل في موضوع الإعجاز طرائقُ الإبانة، فلا يزال التقديم دَالاًّ على العناية والاهتمام، ولا يزال التنكير دالا على التعظيم والتحقير، والتقليل، والتكثير، ولا تزال الألف واللام تحمل في أَلْسِنتِنَا معنى كالهَمْس أو كَمَسْرى النّفس في النفْس، ولا تزال الواو دالة على مجرد التشريك، والفاء دالة على الترتيب، وهكذا وقد انفردت العربية بهذا من بين لغات البشر، وليس لنا نحن أصحابها دخل في هذا، بل إن تصرفنا مع العربية يُمَهّد للضياع، لولا هذا الحفظ، وناهيك من أننا أوشكنا أن نُبْعِدَها عن العلم، فَلم نَدْرس الطب وحده بغيرها، بل تطورنا وتقدمنا وتحدثنا وأصبحنا ندرس بعض العلوم التي كنا ندرسها بها بغيرها، وأرى أن هذا من آيات الله لأنها مع كل هذا الخلط الذي نعيشه مَعَها تميزت من بين لغات الأرض ليس فقط بأننا نقرأ بها الكتاب والحديث بل نقرأ شعر الشعراء الذين عاشوا في الجاهلية القديمة، لأن العربية كانت قد استقرّت وثَبَتَتْ قبل نزول القرآن ثم أمسك هو بها وهي على هذه الحالة التي كانت ثبَتَتْ عليها، وقد عاش مع الباقلاني في زمانه ثلاثة من كبار العلماء الذين كتبوا في الإعجاز وهم الخطابي، والرماني، والقاضي عبد الجبار، ولم أجد في كتابه إشارة إلى واحد منهم إلا ما يأتي ضِمْنًا في ردود بعض الآراء، وقد ذيّل كتابَ الإعجاز مُحَقّقُه الفاضل بجملة صالحة من الذي قاله العلماء الكبار في تقريظ الباقلاني، وأول ما ذكر من ذلك ما روي عن ابن عساكر في تَبْيين كَذِب المفتري، عن أبي عَلْقمة عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله يَبْعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها» (سنن أبي داوود)، ثم قال في صفحة 53: وسمعت الشيخ الإمام أبا الحسن علي بن مسلم على كرسيه بجامع دمشق يقول، وذكر حديث علقمة هذا كان على رأس المئة الأولى عمر بن عبد العزيز، وكان على رأس المئة الثانية محمد بن إدريس الشافعي، وكان على رأس المئة الثالثة الأشعري، وكان على رأس المئة الرابعة ابن الباقلاني(2).
وقال أبو محمد البافي: «لَوْ أوْصَى رَجُلٌ بثلث ماله أن يُدْفَع إلى أفْصَح الناس لوجب أن يدفع إلى أبي بكر الأشعري»(3).
وأقوال أخرى كثيرة وصَفَت الباقلاني بسعة العلم وقوة الحجة وأنه كان من أعلم الناس بمذهب أبي الحسن الأشعري، والذي يعنيني في هذه المقالات التي أفتتحها بهذه المقالة هو تميّزه من بين كل الكاتبين في الإعجاز بمنهج سوف يظْهَر لنا حين ندخل في صلب قضاياه، ثم تميّزه بشيء آخر وهو تَبَحُّرُه في علم الشعر، ونقده وتمييزه وإتقان درسه، من الجهة النَّظَريةِ فقد ذكر في كتابه وجوها من النظر في الشعر لم تذكر في الكتب الخاصة بنقد الشعر، ولا أشك في أن الذي في كتاب (إعجاز القرآن) في تحليل طرائق دراسة الشعر وتحديد الجهات التي يجب على الدارس أن يستوعبها قَبْل أن يتكلم في الإعجاز هو أرجح بكثير من الذي في كتاب قدامة ومن الذي في الوساطة، ومن الذي في الموازنة، بل ومن الذي في الكتب التي كتبت بَعْده بزمن قبل كتاب العمدة، وعجيب أن يظل هذا الكنز الزاخر في دراسة الشعر مسكوتًا عنه إلى يوم الناس هذا. هذا والله أعلم.