بمناسبة مرور العام الأول على الافتتاح الرسمي لمكتبة قطر الوطنية، نظمت مكتبة قطر الوطنية ندوة نقاشية بعنوان “التراث الثقافي ودوره في الحفاظ على التاريخ والهوية والإرث الثقافي”، وتناولت الندوة العلاقة الجوهرية بين التراث الثقافي وحقوق الإنسان، و الدور المهم للتراث في الحفاظ على الهوية والتاريخ والإرث الثقافي للمجتمعات في العالم العربي.
بدأت الندوة بكلمة افتتاحية للدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، ثم كلمة لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة، الذي تحدث حول الجهود التي تبذلها دولة قطر في دعم الحفاظ على التراث الثقافي وإتاحته وتسهيل الاطلاع عليه، حيث سلط الدكتور الكواري الضوء على دور التراث الثقافي في رؤية قطر الوطنية 2030 وعلاقته بالهوية الوطنية في قطر وحقوق الإنسان.
وحول دور قطر في حماية التراث قال الدكتور الكواري: “إن دولة قطر بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، تولي التراث جُلَّ اهتمامها، وتنظر إليه كركيزة من ركائز العمل الثقافي انسجاماً مع رؤيتنا الوطنية لعام 2030، وأن مؤسساتنا الثقافية بما في ذلك مكتبة قطر الوطنية التي تحتضن هذه الندوة وهيئة متاحف قطر تعمل ليل نهار بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية على حفظ التراث وتعزيز مكانته. علينا أن نعمل معًا على تعزيز إيمان الأجيال بتراثنا الثقافي، ولتكن مكتبة قطر الوطنيّة جسرًا حقيقيًا لتبادل التراث الثقافي الإنساني”.
كما ألقت الأميرة دانا فراس من الأردن، سفيرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للنوايا الحسنة ورئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على البترا، كلمة خاصة حول حماية المواقع التراثية في المناطق المهددة بالصراعات والحروب.
وقالت دانا فراس في كلمتها: “لقد حُبينا في المنطقة بكنوز طبيعية وتاريخية لا حصر لها، وتراث عريق لا مثيل له. وهنا في كل أنحاء هذا المبنى المذهل للمكتبة، نرى الأدلة التي توثق وتسجل آلاف السنين من التاريخ والعلاقات الإنسانية. إن مبنى المكتبة يقف شاهدًا على عظمة حضارتنا كنبع للثقافة والعلوم، ودورها كجسر للتواصل والتلاقي بين الشعوب، وملتقى تاريخيًا للثقافات والأديان والتبادل الاقتصادي لآلاف السنين”.
وأضافت سموها: “تواجه العديد من مواقع التراث العالمي في الوقت الراهن تحديات تتمثل في سوء إدارة القطاع السياحي، وعدم استغلال التراث الثقافي والطبيعي الاستغلال الأمثل. فالقطاع السياحي قادر على الوصول إلى المجتمعات التي لم تصل إليها يدُ مشاريع التطوير والتنمية، ويمكنه الاستمرار والازدهار رغم الأزمات المالية والركود الاقتصادي، وتوفير فرص العمل عند اشتداد الحاجة إليها، وإذا أُحسِن استغلاله فإنه سيساهم في الحفاظ على البيئات الطبيعية، وصون المواقع التاريخية، والتقاليد الثقافية”.
وتضمنت الفعالية ندوة نقاشية شاركت فيها الدكتورة جوليا جونيلا، مدير متحف الفن الإسلامي، والأميرة دانا فراس، والدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي للمكتبة، وأدارتها الدكتورة سوزان ل. كارامانين، عميد كلية القانون والسياسة العامة بجامعة حمد بن خليفة.
وحول جهود المكتبة في حفظ الإرث الثقافي لدولة قطر قالت الدكتورة سهير وسطاوي: “مفهوم التراث الثقافي أكبر بكثير من الكتب التي تحتويها أي مكتبة أو المقتنيات التي يعرضها أي متحف، بل هو قضية أساسية من قضايا حقوق الإنسان، قضية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بوعينا بذاتنا ووعينا بكرامتنا كبشر. والمكتبات هي مؤسسات تحفظ الذاكرة الإنسانية، وتصون التاريخ، وتحافظ على تراث الأمم. ومثل المكتبات الأخرى فإننا نواكبُ الاتجاهات العصرية كالحداثة والعولمة من أجل تحسين قدرتنا على حفظ التراث الثقافي ونشره وتبادله على نطاق واسع. نعمل على رقمنة مواد المكتبة التراثية، ونتيح الاطلاع عليها عبر الإنترنت، مما يعني أن كل إنسان في أي مكان يستطيع التعرف على الإرث الثقافي لدولة قطر. وعلى الصعيد الدولي نتعاون مع المكتبات والمؤسسات الثقافية العالمية لرقمنة ملايين الصفحات التي تحوي معلومات ثقافية وتاريخية حول قطر والمنطقة ونحصل على نسخ رقمية منها نتيحها للجميع عبر مكتبة قطر الرقمية”.