طالب د. إبراهيم الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر الشعوب العربية والإسلامية الوقوف مع أصحاب الحق من أهل فلسطين والانتصار لهم ودعم قضيتهم.
وقال في مداخلة لإذاعة صوت الإسلام القطرية إن على الشعوب الانتصار لأهل فلسطين الذين ذاقوا ظلما على مدار 75 سنة بينما نحن البعيدون الذين مادمنا نعيش في رفاهية لا يحق لنا أن ننصح من وقع عليهم الظلم ويقاسون ألوان العذاب بما هو صواب وخطأ .
ونصح الدكتور إبراهيم الأنصاري الذين يقدمون النصائح لأهل فلسطين أن ينتبهوا ويسألوا أنفسهم هل هم يسيرون في طريق الحق أم طريق الباطل؟ وأبدى خشيته ممن اختار السير في هذا الطريق المجهول الذي لايميز بين حق وباطل أنه سيجد نفسه يدافع عن الظلم ، لأنه يخاف من بعض الخسائر الدنيوية.
وأضاف الدكتور إبراهيم الأنصاري لقد كشفت الأحداث الاخيرة في غزة أن خدعة المواقف لا تنطلي على الشعوب بدليل ماشهدناه من تفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي من أطفال وشباب صغار يكشفون خدعة الباطل وينتصرون للحق بينما في المقابل وللأسف الشديد رأينا بعض الدعاة ممن ينتسبون لأهل العلم الشرعي ويتكلمون بقال الله وقال الرسول وهم لا يتجاوزن بكلامهم التخذيل والتثبيط ولوم المقاومة والتهوين من شأنها والكلام السلبي تجاه عدالة القضية الفسطينية.
وحذر الدكتور الأنصاري من تقلب الأحوال فلربما انقلب حال ممن ليس له أثر ولا تدين فرأيته يقف مع معسكر الحق وربما رأيت من قضى دهرا بين الكتب والحديث والسنة والفقه فرأيته ذنبا للباطل ونسأل الله الثبات .
وأكد د. إبراهيم الأنصاري إن القضية الفلسطينة صراع بين الحق والباطل ولا يوجد مكان في هذا الصراع للحياد لأنه إما مع الخير أو مع الشر.
وأضاف الحياد في هذا الموقف بين الحق والباطل لا يصح لأن الحياد قد يكون في نوع الطعام الذي آكله أو في نوع المسكن الذي أعيش فيه أو نوع الملبس الذي ألبسه، لكن لا يصح موقف الحياد من قضية مصيرية، هل أكون من أهل الجنة أم من أهل النار ، قضية مفصلية تحدد الفائزين أو الخاسرين في الدنيا والآخرة، فهل سأختار أن أكون من أهل الظلم أم من أهل الحق؟ هذه المسألة لا حياد فيها، يجب أن يكون للإنسان موقف.
وقال د. الأنصاري أن بعض الأشخاص قد يعتريهم بعض الضعف أفلا يستطيع أن يشرح لأبنائه عن فلسطين ومكانة الأقصى يقرأ معهم سورة الإسراء ويتتبع كم مرة ورد ذكر فلسطين في القرآن وبماذا سميت (الأرض المباركة) (التي باركنا فيها) ألا يستطيع المحايد فعل ذلك. ألا يستطيع المحايد أن يعلن أن يقول ” أنا مع حق الشعب الفلسطيني وضد الظلم الواقع عليه” ؟!
وشدد د. الأنصاري على أهمية الاهتمام بمعركة الوعي بالقضية الفلسطينية وتوعية الأجيال بكل وسيلة ممكنة واستغلال كل مايمكن في سبيل تحقيق ذلك عبر ( الأنشودة، القصيدة، الرسمة، المقال، الوقفات … الخ.) بشرط التمسك بالخطوط العريضة وترك التفاصيل الدقيقة.
وأضاف أصبح من المهم اليوم التنازل عن الرفاهية وشراء البضائع الغربية كجزء من استبقاء الثروات ودعم المنتجات الوطنية والعربية والإسلامية، كذلك الوعي بضرورة تطوير التعليم في بلادنا بما يخدم المصالح بعيدا عن المنظومات والأطر الشكلية والمعتمد على التصنيفات.
وختم الدكتور إبراهيم مداخلته أن يجب أن تعلم الشعوب أن دورها كبير في دعم القضية الفلسطينة وعليها بالثبات حتى تدخل في كنف الله ومرضاته.