التفكير الجانبي هو عملية استخدام المعلومات لتحقيق الإبداع وإعادة هيكلة البصيرة. يمكن تعلم التفكير الجانبي وممارسته واستخدامه، كما يمكن اكتساب المهارة بنفس قدر اكتساب أي مهارة أخرى في الرياضيات على سبيل المثال.
تبدأ الطريقة بإستخدام المنطق بأدوات معينة تشبه تماما قطع لعبة الشطرنج. ولكن ما هي تلك القطع؟ في معظم مواقف الحياة الحقيقية هذه القطع غير متوفرة لكننا نفترض أنها موجودة . نحن نفترض تصورات معينة ومفاهيم معينة وحدود معينة. التفكير الجانبي لا يهتم باللعب بالأدوات الموجودة بل يسعى لتغييرها، ويهتم بجزء الإدراك في التفكير. هذا هو المكان الذي ننظم فيه العالم الخارجي إلى أجزاء يمكننا بعد ذلك “معالجتها”.
إن العقل البشري السليم لا يريد أن يكون دائمًا مبدعًا، فهو مصمم لمعرفة كيفية القيام بالأشياء أو كيفية التفكير في الأشياء ثم “يحبس” الاستجابة التلقائية أو السلوك في عملية غير واعية حتى يتسنى للعقل الواعي التركيز على أشياء أخرى.
لهذا السبب قام طبيب أعصاب من مالطا يدعى إدوارد دي بونو بابتكار مفهوم ” التفكير الجانبي” في أواخر الستينيات في كتابه استخدام التفكير الجانبي وشرح فيه آليات تطوير تقنيات جديدة في التفكير تساعد في التغلب على ميلنا الطبيعي للقوالب الجاهزة بـ “حبس” الأنماط وإعادة هيكلتها وفتح عقولنا لمسارات جديدة تتجنب التفكير بنفس الطريقة المعتادة حتى نحصل على نتائج أكثر إبداعًا.
يمكن استخدام هذه التقنيات من قبل الأفراد والمجموعات كوسيلة لتطوير الأفكار الإبداعية والمبتكرة.
ما هي تقنيات التفكير الجانبي؟
التفكير الجانبي عبارة عن مجموعة من العمليات التي توفر طريقة مدروسة ومنهجية للتفكير بطريقة إبداعية تؤدي إلى الابتكار بطريقة قابلة للتكرار. في حين يهتم التفكير النقدي في المقام الأول بالحكم على القيمة الحقيقية للبيانات والبحث عن الأخطاء. التفكير الجانبي أكثر اهتمامًا بـ “قيمة الحركة” للبيانات والأفكار. يستخدم الشخص التفكير الجانبي للانتقال من فكرة واحدة معروفة إلى إنشاء أفكار جديدة.
قطع التفكير الجانبي
– أدوات توليد الأفكار التي تحرر أنماط تفكيرك الحالية من مساراتها المعتادة.
– أدوات التركيز التي تفتح عقلك على إمكانيات جديدة في البحث عن أفكار جديدة.
– أدوات الحصاد التي تساعد على زيادة القيمة من إنتاج الفكرة.
– أدوات المعالجة والمرونة التي ترتكز على عملية الإبداع من خلال جعل الأفكار الجامحة تتناسب مع قيود العالم الحقيقي والموارد المتاحة.
متى نستخدم التفكير الجانبي؟
حل المشاكل : في كثير من الأحيان عندما يريد الشخص حل مشكلة ما أو تصميم شيء ما، قد يكون هناك إجابة واضحة. إذا كان الأمر مهمًا، فيمكن أن يكون مفيدًا لفترة زمنية صغيرة لاستخدام التفكير الجانبي لاكتشاف طرق بديلة لتحديد المشكلة وللبدء في التفكير فيها بمعنى أوسع. يمكنك تدريب عقلك على أن تكون أكثر إبداعًا بشكل طبيعي واكتشاف حلول أفضل للمشكلات المعتادة.
إيجاد طرق جديدة : من الوارد أن تعتاد على أسلوب معين في حياتك أو عملك وتراه أفضل طريقة ممكنة ، ولكن هذا مستبعد. سواء أكنت قد ابتكرت طريقة لفعل الأشياء بنفسك أو قيل لك إن “هذه هي الطريقة للقيام بذلك”، فمن المحتمل أن تكون هناك طرق أخرى للقيام بهذه الأشياء بشكل أكثر فعالية وكفاءة. باستخدام تقنيات التفكير الجانبي للبحث عن طرق جديدة يمكنك تطوير نفسك وعملك وتحقيق أهدافك.
للاختراعات والابتكار : يحتاج كل مخترع في بعض الأحيان إلى تركيز إبداعاته على عملية الاختراع، سواء كان اختراعًا قابلاً للحصول على براءة أو تطبيقًا للهاتف المحمول، بل أحيانا البدء بفكرة جديدة لا مجرد تحسين ظروف المتوفر.
التفكير الجانبي يساعد المفكرين على أن يكونوا أكثر نشاطًا وثقة في تفكيرهم. عند حل مشكلة لم تُعرف بعد، يمكن أن يساعدك التفكير الجانبي في اختيار نقطة البداية.
السيطرة على إبداعك : التفكير الجانبي قد لا يستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين تحاول فيها رؤية الأشياء بطريقة مختلفة وإيجاد نهج جديد أو مفهوم جديد. وإذا لم تنجح، فما عليك إلا أن تسقط الأسلوب وتواصل بالطريقة المعتادة لفعل الأشياء. لا يهم كيف يتم تخصيص وقت قصير للتفكير الجانبي المهم هو تخصيص بعض الوقت. إن تخصيص ثلاثين ثانية في كل مرة قد يعود بالفائدة أكثر من جلسة إبداعية ضخمة مرة واحدة في السنة. مثل أشياء كثيرة في الحياة، إذا كنت ترغب في تحسينها ، فأنت بحاجة إلى العمل عليها وممارستها بإستمرار.