من أهم مقومات الحياة الزوجية الناجحة: التواصل البناء والحوار الهادف، والاحترام المتبادل بين الزوجين، والتفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات، والبعد عن الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء.

والعناد صفة موجودة في الرجل والمرأة، والشخص العنيد من الشخصيات التي يصعُب التعامل معها، لتمسُّكه بآرائه دون السماح لنفسه بالاستماع لوجهات النظر المختلفة.

تقول فتاة: زوجي سريع الغضب وغريب الأطوار، ومزاجي لدرجة كبيرة، أحتج كثيرًا على معاملته لي، لكن احتجاجي لا يُغير شيئًا من عناده، بل يزيد أكثر وأكثر.

ويقول شاب: زوجتي جميلة جدًّا، لكنها عنيدة ومغرورة ولسانها طويل، وتعاملني بقسوة، وتتكلم عليَّ وعلى أسرتي بكلام جارح، وترفض العلاقة الشرعية لأكثر من أسبوع، أنا صابر على تصرفاتها لكن إلى متى؟

أسباب العناد بين الزوجين

العناد بين الزوجين قد يؤدي إلى الطلاق، لذا على الزوجين معرفة أسباب العناد قبل تفاقم المشكلة، ومن هذه الأسباب:

  • طريقة تربية الوالدين لأولادهم، فمن اعتاد من الأطفال على التمسك برأيه، وتنفيذ ما يريد، فإنه سينشأ العناد فيه، خاصة مع استسلام الوالدين لرغباتهم دومًا.
  • الخوف من التنازلات، أو الخوف من تعوُّده على التنازلات عند الخلافات الزوجية، لذا تجده يعاند حتى يكون الطرف الآخر هو الذي يتنازل مهما كان الحق معه أو مع غيره.
  • الرغبة في السيطرة على شريك الحياة، لذا يلجأ الزوج أو الزوجة إلى العناد من أجل السيطرة، وحتى يبقى هو القوي دائمًا في كل خلاف بينهما.
  • عدم التكيف بين الزوجين والشعور باختلاف الطباع، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض سلوك الآخر وعدم الانسجام معه.
  • عدم الشعور بالأمان، خاصة من الزوجة عندما ترى تغيُّرًا في سلوك زوجها العاطفي أو تأخره عن البيت، أو تكرار عبارة الزواج بالثانية، أو من الزوج عندما تحرمه من العلاقة الشرعية، أو الإهمال في خدمته أو اللباس والتزين له.

والعناد بين الزوجين يأخذ أشكالًا مختلفة، فهناك عناد يفتقد للوعي والإدراك والنضج؛ مثل إصرار الزوجة على شراء أشياء كمالية لا حاجة لها، أو تكون ظروف زوجها المالية لا تسمح؛ مما يدخله في مشكلات مالية.

وهناك عناد مردُّه إلى الغيرة الشديدة التي لا تقوم على أسباب منطقية ومقنعة، سواء من الزوجة أو الزوج، خاصة إذا كانت الزوجة أفضل منه علميًّا أو ماليًّا، أو مكانةً، وهو باق على نفس حالته ودرجته.

وهناك عناد يعتقد منه صاحبه أن إصراره على موقفه دليل على قوة شخصيته، وتزيد من مكانته وقيمته بين الناس والمجتمع.

حلول لمشكلة العناد بين الزوجين

ولتفادي مشكلة العناد بين الزوجين أنصح بالتالي:

  • الحوار الهادئ مع تفهُّم الطرف الآخر والاستماع إلى رأيه قبل الحكم عليه.
  • تقبُّل الطرف الآخر مهما كان مع التعبير عن حبك له بلمسات عملية.
  • التشجيع والتعاون ومشاركة شريك الحياة في أعمال مفيدة، ومساعدته على اتخاذ القرارات الجماعية.
  • تجنبًا المواقف المثيرة للانفعال، وتذكرًا أن كسب العلاقة الزوجية أهم من كسب المواقف.
  • أعطِ الطرف الآخر فرصة للتعبير عن رأيه ومساحة للحرية في حواراته وانفعالاته.
  • عدم الضغط على الطرف الآخر بكثرة الطلبات، وخاصة الصعبة والمستحيلة، مع مراعاة حالته النفسية والاجتماعية.
  • إن الحب الصادق بين الزوجين والعطف الدائم والاحترام المتبادل، وعدم الإهانة – هي أفضل الوسائل التي تساعد في التخلص من صفة العناد.
  • عدم اللجوء إلى المقارنة السلبية بين الطرف الآخر مع غيره، فكل إنسان له شخصيته وطبيعته وبيئته وعالمه المنفصل.
  • إفشاء الكلمات الجميلة والطيبة والعاطفية بين الزوجين، تعتبر حاجة أساسية تعمِّق العلاقة بينهما، وتقرِّب القلوب، وتقف سدًّا أمام الخلافات المستقبلية.
  • تغيير السلوكيات السلبية الموجودة عند كل طرف، مع تعزيز السلوكيات الإيجابية وذكرها ومدحها أمام الأولاد والناس أجمعين.

أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم سوءَ الأخلاق، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح، وحُسن الخلق، وأن يُصلح لنا ولكم الذرية وصلى الله على سيدنا محمد.