يرى بعض الناس أن تأخير أوقات بدء الدراسة في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة سيكبد تكاليف كبيرة للمدارس وأولياء الأمور. ومع ذلك، يُظهر التحليل الاقتصادي أن تأخير أوقات بدء الدراسة استراتيجية فعالة من حيث التكلفة على مستوى السكان ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة والاقتصاد الأمريكي.
أظهرت العديد من الدراسات أن بدء المدرسة في أوقات متأخرة ترتبط مع نتائج إيجابية للطالب، بما في ذلك تحسينات في الأداء الأكاديمي والصحة النفسية والجسدية، والسلامة العامة.
أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الطبية الأمريكية بعدم بدء المدارس المتوسطة والثانوية قبل الساعة 08:30 صباحا لاستيعاب التحول البيولوجي المعروف في جداول نوم المراهقين. وعلى الرغم من الأدلة العلمية، فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تقدر أن 82 في المئة من المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة تبدأ الدراسة فيها قبل الساعة 08:30 .
إن تمديد أوقات بدء الدراسة أصبح موضوعاً ساخناً على نحو متزايد في الحقل التعليمي في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويرى أولئك الذين يعارضون هذه الخطوة أن تأخير بدء اليوم الدراسي قد يؤدي إلى تكاليف إضافية كبيرة للمدارس بسبب التغيرات في استراتيجيات النقل مثل جداول الحافلات والتغييرات فى أوقات دوام العمل بالنسبة للأباء.
درس الباحثون الآثار الاقتصادية المترتبة على تأخير أوقات بدء الدراسة في مدارس الولايات المتحدة من خلال تحليل اقتصادي (في 47 ولاية أمريكية) للتحول على مستوى الدولة لبدء اليوم الدراسي فى تمام الساعة 8:30 صباحا.
وباستخدام مقاربة جديدة لنمذجة الاقتصاد الكلي، قدرت الدراسة التغيرات في الأداء الاقتصادي لـ 47 ولاية في الولايات المتحدة بعد تأخير وقت بدء الدراسة في الساعة 8.30 صباحا، والذي يتضمن فوائد الأداء الأكاديمي العالي للطلاب وانخفاض معدلات حوادث السيارات. توقع النموذج للتغييرات المتوقعة في الاقتصاد الأمريكي على مدى 20 عاما بعد تغيير السياسة.
وتشير توقعات التكلفة والفوائد إلى أن تأخير أوقات بدء الدراسة هى استراتيجية فعالة من حيث التكلفة على مستوى السكان ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة العامة والاقتصاد الأمريكي.
واقترحت الدراسة أن الفوائد المترتبة على أوقات البدء في وقت متأخر – تفوق التكاليف المباشرة. حتى بعد عامين فقط، فإن الدراسة تشير الى إمكانية جني مكاسب اقتصادية قدرها 8.6 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي، والتي من شأنها أن تفوق بالفعل تكاليف كل طالب من تأخير أوقات بدء المدرسة إلى الساعة 8.30 صباحا.
وبعد عقد من الزمان، أظهرت الدراسة أن تأخير بدء المدارس سوف يساهم بمبلغ 83 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي، مع زيادة هذا المبلغ إلى 140 مليار دولار بعد 15 عاما.
وخلال فترة 20 عاما غطتها الدراسة، فإن متوسط المكسب السنوي للاقتصاد الأمريكي سيصل إلى نحو 9.3 مليار دولار سنويا، وهو ما يمثل تقريبا الإيرادات السنوية للرابطة الرئيسية للبيسبول.
وقد تم اتباع منهج متحفظ في جميع التوقعات المتعلقة بالتكاليف والمنافع، وهو ما لم يتضمن آثارا أخرى من عدم كفاية النوم، مثل ارتفاع معدلات الانتحار، وزيادة السمنة، وقضايا الصحة العقلية – التي يصعب تحديدها بدقة. ولذلك، فمن المرجح أن الفوائد الاقتصادية المُبلغ عنها من تأخير أوقات بدء الدراسة قد تكون أعلى في كثير من الولايات الأمريكية.