قال الفقيه المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني، إن علال الفاسي كان عالما مجددا في كل شيء، “فكره وحياته وسيرته ومؤلفاته كلها مطبوعة بطابع التجديد”، مؤكدا أن الرجل يعد أحد علمَي الفكر المقاصدي المعاصر، إلى جانب الطاهر ابن عاشور.
وأضاف الريسوني، في المحاضرة الافتتاحية لسلسلة دروس سبيل الفلاح، التي احتضنها المقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح، مساء الجمعة 16 يناير 2015، حول معالم التجديد عند علال الفاسي، (أضاف) أن الراحل جمع بين المدارسة والممارسة، وهما “عنصرين قل ما يجتمعان في علمائنا وزعمائنا”، مشددا على أن الفاسي رحمه الله، كان نموذجا لرجل الدولة والعالم المنخرط في هموم شعبه ووطنه وأمته وصاحب مشروع نهضة بامتياز.
وزاد الفقيه المقاصدي موضحا، أن علال الفاسي كان رجل الميدان توفي وهو واقف مناضل في ميدانه، حيث قال “لم يمت وهو في المستشفى أو في قصره، توفي وهو في رحلة جهادية، توفي وهو يشتغل رحمه الله، توفي في بوخاريست وهو في اجتماع مع الرئيس الروماني في 13 ماي 1974”.
وأشار الريسوني، في محاضرته، إلى أن علال الفاسي كان مبدعا في كتابه “مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها”، الذي يمثل مادة تدريسية كانت عبارة عن محاضرات جامعية ألقاها في كلية الحقوق بالرباط وكلية الشريعة بفاس، الأمر الذي جعل الريسوني يقول “إن علال الفاسي أول من درس مقاصد الشريعة في الجامعة مطلقا”.
ومن تجديده، دائما حسب الريسوني “طريقة تعامله مع النصوص الشرعية التي يستشهد بها ويقف عندها يستنبط منها بطريقة تجعلها فاعلة حاضرة في الرسالة الإصلاحية التي كان منخرطا فيها”، لافتا إلى أن عددا من النصوص عند العلماء “إذا لم يكونوا مهمومين بقضايا الأمة وقضايا الإصلاح النهضة والتجديد، يمر على النص ويشرحه لغويا ويستنبط منه شيئا لا علاقة له بالواقع”، مبرزا أن علال الفاسي كان “مشغولا بقضايا واقعه، أي نص مر به يضعه فوق هذا الواقع ويرى هذا الواقع من خلاله كما يرى النص من خلال الواقع”.
وأشاد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإسهامات علال الفاسي وأفكاره النهضوية، مشددا على أن الرجل صاحب رؤية دولة ونهضة أمة، “رجل نهضة وضع للأمة الإسلامية والمغرب بصفة خاصة الخطط الكاملة في السياسة الداخلية والخارجية والسياسة الاقتصادية والتعليمية، وفي كل ذلك له وجهة نظر وله حلول وإبداعات، فهو رجل نهضة “.
كما أوضح الريسوني، أن علال الفاسي “أعطى إجابات للحركة الإسلامية التي للأسف بدأت من الصفر في بعض القضايا، وبعد خمسين سنة، لم تصل بعد إلى ما وصل إليه”، مبرزا أن رؤية الدولة ونهضة الأمة موجودة عند علال الفاسي فكرياً من مستوى عالمي جمع بين المدارسة والممارسة، مؤكدا أن المغرب بحاجة إلى علمائه ورجالاته، حيث وجه دعوة لمختلف الهيئات المسؤولة بالبلاد للعودة إلى هذه الشخصية التي وضعت للمغرب جوابا وأرضية نهضة في كل مجالات، “لو أردنا للمغرب أن ينهض وليس أن يحل مشاكله فقط، فعلال الفاسي أجاب عن هذه الهموم كلها، نعم قد يكون هناك ما يحتاج إلى التحيين لكن الجواب موجود”.