إسلام أون لاين – أوكرانيا
بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف (12 ربيع الأول)، انطلقت في أوكرانيا حملة واسعة هي السابعة من نوعها للتعريف بالرسول الكريم محمد – ﷺ – وذلك تحت شعار “رحمة للعالمين” في إقليمي شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا وإقليم الدونباس شرقها، حيث يعيش أكبر تجمع للتتار المسلمين في البلاد (40% من إجمالي عدد المسلمين البالغ نحو 2 مليون نسمة من أصل 46 مليونا).
ينظم الحملة اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد”، الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في أوكرانيا، وذلك بالتعاون مع عدة شخصيات وهيئات ومنظمات خيرية في داخل أوكرانيا وخارجها.
وبحسب المنظمين في “الرائد” فإن الحملة التي تستمر قرابة الشهرين تهدف إلى تعريف شريحة واسعة من المسلمين التتار بنبيهم، ﷺ، الذين لا يعرفون إلا اسمه، وذلك بسبب سنوات النظام السوفييتي السابق، الذي حرمهم وحرم آباءهم من دراسة وممارسة تعاليم دينهم، وأحرق ودمر وصادر معظم مؤسساتهم الدينية والتعليمية الخاصة بهم كمسلمين.
كما تهدف الحملة أيضا إلى تعريف النخبة الأوكرانية المثقفة في الإقليمين بشخصية الرسول الكريم وفضل الرسالة التي جاء بها على الإنسانية جمعاء، حيث تشمل قوافلها زيارة عدة جامعات ومعاهد ومدارس ومسارح، بالإضافة إلى عشرات المدن والقرى التابعة للإقليمين.
وتتضمن الحملة إلقاء رؤساء مراكز وأئمة مساجد الإقليمين عدة محاضرات، واستعراض عدة أفلام وثائقية حول صفات وشمائل الرسول الكريم ورسالته، وما تميزت سيرته النبوية من معاناة في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر الخير والحبة والسلام في ربوع الأرض وبين كل شعوبها.
كما تتضمن توزيع كتب في السيرة ومنشورات وأقراص مضغوطة تروي هذه السيرة باللغة الروسية.
أثر كبير
عن أهمية تلك الحملة، يقول د. باسل مرعي رئيس “الرائد” لـ”إسلام أون لاين“: “إن لمثل هذه الحملات دور كبير بتعريف مسلمي أوكرانيا الأصليين بشخصية الرسول ﷺ، فهي عبارة عن قوافل سيارة تستهدف عشرات الآلاف منهم في مدنهم وقراهم ومدارسهم، وهي وسيلة لتعزيز ارتباطهم به وحبه كنبي وقدوة مثلى في جميع مجالات الحياة”.
وأضاف: “نلمس من خلال الحملة شغفا من قبل الأوكرانيين غير المسلمين بمعرفة أي شيء عن الرسول الكريم، وتلقينا عدة دعوات لعقد مؤتمرات سنوية في عدة جامعات ومعاهد حول شخصيته وتعامله مع عدة قضايا حساسة تشغل المجتمع الأوكراني ومجتمعات الغرب بشكل عام، كتعامله مع الحريات والمرأة ومتبعي باقي الأديان، وحتى نظام إدارته السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحكم”.
بدوره قال سيران عاريفوف، وهو مفكر إسلامي ومدير مركز “الرضوان” الإسلامي في القرم، لـ”إسلام أون لاين“: “من خلال مشاركتي في الحملات السابقة أحسست بتأثر الحاضرين والحاضرات وبكاء العديد منهم على ما جهله مسلموهم من معلومات حول دينهم ونبيهم، واستشعرت إحساس غير المسلمين منهم بعظمته وتضحياته ﷺ.
نشر اسم “محمد“
وتأثرا بمثل هذه الحملات، أطلقت مجموعة تضم العشرات من تتار “كازان” المسلمين في إقليم الدونباس شرق أوكرانيا حملة لإعادة تسمية مواليد الأبناء وأبناء الأبناء باسم “محمد”، لينتشر هذا الاسم من جديد بين مسلمي الإقليم، البالغ عددهم قرابة 100 ألف نسمة.
وعن هذا الأمر، قال الشيخ سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا “أمة” في حديث لـ”إسلام أون لاين“: إن تتار كازان امتنعوا عن تسمية أبنائهم زمن الاتحاد السوفييتي بأسماء تترية وإسلامية خشية أن ينظر إليهم في المستقبل بعين تميزهم عن غيرهم وتنسبهم إلى قوميتهم أو دينهم بدل النظام والوطن، فتضيع عليهم فرص الدراسة أو العمل.
ويضيف أيضا في هذا السياق، أن التتار امتنعوا عن تسمية أبنائهم باسم “محمد” خشية أن يسيئوا في المستقبل لاسم وشخص النبي – ﷺ – بسوء الخلق أو العادات التي قد يكتسبونها من المجتمع المحيط.
ويربط البعض بين اسم “محمد” وقضية إحياء هوية تتار كازان والحفاظ عليها في الدونباس، فيقول د. حمزة عيسى رئيس فرع اتحاد “الرائد” في الإقليم، إن الاسم جزء من الهوية ويعبر عنها، وتتار كازان في أشد الحاجة لإحياء جميع مظاهر هويتهم، ووقايتها من ظاهرة ذوبانها السلبي في المجتمع.
وبين أن الاتحاد يدعم هذه الحملة لنشر اسم محمد بين تتار كازان المسلمين، وهذا الدعم يتمثل بجوائز رمزية تشجيعية مادية ومعنوية.