إذا كنتَ متيقنا من موعد قدوم ضيف عزيز وكريم عليك، محددا مكان حلوله من ترحاله، ووضعه لأمتعته ورحاله، فإن من حسن الاستقبال وحلاوة الاستهلال أن تبادر بنفسك ومن يستطيع الذهاب معك مسرعين إلى خارج القرية أو المدينة، متطلعين في الآفاق مترقبين للركبان متأملين فيمن يتوافدون لعلكم بما تبحثون عنه تلتقون.
في هذه اللحظات – أو السويعات – تُصلح من شأنك وتُحسِّن من هندامك وتعطر أركانك وجوانحك وتحرص على أن تكون في أبهى حُلة وأجمل طلَّة، صافي النفس منبسط الوجه، منشرح الفؤاد والصدر، طاهر الجنبات، متشوقا لما هو آت، تدعو له ما استطعت بأن يتم وصولُه بالغنائم والسلامات، على أفضل الحالات والهيئات.
ويظل الشوق يتحرك بداخلك، يسري بين أوصالك، ويكاد يقفز بك إلى هنا وهنالك، تنظر في الرائحين والغادين، وترسل من عينيك شعاعا إلى أقصى ما تستطيعه من السائرين..
.. “تُرى.. ماذا سأقول له بمجرد أن ألقاه؟!”، “وكيف سأعبر له عن مدى شوقي إليه؟!”، “وهل سأندفع نحوه لا إراديا؛ حاضنا إياه ومقبِّلا؟!”، “هل أستطيع التحكم في دموعي؟!.. هل ستزداد دقات قلبي حين أكون في أحضانه؟!”…
كل هذه الخواطر والسوانح تمر على الخاطر في لحظات الانتظار.. فمتى نلقاك يا رمضان…؟!
عبد العظيم بدران5>