كثيرا ما تختلط هذه المصطلحات في أذهان الشباب فتختلط نظرتهم إلى الأفكار المطروحة وتتباين آراؤهم.
التجديد يا شباب معناه؛ مواكبة الإسلام بثوابته العقدية والقيمية ومرونته التشريعية لمتطلبات العصر، ليقدم الحلول المناسبة لكل نازلة أو حادثة، مع الاستفادة من تطوّر العلوم وأدوات البحث الحديثة والخبرات البشرية العامة في شتى شؤون الحياة.
الجمود؛ هو الإبقاء على اجتهادات علمائنا الأقدمين التي كانت وفق معطيات عصورهم ومشكلاتها وتحدياتها، كتلك الاجتهادات المبنية على العلوم الطبّية أو الفلكية التي كانت سائدة في تلك العصور، مثل: مدّة الحمل، وأحوال الجنين، وأحوال الأهلّة واختلاف المطالع، وكذلك تقدير الضرورات والمصالح والمفاسد ..الخ فهذه كلها من العلوم والخبرات والمستجدات القابلة للتغيير والتطوير، ووقوف الفقه عند لحظة زمنية ما يعني بلا شك جمود هذا الفقه خاصة إذا اقترن بالانغلاق والتعصّب المذهبي ورفض أي فكرة أو اجتهاد مخالف.
الباطنية؛ طريقة لهدم ثوابت الشريعة بادّعاء أن النص الديني (القرآن والسنّة) يحمل دلالات غير تلك التي تفهم من ظاهر اللغة ودلالة السياق، وهذه الدلالات لا تقتضيها العلوم الحديثة ولا المصالح الحياتية، كما قرأت وسمعت من تفسيرات غريبة وشاذة تدعو لإباحة الربا والخمر والعريّ، وما إلى ذلك.
الحداثة؛ الأخذ بثقافة العصر والانبهار بما أنتجته التجربة الغربية وحذف أو تأويل كل ما يقف في طريقها ولو كان من ثوابت ديننا وهوية أمتنا، وهذه لا شك جزء من ثقافة تقليد المغلوب للغالب إن لم تكن جزءا من الغزو الثقافي المساند للغزو السياسي والاقتصادي والعسكري.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الجمود الفقهي يعطي المسوّغات للحداثيين، كما أن شذوذ الحداثيين والباطنيين يشجع حالة الجمود كوسيلة للحفاظ على الذات، فبين الطرفين تخادم عجيب.. وإنما الذي يفكك هذه المعادلة ويفتح الطريق للحل الأمثل إنما هو التجديد بأصوله وضوابطه وأدواته المعقولة والمشروعة.