عبد الستار فتح الله
الخطوات العملية التي يمكننا القيام بها للاحتفال بمولده ﷺ كثيرة، ومنها:
1- التأسي به:
أول خطوة عملية هي إلزام النفس بالأسوة الحسنة من رسول الله ﷺ، بأن يعمل الإنسان كما كان يعمل، ولو اختلفت الدرجة؛ أي يُصلّي كما كان ﷺ يصلي، ويصوم كما كان يصوم.
2- التعريف به:
أيضًا يشرح للناس – على قدر استطاعته – العظمة الإلهية التي تمثّلت في بعثته ﷺ.
3- الامتنان له:
لكونه ﷺ، سبباً لإنقاذنا من النار، فقد ابتعثه الله ليُنقذ العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فنحن نشكره أن كان سبباً في هدايتنا، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
4- تربية النشء على حبه:
وأيضًا تربية الأبناء والأسرة جميعاً على هذه المعاني، وصدق الله حين يقول: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” [الأحزاب: 21].
5- دراسة سيرته:
ومن الوسائل العملية أيضًا قراءة السيرة النبوية قراءة جيدة، ويعلمها لأبنائه وأحفاده وزوجته، وغيرها، فقد كان الصحابة يحرصون على هذا غاية الحرص. يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لأبنائه وأحفاده بعد أن علمهم سيرة النبي ﷺ: “يا بَنِيَّ احفظوها، فهي شرفكم وشرف آبائكم.
6- الاعتزاز بسيرته:
كما ينبغي أن نعتز بسيرة النبي ﷺ، وأن نعلم أنه كان على خلق عظيم؛ فلا نخجل من أي شيء يروى عنه بسند صحيح، بل نفاخر الدنيا بسيرته ﷺ؛ فهو الأسوة الحسنة لنا، والرحمة المهداة للناس جميعاً، وهو القائل ﷺ: “إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه”.
7- اتباع هديه:
ومن الوسائل العملية أيضا المتابعة والإتباع، لقوله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”، فعلى الإنسان أن يتحرى العمل بسنة الرسول ﷺ.
8- التخلق بخلقه:
ومن الوسائل العملية أيضا أن يتخلق المسلم بخلق النبي ﷺ، خاصة في أمور الدعوة والبلاغ، وإساءة الغرب للإسلام جزء منها بسبب تقصيرنا في تبليغ الدين الإسلامي للناس وهم لذلك يجهلون، ومن جهل شيئا عاداه.
9- الصفح عن الخصوم:
ومن الوسائل العملية أيضاً، الصفح عن الخصوم، إذا كان ذلك مما يساهم في فهمهم للإسلام. وقد كان الناس والأعراب يُغلظون القول للنبي ﷺ في حياته، فكان يعاملهم بالرحمة والمودة والعفو ولكن بلا ضعف ولا تخاذل، كان اللين من صفاته العظيمة التي تحبب الناس فيه، وقد زكاه الله في كتابه الكريم فقال جل شأنه : “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” [آل عمران: الآية 159]
10- التعريف برسالته وتوصيلها للعالم:
ومن الوسائل العملية أيضاً، إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني، والمقالات الصحفية، والقصص النبوية الصحيحة إلى الناس حتى يفهموا عظمة الأخلاق النبوية المحمدية، وهذا خير دعاية للإسلام، لأن الأخلاق الحسنة تؤثر في الناس، وتكون قدوة عملية تقطع الجدل والخصام، وصدق الله تعالى حين يقول “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” [الأحزاب: 21].