لم يكن مألوفا بين أبناء الطبقات العليا البريطانية في العصر الفيكتوري الإعجاب بالإسلام خاصة إذا جاء الإلهام  من السفر للبلاد المسلمة.

أمضت السيدة ايفلين ابنة العائلة الارستقراطية والمولودة في ادنبرة معظم طفولتها بين اسكتلندا وشمال افريقيا.

تقول ايفلين في مذكراتها “هناك تعلمت العربية، كان الهروب من مربيتي وزيارة المساجد  مع أصدقائي الجزائريين مصدر سعادتي، أصبحت لا شعوريا مسلمة بقلبي”.

برعت ايفلين في مطاردة الغزلان بمزرعة عائلتها وصيد سمك السلمون .

عرف والدها المستكشف ايرل دونمورالسابع بكثرة أسفاره إلى وجهات بعيدة مثل الصين وكندا، وكذلك والدتها التي أصبحت في وقت لاحق وصيفة للملكة فيكتوريا مولعة بالسفر أيضا..

ورثت السيدة ايفلين حب السفر من والديها وفي أحد الرحلات وتحديدا في القاهرة التقت زوجها رجل الأعمال جون كوببولد.

البريطانية ايفلين كوبولد .. ابنة طبقة النبلاء التي تحولت للإسلام

ولا يعلم متى تحديدا اعتنقت السيدة ايفيلين الإسلام. ربما زرعت البذرة من خلال أسفار طفولتها ، لكن إيمانها على ما يبدو كان متماسكا.

تقول السيدة ايفيلين أن في أحد العطلات زارت العاصمة الإيطالية روما والتقت حينها البابا الذي فاجأها بسؤال : هل أنت كاثوليكية فأجابته : ” أنا مسلمة”.

تضيف “تملكني شعور لا أزعم معرفته، كما أنني لم أفكر في الإسلام لسنوات عديدة مما أشعل شرارة البحث فعزمت على قراءة ودراسة الإيمان”.

وفقا لما ذكره المؤرخ وليام فاي الذي كتب مقدمة مذكرات السيدة إيفلين.اجتذب الجانب الروحي للدين عددا من الناس وتحولوا للإسلام ، ويقول انهم يتبعون “الاعتقاد بأن جميع الديانات العظيمة تشترك في وحده متسامية… وراء التفاصيل الفقهية السطحية التي تقسمهم”.

استطاعت السيدة ايفلين أو “السيدة زينب ” من الوصول إلى المجتمعات النسوية في منطقة الشرق الأوسط وكتبت عن “النفوذ المهيمن للمرأة ” في الثقافة الاسلامية.

ذهبت السيدة ايفلين إلى الحج وعمرها 65 عاما وسجلت سبقا كأول امرأة بريطانية مسجلة تتم المناسك.

وفي عمر الـ65، شرعت في الحج إلى مكة، لتكون أول امرأة بريطانية مسجلة تؤدي مناسك الحج.

وأكسبتها تجربة الحج “اهتماما لا نهاية له بالإسلام وجماله”، ونشرت في وقت لاحق على حسابها الخاص كتابا عن الحج إلى مكة المكرمة.

البريطانية ايفلين كوبولد .. ابنة طبقة النبلاء التي تحولت للإسلام

لا يعرف عنها سوى القليل عن حياتها بعد سفرها لفترة قصيرة في كينيا. وتوفيت في دار “إينفيرنيس” للرعاية في عام 1963 عن عمر يناهز 95 عامًا، وطلبت في مراسم دفنها أن تنقش آية النور على قبرها.

وكتبت في مذكراتها: “غالبًا ما يسألني الناس متى ولماذا أصبحت مسلمة، لا أملك إجابة واضحة، لأني لا أعرف اللحظة الدقيقة التي أشرق فيها إسلامي، يبدو أنني كنت مسلمة على الدوام”.

وذكرت السيدة ايليفين في مذكراتها أن سؤال لماذا أسلمت وكيف تحولت للإسلام كثيرا ما يطرح عليها.

وتضيف ” ما أستطيع قوله هو أني لا أعرف اللحظة التي أشرقت فيها حقيقة الإسلام ، يبدو أني كنت مسلمة على الدوام”.