التوافق الزوجي هو شعور الزوجين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودَّة والمحبة والرحمة المتبادلة لكليهما، والشعور بالرِّضا والسعادة والاتفاق في حياتهما الزوجية، والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة الزوجية.
أنواع التوافق الزوجي
وللتوافق الزوجي أنواع، من أبرزها:
- التوافق النفسي، ويعني التوافق في الصفات النفسية والسمات الشخصية.
- التوافق الديني، وهو التوافق من حيث الاحتكام لشرع الله، والرِّضا به.
- التوافق العمري؛ أي: أن يكون الزوجان متقاربين من حيث السِّنِّ.
- التوافق المالي، وهو التفاهم حول القضايا المالية والقناعة والرِّضا بما يتوفر لديهما.
- التوافق الاجتماعي والثقافي، من احترام العادات والتقاليد والأعراف والتسامح في القضايا التي يختلفان فيهما.
قال تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } [الأعراف: 189]، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمِعتُ النبي ﷺ، يقول: ” الأرواحُ جنودٌ مجنَّدةٌ فما تعارَفَ منها ائتلفَ، وما تناكَرَ منها اختَلَفَ”؛ (رواه البخاري).
قال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي: “فجعل سبحانه علة سكون الرجل إلى امرأته كونها من جنسه وجوهره؛ مما يدل على أن العلَّة ليست بحسن الصورة، ولا الموافقة في القصد والإرادة، ولا في الخلق والهدي، وإن كانت هذه أيضًا من أسباب السكون والمحبة”.
عوامل التوافق الزوجي
وللتوافق الزوجي عوامل تؤثر عليه، منها:
1- عوامل متعلقة بالزوجين؛ مثل:
- التنشئة الأسرية لهما، فاستقرار الأسرة التي انحدر منها الزوجان له ارتباط وثيق يؤثر غالبًا على التوافق بينهما.
- مدى النضج والرشد في شخصيتهما، وإدراكهما وقدرتهما على تحمُّل المسؤوليات.
2- عوامل غير متعلقة بالزوجين؛ مثل:
- علاقتهما بأهل الزوجة وأهل الزوج، ومدى استقلاليتهما في إدارة شؤونهما الأسرية.
- الإعلام وأثره على علاقتهما.
- ظروف العمل وطبيعته لكلا الزوجين وأثره على علاقتهما.
والسؤال هنا: لماذا لا يشعر الزوج أو الزوجة بالاستمتاع في الحوار أو الجلوس أو السفر كل منهما مع الآخر؟ وللجواب على مثل هذا السؤال علينا الحرص على التوافق بين الزوجين والسعي في نجاح العلاقة بينهما، ويكون ذلك:
- الاهتمام بنفس الهوايات والمهارات والمواضيع التي يتبنَّاها الطرف الآخر.
- من الضروري جدًّا محبة الطرف الآخر لذاته، فإذا تم العثور على أي عيوب أو نقاط ضعف في الشريك الآخر، فإن التوافُقَ يكون بخلق بيئة ممكنة للتعايش معه، وليس التأثير والإجبار على التغيير ضد إرادته.
- وجود ثقة ملموسة بينهما، بينما انعدام الثقة هو نتاج الشك وسوء الظن في الحب بينهما.
- التوافق في تحقيق أهداف مشتركة في التعليم والتربية وبناء البيت.
- السعي في حل الخلافات وعدم تراكمها، دون تصعيد في النزاعات، أو تسفيه للطرف الآخر، وإن احتاجا لمصلح أمين فلا مانع من ذلك.
- احترام أهل وأسرة كل طرف، والتواصُل معهم بحبٍّ ومودَّة، حتى وإن كان بعضهم سيِّئ الطِّباع.
- التضحية هي قمة كل علاقة ناجحة، من حيث تلبية احتياجات الطرف الآخر، وإشباع رغباته.
أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.