يعتبر التعليم أحد أهم الركائز التي تبني عليها أي دولة حديثة ،و تتنافس الدول لتحقيق أعلي جودة تعليمية و بحثية عندها .و مع انطلاق الموسم الدراسي 2018/2019 ،أصدر المنتدي الإقتصادي العالمي تصنيفا جديدا لجودة التعليم لعامي 2017/2018 شمل 137 دولة ،حيث لم ترد أسماء باقي الدول لصعوبة أجراء أي رصد لعمليات تعليمية بها بسبب ظروف مختلفة .

 

قوّم هذا التصنيف كل من الدول العربية و العالمية بدرجات ما بين 1:7 و ذلك علي أساس 12 معيارا أساسيا و هي: البنية التحتية – المؤسسات – بيئة الإقتصاد الكلي – التعليم الأساسي و الصحة – التدريب و التعليم الجامعي – الجودة الخاصة بالسلع و الأسواق- كفاءة سوق العمل – سوق المال و تطويره – التكنولوجيا – الإبتكار – حجم السوق – تطور الأعمال.

حلت سويسرا في المرتبة الأولي عالميا ، حيث حصلت علي درجات 6.1 ، فيما أتت موريتانيا في المرتبة الأخيرة .

قطر الأولى عربيا والسادسة عالميا

وكانت الدول الخليية لها تفوق ملحوظ في جودة التعليم ،حيث حلت قطر في أول القائمة الخاصة بالدول العربية مع وجودها في المرتبة السادسة عالميا ،فيما غابت سوريا و العراق عن التصنيف .

وتصدرت قطر دول المنطقة والشرق الأوسط وشمال افريقيا في جذب الكفاءات المهنية وسهولة العثور عليها داخل سوق العمل القطري، وفقا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي تحت عنوان “مستقبل الوظائف والمهارات فى الشرق الأوسط وجنوب افريقيا: تهيئة الاقليم للثورة الصناعية الرابعة “.

وربط التقرير ما بين كفاءة سوق العمل والتطوير على صعيد تحسين التحصيل التعليمي، بعدما تصدرت قطر دول المنطقة على صعيد جودة الأنظمة التعليمية بعد حصولها على تقييم بلغ 5.6 نقطة مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3.8 نقطة، مشيراً الى أن يتوقع بحلول عام 2030 أن تشهد المنطقة تحسنا ملموساً على صعيد الاهتمام بالمواهب ودعمها تعليمياً.

وقذف مؤشر جودة التعليم العالمي، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، بالمغرب الى مؤخرة الترتيب. فيما تقدمت على المغرب دول مثل اليمن التي أنهكتها الحروب وتغيب فيها الدولة، إضافة إلى نيجيريا و رواندا و باكستان.

وتذيّلت موريتانيا المؤشر، بحصولها على درجة إجمالية متوسطة بلغت 1.9، وتفوقت عليها دولة اليمن بحصولها على درجة إجمالية متوسطة بلغت 2.2 ، وتفوقت على اليمن دولتا موزمبيق وتشاد، بحصولهما على درجة إجمالية متوسطة بلغت 2.3.

لبنان الأول عربيا والرابع عالميا في العلوم و الرياضيات 

ونشر The spectator index لائحة تظهر جودة تعليم الرياضيات والعلوم للعام 2018 في العالم بحسب البلدان.

وحلّ لبنان الأول عربياً والرابع عالمياً لناحية جودة تعليم الرياضيات والعلوم، وفق ترتيب “المنتدى الاقتصادي العالمي” لعام 2018.

وحلّت سنغافورة في المركز الأول وتبعتها فنلندا وسويسرا مع الاشارة الى أن ثمة دول عربية تفوقت على بعض الدول الاوروبية والاميركية في هذا التصنيف. وعليه، فقد جاءت قطر في المرتبة السادسة، والامارات العربية المتحدة في المرتبة 13، والمملكة العربية السعودية في المرتبة 63، والجزائر في المرتبة 92، ومصر في المرتبة 122.

ويأتي تصنيف “جودة تعليم الرياضيات والعلوم” ضمن خانة “جودة التعليم العالي والتدريب” التي حلّ لبنان فيها في المرتبة 74 عالمياً. كما تتضمن هذه الخانة مؤشرات إضافية مثل “جودة إدارة المدارس” التي حلّ فيها لبنان تاسعاً، و”جودة نظام التعليم” (المرتبة 18).

تركيا من قوة الجيش إلى قوة العلم

واحتلت تركيا  المركز 48، بعد حصولها على درجة متوسطة بلغت 4.8 في مؤشر التعليم العالي والتدريب للعام 2017-2018، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

وكانت حصلت تركيا على المركز التاسع عالميًا في مؤشر قوة الجيوش العالمي لعام 2018، الصادر عن مؤسسة “جلوبال باور فاير”، والذي يتضمن ترتيب جيوش 136 دولة في العالم، وتصدرته أمريكا وتذيّلته بوتان.

وأكدت دراسة نشرتها النسخة البريطانية لموقع “كونفرزيشن” أن النظام التعليمي في تركيا وكذلك تايلاند من أفضل النظم التعليمية في العالم، ولا تقل جودة التعليم فيهما عن سنغافورة واليابان، مشيرة إلى أن تصنيفات التعليم العالمية ليست أفضل مقياس لأداء التعليم في العالم.

وقالت الدراسة التي أعدها دانيال كارو، وجيني لينكيت الباحثان في مركز جامعة أوكسفورد للتقييم التربوي إن تصنيف الدول في الاختبارات التربوية الدولية مثل تصنيف بيزا الذي تعده منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ، واختبار الاتجاهات الدولية في دراسات الرياضيات والعلوم الذي تجريه مؤسسة تيمز غير متكافئة لأنها لا تأخذ في الحسبان الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية للدول المشتركة.

وأضافت الدراسة أننا إذا أخذنا أحدث تصنيفات التعليم في العالم لوجدنا أن جودة التعليم في تركيا وتايلاند ضعيفة من حيث ما ينجزه الطلاب علميا، لكن تحليلنا يكشف أننا إذا نظرنا إلى التصنيف نظرة مختلفة لوجدنا أن تايلاند وتركيا في الواقع في نفس مستوى بعض الدول الآسيوية ذات جودة التعليم المرتفع.

ونوهت الدراسة إلى أن التحليل الذي قامت به أكثر عدلا لأنه يأخذ في الحسبان الاختلاف في التنمية الاجتماعية، حيث وضعت مؤشرا لفعالية التعليم يصنف أداء الدول كما لو كانت تعيش نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

تقرير مؤشر بيرسون

ويبدو أن هناك عدة مؤسسات عالمية تقوم بقياس مستوى التعليم في العالم ، هي مؤسسات تختلف من حيث وسائلها وأهدافها وكذلك الجهات التي تمولها، فمثلا مؤشر بيرسون للتعليم والمهارات المعرفية والتحصيل التعليمي العالمي يشير في تصنيفه إلى أن هناك خمس دول تعد من الاوائل عالمياً في مجال التعليم الأساس، وهو الذي بدوره اعتمد تحديد أفضلية الدول بناءً على عدة اختبارات دولية منها:

– اختبار مدى التقدم في القراءة والكتابة الدولي (بيرلز)

– اختبار الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (تيمس)

– اختبارات برنامج التقويم الدولي للطلبة (بيزا)

وقد جاء ترتيب الدول العشر الأوائل على النحو الاتي: كوريا الجنوبية اولاً، اليابان في المركز الثاني، تلتها سنغافورة في المركز الثالث، وهونغ كونغ في المركز الرابع، أما فنلندا فقد تراجعت إلى المركز الخامس بعد أن كانت متقدمة في الأعوام السابقة، وجاءت في المركز السادس المملكة المتحدة، وأعقبنها كندا في المركز السابع، ومن ثم هولندا في المركز الثامن، ومن بعدها آيرلندا التي تبوّأت المركز التاسع، وفي المركز العاشر جاءت بولندا.

جرس إنذار

ويتساءل الكثيرون في العالم العربي، لماذا توجد دائما أموال طائلة لتمويل الحرب والخراب ولا توجد مثلها لتمويل التعليم والصحة والإعمار؟ ما مصير الأطفال بالدول التي تعاني من الحروب والنزاعات؟ كيف ستبنى هذه الدول بعد حالة الفوضى العارمة التي عاشتها أو تعيشها في ظل انهيار كبير في البنى التحتية والمرافق العامة؟

وأي مستقبل ينتظر الأطفال بالدول العربية، وخصوصا تلك التي تعيش حالة من الصراعات الدائمة بعد حرمان الكثيرين منهم من عيش طفولتهم في أمان، وبعد أن حرموا من حقهم المنصوص عليه في اتفاقيات الأمم المتحدة المختصة بأهداف التنمية المستدامة؟ ومن ضمنها تمكين الأطفال من الحصول على حق التعليم المجاني والإلزامي في المرحلة الأساسية.

ويرجع هذا التدهور إلى أن معظم الدول العربية خصصت نصيب الأسد من ميزانيتها السنوية للجانب الأمني والدفاعي، بينما أهملت التعليم. مع استثناء بعض دول الخليج. وتمثل قطر نموذجا حيا باحتلالها مرتبة مشرفة عالميا في ما يختص بجودة التعليم.

ويأتي تقرير دافوس متضامنا مع تقرير صادم سبق ليونيسيف أن اصدرته بعنوان “التعليم تحت النار”، حيث جاء فيه أن الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمنع أكثر من 13 مليون طفل من تلقي التعليم في المدارس؛ الأمر الذي يهدد بتحطيم مستقبلهم. وأوضح التقرير أن عدد أولئك الأطفال في سن الدراسة يبلغ 34 مليونا، منهم 13.4 مليونا لا يرتادون المدارس، أي ما يعادل نسبة 40%. وبحسب الأرقام الصادرة فإن 2.4 مليون طفل بسوريا وثلاثة ملايين طفل في العراق ومليوني طفل في ليبيا وثلاثة ملايين طفل في السودان، إضافة إلى 2.9 مليون طفل في اليمن لا يرتادون المدارس.