قال الأكاديمي يوهان غالتونغ إن وسائل الإعلام أساءت تفسير دراساته حول الصحافة الإخبارية وأصبحت سلبية ومعززة للصراعات.
وكان الباحث الأكاديمي النرويجي غالتونغ قد نشر ورقة علمية منذ أكثر من 50 سنة حدد فيها سلسة من المعايير والقواعد للصحافة الإخبارية اشتملت على وجود عناصر آنية الحدث والصراع والإحساس بالإثارة كسمات تميز التقارير الإخبارية.
وقال يوهان غالتونغ إن دراساته السابقة فهمت بشكل معاكس حيث أراد منها التنبيه لا التطبيق، وإن الانهماك بالنزاعات عزز عدم الأمان ودفع وسائل الإعلام لأن تكون سلبية بدرجة كبيرة.
وأوضح غالتونغ أن الهدف من دراساته عام 1965 م كان إظهار السيناريو الخطأ للصحافة، والتحذير من الاستمرار بهذه السلبية لأنها ستولد توترات متزايدة على الصعيدين الوطني والعالمي.
وأضاف غالتونغ ” كان هدف عملنا أوائل الستينات التحذير من عواقب انتقاء الأخبار والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى عرض صورة غير مكتملة عن العالم، ولكن صناعة الأخبار الغربية فهمتها على نحو مغاير لما قصدناه”.
وأثارت دراسات حديثة موافقة لتحليلات غالتونغ جدلا حول الآثار السلبية التي تتركها الأخبار على النفسية العامة ، حيث كشفت الدراسات الأخيرة أن الأخبار المتشائمة تجعل الناس يشعرون بالعجز وتقلل احتمالية مشاركتهم في إيجاد الحلول.
وأفاد تقرير صادر عن معهد رويترز للصحافة بجامعة أوكسفورد عام 2017 إلى تناقص أعداد المتابعين لمصادر الأخبار التقليدية حول العالم لأنها تؤثر بشكل سلبي على حياتهم وصحتهم النفسية وتشعرهم بالعجز . وأظهرت الدراسة أن 48% من الأشخاص تركوا وسائل الإعلام لأن الأخبار كان لها تأثير سلبي علي حالتهم المزاجية، وقال 37% أنهم توقفوا عن استهلاك الأخبار لأنهم فقدوا الثقة في محتواها بينما توقف 27% عن المتابعة لأنهم “لا يمكنهم فعل أي شيء في كل الأحوال”.
ونشر مؤشر (The Edelman Trus) بحثا عالميا أواخر 2017 أظهر أن مايعادل 53% من الناس حول العالم يشعرون بالظلم ويفتقرون للأمل .
من جانب أخر، يرى هانز هنريك كنووب – أستاذ مساعد بمعهد علم النفس في الدنمارك – أن وسائل الاعلام الإخبارية مليئة بقصص البؤس وتسيطر عليها السلبية وبالتالي انتشر شعور اللامبالاة أو الخوف بين الجمهور.
يختم غالتونغ قوله “هذا بالضبط ما حدث، إن وسائل الإعلام الاخبارية أعطت صورة متحيزة للواقع، وأصبح مفهوم الواقع لدى الجمهور سلبيا بشكل مفرط”.