قال الشيخ محمد راتب النابلسي إن النفس البشرية تنقسم إلى أنواع : منها نفس راضية تعرف ربها وتستقيم على أمره وتتقرب إليه بالعمل الصالح، ونفس لوّامة تنتبه إذا وقعت في الخطأ وهي مقبولة عند الله لأن الإنسان غير معصوم من الخطأ، ونفس أمارة بالسوء مصيرها الشقاء في الدنيا والآخرة.
جاء ذلك في معرض حديثه عن أنواع النفس البشرية وسبل الارتقاء بها، خلال استضافته في البرنامج التلفزيوني “الشريعة والحياة في رمضان” على قناة الجزيرة في أول أيام شهر رمضان 2022 .
وأكد الشيخ النابلسي أن الارتقاء بالنفس البشرية لا يتم إلا بالتزام المسلم بأوامر الله في كلامه وتصرفاته والعمل الصالح وتعاملاته اليومية، مشيرا إلى أن تطبيق الإسلام بشكل كامل غير مقتصر فقط على العبادات الشعائرية.
وأضاف الشيخ النابلسي أن فطرة الإنسان تتوافق مع الشعائر الإسلامية ، ولذلك تطبيق هذه الشعائر يجعل الإنسان يتصالح مع ذاته، مشيرا إلى أن الاتصال بالله عز وجعل يوصل الإنسان إلى أعلى مراتب السعادة.
وذكر أنه ما من شهوة أودعت في الإنسان إلا جعل الله لها قناة طاهرة تسري خلالها، موضحا أن هذه الشهوات ما وجدت في الإنسان إلا للارتقاء بها لرب الأرض والسماوات، مشددا على أن المؤمن يرضى بما سمح الله به ويمتنع عما نهى الله عنه، واعتبر النابلسي أن سلامة الفرد تتم عبر استقامته وكمال وجوده من خلال عمله الصالح واستمراريته عن طريق تربية أولاده وجعلهم ذرية صالحة.
وعن كيفية السيطرة على الشهوات قال النابلسي : “ما من شهوة أودعت في الإنسان إلا وجعل لها الله قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها ، فالشهوات ما أودعت فينا إلا لنرقى بها إلى رب الأرض والسماوات”.
وعن تهذيب الإنسان نفسه قال الشيخ النابلسي : إذا استقام الانسان على أمر الله وتقرب إليه يذوق طعم القرب ، فإذا ذاق طعم القرب لا يمكن أن يضحي بهذا الاحساس فيقبل على الله.
وأشار النابلسي إلى أن رمضان شهر القرب والعبادة والاتصال بالله و العمل الصالح وصلة الأرحام، ولذلك فهو فرصة استثنائية للقيام بنقلة نوعية والتقرب إلى الله عز وجل.