انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقد بمراكش بالمملكة المغربية الخميس 29/1/2015، وقد تم افتتاح المؤتمر بمحاضرة للشيخ محمد بن الحسن الددو اليوم تحت عنوان (مفهوم التغيير في الإسلام ضوابطه وآلياته).
وقد ذكر المحاضر أن الإنسان يتغير وينتفع بالمتغيرات من حوله، وأنه ليس من الطبيعي أن يأتي الإنسان للحياة ثم يذهب عنها دون أن يترك فيها أثرا، فلابد لكل إنسان أن يترك بصمته في الحياة.
وأضاف الشيخ أن التغيير سنة كونية منها الإيجابي ومنها السلبي، وعلى الإنسان أن يسعى لتغيير نفسه نحو الأفضل وأن يعمل على تكميل نفسه علما وعملا وخلقا وإيمانا وسلوكا ودعوة وإصلاحا، وكما يكون التغيير في الأشخاص فإنه يكون في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان فيسعى لتغييره نحو الأفضل في أمنه وسلمه وهدايته وإصلاحه .
وتطرق الددو إلى ضوابط التغيير الايجابي وذكر منها:
ـ عدم مناقضة السنن الكونية فمن يريد العمل ضد السنن الكونية لا يمكنه التغيير
– أن يكون التغيير بالأيسر والأخف فمن يميل للعنف في التغيير ولديه الوسائل السلمية التي يغير بها فهو مخالف لهذا الضابط.
– أن يكون الحال الجديد أحسن من الماضي فإذا كان خلافا لذلك كان التغيير غير لائق أو مفيد
والرسول ﷺ لم يقم بمبادرة حربية لهدم الأصنام أو قتل زعماء المشركين في العهد المكي؛ لأن هذه المرحلة لها طبيعتها التي قد تثير عليه ثائرة المشركين، لكن حينما جاء وقت الفتح والتمكين هدم هذه الأصنام بأيدي بناتها وأهلها.
ـ أن يكون التغيير بأقل تكلفة فمن يريد سلوك الطريق الطويل المكلف فإنه يخالف السنن الكونية فتغلبه لأنها أقوى منه، فلا يقع التغيير.
– أن يميل التغيير إلى زيادة الإنتاج وإسعاد الآخرين ، وأن يناسب العصر الذي يعيش فيه ولا يبتعد عن هذا العالم إلى عوالم أخرى وأزمان مغايرة.
– أن يكون التغيير أجمع للكلمة، والعمل المؤثر والتغيير النافع لا يكون إلا بطريق الجماعة والأيدي المتعاونة قال تعالى:”وتعاونوا على البر والتقوى”.
– أن يحرص المغير أن يكون تغييره أرضى لله تعالى وأن يتذكر دوما أنه بين يدي الله تعالى، ومن يفعل ذلك فسيظل قريبا من منهج الله.
وختم الشيخ الددو محاضرته بالحديث عن نماذج مناهج التغيير لدى الأنبياء وأتباعهم.