“التفهيم لأوائل صناعة التنجيم” من أهم كتب تعليم عناصر فن التنجيم وضعه العالم الشهير أبو الريحان البيروني ( 973-1048م ) . ويعتبر من أقدم النصوص المكتوبة بالفارسية في مجال الرياضيات وعلم التنجيم. لهذا الكتاب نسخة عربية. وقد ترك أثرا علميا كبيرا على العالم. وذلك منذ أن استعان به العلماء في أعمالهم وأبحاثهم العلمية، سواء في إيران أو خارجها .
ما توج الكتاب ومنحه قيمة عالمية هامة هو توثيق منظمة اليونيسكو للمخطوطة. وذلك ضمن برنامج ذاكرة العالم في عام 2011 كأقدم المخطوطات الموجودة باللغة الفارسية وإدراجها في قائمة اليونسكو للتراث المسجل.
الهدف الرئيس من كتاب “التفهيم لأوائل صناعة التنجيم” هو تبسيط مبادئ علم الفلك. وذلك على شكل 530 سؤال وجواب، وفي صيغة يسهل فهمها على المبتدئين. وكذلك جعل كل موضوع جديد يبدأ بسؤال لطالب، هو عبارة عن شخصية وهمية نسجها البيروني من خياله. كما ينتهي بإجابة مبتكرة من الأستاذ، الذي هو أيضا شخصية وهمية.
ويتطرق بهذا الأسلوب لعلوم الهندسة والعمليات الحسابية والفلك والسلاسل الزمنية، كما بين البيروني في الكتاب كيفية استخدام الاسطرلاب للبحوث الفلكية.
وبالإضافة لندرة هذا الكتاب، زادت قيمته العلمية واللغوية للمخطوطة الأصلية ومواصفاتها والفترة الزمنية التي تم العثور عليها، وهي أقل من مئة سنة بعد وفاة المؤلف.
من الناحية اللغوية تعتبر هذه الدراسة الذاتية لعلم الفلك هامة في اللغة الفارسية، منذ أن استخدم البيروني أكثر و أقدم المصطلحات والتعابير باللغة الفارسية الأصلية، خاصة فيما يتعلق بتاريخ وتقاليد الفرس في هذا الكتاب.
وعلاوة على ذلك استخدم البيروني بعض الأرقام والرسومات لشرح مواضيع رياضية وفلكية صعبة بطريقة مبسطة ، وبينها باللونين الأحمر والأسود.
وأتاحت التقنية تحويل هذه المخطوطة إلى أشكال رقمية موجودة حاليا في دار الكتب الوطنية الايرانية، كما تتوفر على أقراص DVD بمكتبة الدراسات الاسلامية بجامعة مكغيل الكندية.