قبل تفصيل القول في مسألة ضوابط تناول الإعجاز القرآني والنبوي في العلوم الإنسانية فإنني أجد ضرورة طرح مجموعة من الملاحظات التمهيدية المتصلة بالتمييز بين بعض المفاهيم وتوضيح طبيعة العلاقة بين بعض الظواهر لصيقة الصلة بموضوعنا الرئيسي، وهو ما ييسر إنجاز المهمة المنوطة بنا، وتتمثل أبرز تلك النقاط فيما يلي :
بيان طبيعة العلاقة بين مفهومي الإعجاز القرآني في العلوم الإنسانية، والتوجيه القرآني للعلوم الإنسانية :
يفترض أن العلاقة بين المفهومين هي علاقة الوسيلة بالغاية؛ ذلك أن الإعجاز القرآني وسيلة لغاية أعم ألا وهي التوجيه القرآني، لكي يجعل الكافر مؤمناً, أو على الأقل يصبح عقله مهيئاً للانتباه للبيان القرآني، وأيضاً لكي يصبح المؤمن أفضل إيماناً مما هو عليه، ويقبل على أوامر الله المعجز وينصاع إليها، وكذلك لكي يعود المسلم العاصي إلى رحاب الإيمان. ومن هنا فإننا إزاء توجيه قرآني للعلوم الإنسانية أحد أدواته الإعجاز القرآني الذي يحث العقول على تدبر ما فيه.
أوجه التشابه والتمايز بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية :
تتمثّل أهمية تلك النقطة في أن إمكانية الاستفادة من الضوابط التي أقرّها الإعجاز القرآني يمكن للباحثين في العلوم الإنسانية الاستعانة بها تبعاً لمدى التشابه بين هاتين الفئتين في العلوم، ومن هذا المنطلق فإنه يمكننا القول – بدرجة كبيرة من الثقة – أن هناك قاسماً مشتركاً يجمع بين كل من العلوم الإنسانية والطبيعية وهو المنهج العلمي بكافة مكوناته وعناصره وبوجه خاص استراتيجيات البحث وأساليبه، وفي المقابل هناك اختلاف بين هاتين الفئتين من العلوم يتمثّل في أن كلاَّ منهما يتناول فئة من الموضوعات مختلفة عن الآخر، وبطبيعة الحال فإن اختلاف الموضوع يفرض اختلافات عملية في نوعية المناهج الأكثر ملاءمة واستخداماً في إطار كل منهما، وحري بالإشارة أن هذه التباينات توجد أيضاً – وبدرجات متفاوتة – بين فروع العلم داخل كل فئة منهما.
الوقوف على طبيعة العلاقة بين الثقافة والعلوم الإنسانية :
لقد أصبح من الأمور المتفق عليها بين الباحثين في المجالات المتعددة للعلوم الإنسانية، أن الخصوصية الثقافية تمارس دوراً أكبر في تشكيل غايات العلوم الإنسانية وتفسير ظواهرها وحتى انتقاء طرق بحثها وتصميمها مقارنة بالعلوم الطبيعية، ومن هنا فإنه بموجب مسلّمات البحوث المجراة ونتائجها في إطار علم النفس عبر الثقافي Cross Cultural Psychology (Berry etal., 1998) يحق لنا التحدث عن ضرورة استثمار الركائز الفكرية القيمية التي تتأسس عليها حضارتنا الإسلامية في إعادة صياغة رؤية خاصة بنا للعلوم الإنسانية تستند إليها، ولا غرو في ذلك، فالقرآن والسنة من أبرز مقومات تلك الحضارة، وكما هو معلوم فإن من يستخف بتراثه يستخف بنفسه، ويقطع صلته بمنابعه وجذوره، وهو ما يحول دون اكتسابه هوية حضارية وشخصية متمايزة.
مجالات التوجيه القرآني والنبوي للعلوم الإنسانية :
حين نسعى لعمل مسح فكري لطبيعة المجالات الحيوية التي يعتقد أنها الأبرز لكي يمارس فيها التوجيه القرآني والنبوي مهمته المقدسة لإثراء العلوم الإنسانية من جهة، واستثمار نتائجها الموثقة لخدمة الغايات الإسلامية من الجهة الأخرى، يفترض أن تتمثّل تلك المجالات فيما يلي :
- تأسيس إطار فلسفي للعلوم الإنسانية يستدمج ويتضمن المسلّمات الإسلامية حول تصور الإنسان، وغايات العلوم الإنسانية المتوافقة مع والخادمة له الإسلام، وأولوياتها، وضوابطها.
- الكشف عن المبادئ والسنن الحاكمةللحياة اٌلإنسانية والتي تعد الإحاطة بها ملاك الحكمة.
- بيان أسس الشخصية الإسلامية البنّاءة.
- الاتساق مع الذات : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (البقرة: ٤٤).
- العقلية التجريدية، حيث يعيب على اليهود عيانيتهم في قوله : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } (سورة البقرة : 55).
- الحكمة : { وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } (البقرة : 269).
- الوعي بالذات : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) (آل عمران :135 ).
- الحوار مع النفس : (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) (البقرة : 156)
- الإيجابية : { إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } (النساء : 140).
- السلوك الاجتماعي البنّاء : { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء : 114).
- الاعتراف بحدود الذات : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} (القصص : 34).
- الإبداع : {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ} (طه : 18).
- التحكم في الذات : { قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} (يوسف : 77).
- العقلية الناقدة، حيث يعيب على الكافرين الإيمان بمسائل لا عقلانية كالتفاؤل والتشاؤم : { قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } (النمل : 47).
- التفكير الاستدلالي : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ } (يوسف : 26 – 27).
- صياغة وطرح نمط حياة إسلامي Islamic Style Of Life للشخصية الإنسانية يمارسه المسلم في حياته اليومية على المستوى البدني والوجداني والمعرفي والاجتماعي والأخلاقي والجمالي والسياسي والاقتصادي والبيئي كي يصلح به حياته، ويحسن من نوعيتها ويقلل معاناته.
أساليب التوجيه القرآني والنبوي للعلوم الإنسانية :
تشكل العناصر التي أشرنا إليها في النقطة السابقة ملامح الإطار التصوري المقترح – بشكل نظري – لطبيعة المجالات العلمية الإنسانية التي يفترض إخضاعها للتوجيهات القرآنية، ولكن هذا المستوى النظري يلزم لوضعه موضع التنفيذ الاستعانة بأساليب ذات طابع عملي وإجرائي، وهو ما نلمسه حين نتدبر بشكل تفصيلي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ويتوقع أن تتمثل تلك الأساليب في :
أ. كشف بعض الحقائق عن النفس لكي تدفع الفرد للتيقن من القرآن ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) ( فصلت : 53).
ب. دعوة الفرد للتأمل في نفسه لفهمها، ومن ثم التحكم فيها.
ج. تزويد الفرد بنماذج سلوكية واقعية (تاريخية) يمكنه الاقتداء بها في حياته العملية ومواجهة ما فيها من أحداث، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
د. تزويد العلماء والباحثين بفروض ورؤى بحيث يمكنها توجيه دراسات وبحوث لاحقة لمزيد من الفهم والتحكم في السلوك الإنساني في الوجهة المرغوبة إسلاميّاً.
هـ. إبراز الجانب البشري في سلوك الأنبياء والرسل حتى يكونوا أكثر قرباً إلينا.
6. آليات تفعيل التوجيه القرآني في إعادة صياغة العلوم الإنسانية :
يعنينا في هذا المقام أن نتناول دور العلماء والباحثين المسلمين – قديماً وحديثاً –في تمهيد السبيل أمام استثمار التوجيهات القرآنية والنبوية في إعادة ربط تراثنا الديني بجهودنا العلمية والدنيوية في المجال النفسي الاجتماعي حتى نجسر تلك الفجوة المصطنعة بين ما هو ديني وما هو علمي لنصبح إزاء علوم إنسانية للارتقاء بالإنسان المسلم.
ويفترض أن يتجسد هذا الدور في النقاط التالية :
أ. إبراز الجهود التراثية العلمية للعلماء المسلمين الأوائل التي تندرج في إطار ما نطلق عليه علوم إنسانية الآن، فهولاء كانوا أفراداً متميزين يبحثون عن أمور الإنسان بالمناهج المتاحة لهم حينئذ، وهو ما يفعله الباحثون المعاصرون الآن بغض النظر عن طبيعة الاختلافات النوعية في الظواهر أو المناهج. (نجاتي والآخرون، 1992).
ب. التقييم النقدي للجهود المعاصرة للعلماء المسلمين في العلوم الإنسانية المتأسية بالتوجيهات القرآنية والنبوية حتى نستفيد بما هو متميز منها في ارتياد هذا المسار، وتقويم الذي تنكبه منها.
ج. تسخير نتائج ومكتشفات العلوم الإنسانية المعاصرة في تحقيق الغايات الإسلامية المستمدة من التوجيه القرآني والنبوي – من جهة – وتوظيف المبادئ والتعليمات القرآنية والنبوية في تقديم أساليب لتعديل السلوك وتطويره وتحسين مستوى الرضا والتوافق النفسي للإنسان من الجهة الأخرى، فعلى سبيل المثال ؛ يمكن تدريب الناس على استخدام العبارات والمقولات القرآنية في المواقف المختلفة ليحدثوا بها أنفسهم، ومن ثم يواجهوا الموقف بصورة أفضل، كأن يرددوا إبّان النكبات : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) (التوبة : 51)، أو (وَمَاتَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَاتَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)(لقمان : 34) عندما يتعرضون لتهديدات.
د. الإحاطة بالمناهج المتاحة لدراسة العلوم الإنسانية، والنظر في إمكانية الإضافة الإبداعية لها، استرشاداً بالإشارات والقصص القرآني، كأن تستخدم مثلاً نتائج علم الحفريات في إعادة النظر في سلوكنا الراهن، أو دراسة سلوك الأرض الزلزالي أو البركاني، والامتداد من خلال اسلوب المماثلة Analog بهذا الفهم إلى سلوك الإنسان.
ه. النظر في إمكانية إضافة فروع جديدة في العلوم الاجتماعية لتعبر عن ذلك التوجه الفكري –الثقافي المقترح، والمتفرد، ذات التوجه الذي يمزج بين التوجيه القرآني والعلوم الإنسانية.
و- تشكل النقاط الست السابقة مقدمة ضرورية للولوج إلى قضيتنا المحورية، ألا وهي طبيعة الضوابط التي يجب علينا مراعاتها ونحن بصدد تناول قضية الإعجاز والتوجيه القرآني والنبوي للعلوم الإنسانية؛ حتى يصبح هذا التناول أكثر تحديداً وعمقاً.
حين نشرع في إنجاز المهمة الرئيسية لهذه الورقة والتي تتمثّل في بيان طبيعة الضوابط التي يجب الالتزام بها إبان التعامل مع قضية الإعجاز القرآني والنبوي في العلوم الإنسانية، فإنه كان لزاماً علينا توجيه مجموعة من الأسئلة الضرورية لأنفسنا حتى يسير مجهودنا في الوجهة الصحيحة، ويثمر مزيداً من الفهم والتمثّل لإدراك قيمة الإعجاز القرآني في العلوم الإنسانية والإقرار بأهميته البالغة فضلاً عن الوعي بمدى ما يمكن لتلك العلوم الإنسانية أن تؤديه من أدوار لخدمة الغايات الإسلامية العليا.
وبطبيعة الحال يمكننا القول بأنه كلّما كانت إجاباتنا عن تلك الأسئلة تتّسم بالدقة والموضوعية كان هذا مؤشراً على أننا نسير في الاتجاه الصحيح. وحري بالذكر، أنه يمكننا طرح اثنى عشر (12) سؤالاً مبدئياً، يشكل كلّ منها – في حالة الإجابة عنه بصورة صحيحة – ضمانة إضافية للتأكيد على صواب موقفنا وصحة إجراءاتنا؛ ويتوقع أن تتمثّل أبرز تلك الأسئلة المبدئية فيما يلي :
- التواتــــر :
هل النتيجة التي توصل إليها الباحث الغربي أو العربي في مجال العلوم الإنسانية والتي ينبغي أن نقدمها كدليل لدعم النص القرآني متواترة في بحوث أخرى ولدى باحثين آخرين أم لا ؟
ذلك أن النتائج المتفردة في هذا السياق توضع بين أقواس إلى أن تدعمها نتائج أخرى على ايدي باحثين آخرين في نفس الثقافة أو خارجها، حتى ينظر إليها بقدر أكبر من المصداقية، ومما يفيدنا في هذا المقام التركيز على بحوث التحليلات اللاحقة لنتائج البحوث السابقة والتي يجريها علماء بارزون في التخصص ويطلق عليها Meta-analysis studies، فعلى سبيل المثال – يشير حديث الرسول ﷺ : ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلاّ فليضطجع))، وينطوي هذا الحديث على رؤية ثاقبة حول طبيعة العلاقة بين الحالة البدنية والحالة الانفعالية، وكيف أن الأولى تؤثر في الثانية (شوقي، 1993) وهو ما تواترت الدراسات في مجال التفاعلات النفس جسمية Psychosomatic Interaction Studies على إثباتها، فالحالة الجسمية تؤثر في الحالة النفسية، والعكس صحيح، ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن هذا الحديث يؤكد على وثاقة تلك العلاقة، بل ويدعو إلى توظيفها في الواقع اليومي للفرد كي يصبح أكثر قدرة على التحكم في سلوكه والارتقاء به، وهو التوجه السائد الآن والقائل بضرورة تطبيق منجزات العلم ونتائجه في حياتنا اليومية لتصبح أكثر رفقاً وأحسن حالاً.
2- تشابه محتوى المفهوم :
هل المفاهيم التي يستخدمها الباحثون ذات أواصر صلة قوية مع نظيراتها في النصوص القرآنية من حيث المحتوى أو ما نطلق عليه التعريف الإجرائيdefinition Operational بغض النظر عن الاختلاف في مسمى المفهوم؟ فعلى سبيل المثال قد يكون هناك ثمة تشابه بين محتوى مفهوم العزة ومفهوم التوكيد Assertiveness في الثقافة النفسية (شوقي، 1998)، ومن هنا يحق لنا، في حالة التثبت من صحة ذلك التصور، المماثلة بين الآيات التي تستخدم هذا المفهوم وبين النتائج المتصلة بمفهوم التوكيد في البحوث النفسية، وكذلك فإنه يمكن الاستفادة من القواعد والتوجيهات الراقية التي يزودنا بها القرآن الكريم في مجال أسلوب الحوار والجدل المنتج الإيجابي حين نصمّم برامج لتنمية مهارات المحاجة Argumentation Skills Training من منطلق أوجه التشابه المتعددة بين مفهوم المحاجة الشائع في الدراسات الغربية والذي يقوم – أيضاً – على استخدام الاستدلال والتفكير المنطقي للرد على حجج الآخر أو إقناعه بالحجج التي يختلف معها Rancer etal, 1997)) وهو ما من شأنه إثراء تلك البرامج بالذخائر والدرر الفكرية في التراث الإسلامي بما يجعله أكثر فعالية.
3- الفصل بين النتيجة والتفسير :
هل النتيجة التي توصل إليها الباحث تتطابق مع ما طرحه من تفسير لها ؟
إن التسرع في النظرة الدامجة بين النتيجة والتفسير من شأنه زيادة احتمال الوقوع في أخطاء في التقييم، ذلك أن معدل الثقة أو مصداقية النتيجة متوقفة على دقة منهجية الباحث، في حين أن الثقة في صحة التفسير يتوقف على عناصر أخرى كثيرة، قد يصعب تقييمها، مثلما الحال في المنهج، من قبيل قدرة الباحث على الإحاطة بالجهود السابقة وطبيعة خلفيته الثقافية وقدرته على التجريد والنظرة الشبكية للواقع.
وبناء على ذلك فإننا نكون إزاء عمليتين منفصلتين يجب التأكد من كل منهما على حدة، حتى نتمكن من توظيف تلك النتائج والاستشهاد بها في مجال الإعجاز بدرجة أكبر من الموثوقية. ومن الأمثلة المجسّدة لهذا الموقف أن يجري أحد العلماء الغربيين بحثاً ثقافياً مقارناً بين أبناء المجتمع الأمريكي من الطلاب الجامعيين ونظرائهم من أبناء الأقلية المسلمة المقيمة هناك للوقوف على طبيعة الفروق بينهم في مستوى الذكاء ويطبق عليهم المقاييس المتعارف عليها، مثل ((مقياس وكسلر لذكاء الراشدين))، ويجد أن متوسط المجموعة الأولى أعلى بشكل دال من الثانية ((وهي واقعة صحيحة))، فيبادر بطرح تفسير لتلك النتيجة مفاده أن الطلاب الأمريكين أكثر ذكاء من أقرانهم أبناء المهاجرين المسلمين، وهذا تفسير تنقصه الدقة ويفيض بالتحيز، ذلك أن التفسير الأقرب للصحة أن مستوى أبناء الأقليات في اللغة الإنجليزية قد يكون أقل، مما يجعل من الصعب عليهم فهم بعض بنود المقياس، أو أنهم أقل ألفة ببعض مفردات الثقافة الأمريكية، أو أن هناك ظروفاً قد قلّلت دافعيتهم للإجابة، أو أن المجموعتين لم تكونا متكافئتين في المستوى الاجتماعي – الاقتصادي وهكذا … ، وبطبيعة الحال فإن عدم مراعاة الباحث لكل تلك المتغيرات سيقلّل من مصداقية تفسيره، وفي حالة مراعاتها فإن النتائج ستختلف بالتأكيد، وهو ما سيجعل تلك التفسيرات عرضة للشك ايضاً.
4- الحساسية الثقافية :
هل تلك النتيجة عابرة ومتحررة من أثر الثقافة أم لا ؟
تتمثل أهمية هذا السؤال في أن بعض النتائج التي يتوصل إليها الباحثون في ثقافة ما قد يصعب التوصل إليها على أيدي باحثين آخرين أو حتى الباحث نفسه في ثقافة أخرى، ومن ثّم يصعب الاستناد إليها – والوضع في هذه الشاكلة – للتدليل على صحة نص ديني، فعلى سبيل المثال قد يتوصل باحث في ثقافة بدائية إلى وجود فروق مفادها أن الرجل أكثر ذكاء من المرأة، فيسارع باحث مسلم بالاستدلال بتلك النتيجة على صحة نص قرآني أو حديث يتصل بهذه المسألة، مع أن هذه النتيجة قد تكون ذات طابع ثقافي متفرد قد لا تظهر في ثقافة أخرى ؛ لذا علينا التثبت أولاً من أن النتيجة التي سنعتمد عليها متحررة من أثر الثقافة، وهناك وجه آخر للمسألة قوامه أن ذات السلوك قد يحمل دلالات مختلفة في الثقافات المتعددة، فعلى سبيل المثال حين يشتد غضب المرؤوس الياباني من رئيسه ويشعر أنه قد تجاوز حدوده فإنه يبتسم، وهو ما يعد دلالة على الرضا مما يقال في ثقافة أخرى، ومن المتعارف عليه في جزيرة بالي بإندونيسيا أن المرأة حين تريد تعزية صديقتها في وفاة زوجها تبتسم في وجهها لتدعوها لتخطي هذه المحنة، بعكس الحال في أقطارنا الإسلامية حيث يعد النحيب علامة على التضامن والتعاطف مع الأرملة.
5- منهجية البحث :
يقول المثل العربي الذائع : ((كيف يستقيم الظل والأصل أعوج))، ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نسأل أنفسنا قبيل التعامل مع النتيجة العلمية : هل التزم البحث الذي توصل إلى تلك النتيجة بالمنهجية ؟ . فكما هو معلوم إن ما يميز العلم عن بقية المعارف الإنسانية أنه يعتمد على المنهج العلمي، سواء كان وصفيَّا أو تجريبيَّا للتوصل إلى نتائجه ؛ لذا علينا أن نتيقن أولاً قبيل تبني أو الاستشهاد بأي نتائج من أنها أتت نتاج بحث ملتزم بالمنهج العلمي بمكوناته وشروطه المتعارف عليها، حتى نتجنب الاستعانة بافتراضات وتوقعات وأقاويل ذات طابع شخصي تصدر عن مفكري المقاعد الوثيرة. وهناك أمثلة عديدة في التراث العلمي تعكس هذا الواقع منها النتائج المغلوطة التي قد يحصل عليها باحثو ((علم النفس عبر الثقافي)) حين يقارنون بين شخصية الكوريين والأمريكيين، مثلاً، ويقررون أنهم في ضوء نتائج بحوثهم وجدوا أن الكوريين أكثر جرأة واستقلالية (Fukuyama & Greenfield 1983 ; Hong & Cooker, 1984) بيد أننا حين نوجه أسئلة منهجية دقيقة لهؤلاء سنجد أن الأدوات البحثية، (الاختبارات والمقاييس النفسية) التي استخدموها متحيزة لصالح الأمريكين، وأنها مصممة لتصل إلى تلك النتيجة، وكنموذج على ذلك أنهم يعتبرون الطالب الكوري مجارياً ومنصاعاً وليس لديه شخصية مستقلة حين يجيب بالنفي عن سؤال : هل تنتقد والدك حين يبدي ملاحظات على صديقك أو على ملابسك ؟ مع أنه يمتنع عن فعل ذلك كعلامة على احترام الوالد وليس لخلل في شخصيته بعكس الطالب الأمريكي الذي يفعل ذلك كاستجابة للمعايير الثقافية السائدة.
6- النسخ العلمي:
كما في القرآن آيات قد تم نسخها بآيات أخرى، كذلك العلم ؛ لذا يجب أن نوجه لأنفسنا سؤالاً ضروريَّا قبيل الشروع في عملية المزاوجــة بين النص والنتائج والنظريات العلمية : هل النتيجة أو النظرية التي نستشهد بها أصبحت في عداد المنسوخ علميَّا أم ما زالت سارية المفعول ؟
ومن هنا يجب أن نتعامل بحذر مع تلك المسألة حتى نتلافى الآثار السلبية والانتقادات التي وجهت لتلك النظريات، والتي أدت إلى إسقاطها من ذخيرة العلم المعاصر، وكذلك حتى لا ينظر إلينا على أننا نتشبّت بما أصبح غير ملائم، وأننا لسنا من مواكبي المعرفة العلمية المعاصرة، وهو ما سيؤدي إلى عدم دقة استدلالاتنا فضلاً عن التجاهل والتغافل عن الاستفادة مما يصدر من تطورات علمية من شأن العديد منها دعم القيم والغايات الإسلامية إذا أحسن تقييمها وتوظيفها.
ومن هذا المنطلق فإنه من المستغرب أن يستدل باحث مسلم الآن بأحد نظريات فرويد وتصوراته حول العقد النفسية أوديب وإليكترا أو الشخصية السادية و(المازوخية) لدعم نص ديني أو تفسير واقعة تراثية إسلامية، فمثل هذه التصورات أصبحت الآن في عداد المنسوخ علميَّا، حيث لم يقم دليل على صحتها بعد.
7- هوية الباحـــــــــــث :
هل الباحث الذي أشار إلى تلك النتيجة يعدّ متخصصاً في المجال أم لا ؟
من المعترف به أن مصداقية ما يدلي به الفرد من آراء علمية تتوقف على مدى تخصصه في الموضوع مثار التناول، فضلاً عن إحاطته به؛ ذلك أن مقدار الثقة في تلك الآراء سيتناقص كلما خرج الباحث من تخصصه الدقيق ليدلي بآراء في إطار التخصص العام، وستنخفض أكثر في حالة تخصصات أخرى وهكذا؛ لذا علينا قبيل تلقف آراء معينة حتى لو كانت لأسماء رنّانة التأكد من أنها تقع في نطاق تخصصاتهم، فالانجراف وراء أثر الهالة لا يعدّ أسلوباً ملائماً في مجال حيوي كهذا. ولا غرو في ذلك، فعصر العلماء ذوي التخصص الدقيق، وإن كان هذا لا ينفي إمكانية تعاون أكثر من عالم للإدلاء بآرائهم في مسألة معينة كفريق عمل مشترك، شريطة ألاّ يتجاوز أحدهم حدود علمه وقواعد منهجيته.
8- إمكانية التوظيف لخدمة الغايات الإسلامية :
هل تلك النتيجة يمكن تطبيقها والاستفادة منها على المستوى الواقعي لتحقيق الغايات الإسلامية أم لا ؟ كما هو معلوم فإن مكتشفات العلوم الإنسانية، وخاصة تلك التي ترقى إلى مستوى القوانين النسبية حال التحقق منها، يتم استثمارها على المستوى التطبيقي للارتقاء بنوعية حياة الإنسان؛ لذا علينا أن نفحص تلك التطبيقات ومدى اتساقها مع الغايات الإسلامية حتى لا نتبنى نتائج على المستوى التطبيقي تعمل في وجهة مضادة للغايات الإسلامية، فعلى سبيل المثال هناك برامج لتدريب قدرات المرأة وتنميتها في الغرب قد تم التثبت من فعاليتها، ولكنها توظف هناك لتدريبها على التوكيد في العلاقات الجنسية – شرعية كانت أو غير شرعية – أو الارتحال عن الأسرة والعيش منفردة، بيد أن ما يعنينا من تطبيقات لتلك البرامج في ثقافتنا الإسلامية أن ندرب المرأة الإسلامية على الوكيد الجنسي مع الزوج، أو مواجهة المتحرشين بها جنسيَّا في أماكن العمل، والتعبير عن اختلافها بطريقة ملائمة مع الأسرة حتى تنتفي مبررات الارتحال عنها. ويمكننا أيضاً استثمار برامج تعديل السلوك الإدماني والعدواني والانفعالي الذائعة في الغرب الآن في مساعدة شباب المسلمين في التغلب على الإدمان، والحد من السلوك العدواني الجانح، والتحكم في الغضب الذي يوردهم موارد التهلكة؛ وبذا يتسنى لنا تسخير منجزات العلوم الإنسانية المعاصرة في بلوغ الغايات الإسلامية، فالإسلام يريد بناء شخصية إسلامية قادرة على الامتناع عن تعاطي المسكرات وكبح جماح اندفاعاتها العدوانية، والسيطرة على انفعالاتها الغاضبة حتى يضحى الفرد أكثر صحة نفسياً، والمجتمع أكثر توازناً وأمناً.
9- الأسس الفكرية والفلسفية للإنتاج الفكري الغربي :
هل ثمة اتفاق بين الأساس الفلسفي والفكري للنظريات والنتائج الغربية وبين الأسس الفكرية الإسلامية ؟
تتمثّل أهمية هذه المسألة في أن الإسراع بتلقي نتائج معينة ونقلها إلى ثقافتنا أو الاستدلال بها على صحة نصوصنا دون وعي بالأسس الفلسفية والفكرية لها قد يؤدي إلى حالة من البلبلة والخلط، مثلما الحال فيمن يقول بأن الغاية تبرر الوسيلة، فلا ضير من أن ننقل ما نعتقد بفائدته لنا مع أنه مستمد من إطار فكري متصادم مع الأسس الفكرية الإسلامية، كأن نرحب، مثلاً، بنظرية فلسفية تدحض آراء فرويد في القول بأهمية الجنس في تشكيل سلوك البشر، خاصة حين يكبت، في حين أن الأساس الفكري للنظرية الجديدة يقوم على إلغاء هذا الأثر من خلال التخلص من عملية الكبت وذلك بالمناداة بالحرية الجنسية. وكذلك فإنه حري بنا في مجال القيادة في الفكر الغربي أن ننتبه إلى أن الميل إلى منح القائد مزايا معينة – مكتباً فخماً، سكرتيره حسنة المظهر، سيارة فارهة – من وسائل تعظيم قوته وحثّه على الإنجاز بهمة أكـــــبر، في حين أن الفلسفة التي تحكم تعظيم قوة القائد في الفكر الإداري الإسلامي أن يقوم بالمزيد من المهام لخدمة مرءوسيه ومؤسسته، فخادم القوم سيدهم، ولا داعي للإغداق عليه بالمزايا العينية ليصبح أكثر قيمة وأشد دافعية.
10- التقييم النقدي للنظريات المطروحة :
هل النظريات المطروحة وما قد يترتب عليها من نتائج تستوفي المعايير النقدية؟
إن النظرية توجه حركة البحث العلمي الذي تنتج عنه النتائج العلمية الموثقة فيما بعد، لذا علينا قبيل الانشغال بأخذ تلك النتائج والاعتقاد بأنها تدعم نصوصنا أن نفحص أولاً تلك النظريات وفق المعايير النقدية المتعارف عليها علمَّيا، حتى نثبت من تحليها بشروط النظرية العلمية الموثقة ؛ وبناء على ذلك ننظر في إمكانية وضعها وما يترتب عليها من نتائج في اعتبارنا، ونحن بصدد الاستناد إليها في دعم نص أو توثيق واقعة، فعلى سبيل المثال تشير بعض النظريات حول تفسير العدوان الإنساني إلى أنه ناتج فقط عن الإحباط، في حين أن بعض تلك النظريات لا تستوفي الشروط المتعارف عليها للنظريات العلمية، والدليل على ذلك أن نظريات أخرى عديدة أشارت إلى أن العدوان قد ينتج عن أسباب أخرى كالرغبة في السيطرة، أو الدفاع عن النفس أو الحصول على مزايا، وفي المقابل فإن الإحباط قد يولّد سلوكيات أخرى غير العدوان كالانسحاب أو إثارة التحدي والميل إلى إصدار استجابات إبداعية لتغيير الموقف المحبط، وهناك العديد من الدراسات التي دعمت وتحققت من تلك الفروض، وبالتالي يجب علينا قبيل التعامل مع هذه النظريات وما يستنبط منها من فروض، أن نضعها على محك الاختبار النقدي، وننظر هل تستوفي معايير النظرية العلمية – القابلية للدحض، والقدرة على توليد فروض عاملة، والاتساق الدخلي بين فروضها – أم لا، وفي حالة عدم استيفاء تلك المعايير فإنه لا يمكن الاعتماد على تفسيراتها للظواهر الإنسانية، أو الاستدلال بها لدعم نص قرآني أو نبوي مهما كان الثقل العلمي والإعلامي لأصحابها.
11- تجنب التفسيرات الأحادية :
هل التفسير المطروح ناتج عن التعامل مع زاوية واحدة للموضوع أم لا ؟
إن التفسيرات الناتجة عن النظر لزاوية واحدة من الموضوع يصعب التوثق من دقتها تتوقف على محدودية ما تمّ إدراكه من جوانبها، وهو ما يقلل من مصداقيتها، وبالتالي يتناقض احتمال الاعتماد عليها في التفسير أو الدعم للنصوص الإسلامية، فعلى سبيل المثال حين يبادر أحد العلماء في مجال الارتقاء الإنساني بالقول بأن العمليات الفكرية الراقية كإدراك المفاهيم المجردة تبدأ في سن العاشرة، فيجب علينا حينئذ ألاّ نتسرع بالقول بأن هذا هو سن التمييز الذي اشار إليه القرآن، فقد يكون هذا الباحث قد ركّز على الجانب المعرفي فقط، ولكنه لم يتطرق إلى الجانب البدني أو العصبي أو التربوي أو الاجتماعي – الثقافي وهكذا ……، أو كالعالم الذي يقول بأن التلقائية الانفعالية وسيلة فعالة للصحة النفسية (فأن تقول ما تريد لمن تريد في الوقت وبالطريقة التي تريد يعدّ جواز مرور للصحة النفسية)، في حين أن تلك التلقائية حين ننظر إليها من زوايا أخرى، وخاصة في مجتمعاتنا، قد تولّد المزيد من المشكلات، وتثير العديد من العقبات أمام مثل هذا الشخص، بحيث أنه إذا فعل هذا سيعاني من متاعب أكثر من الذي سببه التوتر الموجود بداخله، ويريد أن يفرغه من خلال التلقائية الإنفعالية، وهو ما يدعونا إلى الاهتمام – في مثل هذه الحالات – بمسألة الاستخدام الحكيم للتلقائية الانفعالية في سياقنا الثقافي حتى لا نكون كمن ((خرب ساقية، ليصلح طاحونة)).
12- إدراك مبدأ الخطأ الاحتمالي :
ما مقدار الخطأ الاحتمالي في النتائج التي توصلت إليها العلوم الإنسانية ؟
إن العلوم الإنسانية عرضة مثلها مثل العلوم الطبيعية لاحتمال وقوع نتائجها في الخطأ، وثمة محاولات عدة ذات طابع إحصائي لتقدير هذا المعدل من الخطأ بما يعطي تقديراً مبدئّياً لمدى الثقة في تلك النتائج بالتبعية، حيث إن العلاقة بينها أي بين معدل الخطأ ومدى الثقة في النتائج سلبية، وبطبيعة الحال فإن العلماء في سعي دائب لتقليل هذا الخطأ الاحتمالي، وهو شئ طيب، لكن ما علينا فعله أن نكون واعين دوماً بمدى هذا الخطأ، وبالتالي إمكانية الوثوق في النتائج وتعميمها. وبهذه المناسبة ثمة جانب آخر يجب الوعي به ألا وهو طبيعة العينات التي أجريت عليها البحوث المستمد منها تلك النتائج، فهذه مسألة مهمة؛ لأن طبيعة مواصفات تلك العينات تعميم نتائجها على الجمهور العام، سواء في المجتمعات التي أجريت فيها تلك الدراسات أو جمهور مجتمعاتنا الإسلامية، وهو ما يضع حدوداً لمدى وثوقنا بها، فضلاً عن توظيفها في في مجال الإعجاز القرآني والنبوي في العلوم الإنساني.
وبعد، فهذه مجرد محاولة مبدئية، وتصور أولي لكيفية النظر إلى معايير تناول مسألة الإعجاز والتوجيه القرآني والنبوي في العلوم الإنسانية، وإني آمل في أن تسهم ملاحظاتكم، ومداخلاتكم، ومرئياتكم، وحواراتكم وتعليقاتكم، في إثراء هذه المحاولة حتى أتمكن من إنجاز تصوّر أكثر إحكاماً لترشيد خطى الباحثين ورؤاهم على هذا الدرب، والله أسأل أن يجعلني ممن يخدمون دينهم بعلمهم.
طريف شوقي فرج5>
المراجع :
شوقي، طريف (2002)، السلوك العدواني، في. عبد الحليم محمود وآخرون، علم النفس الاجتماعي، القاهرة : إيتراك للطباعة والنشر، (241 – 194).
شوقي، طريف (1998)، توكيد الذات كمدخل لتنمية الكفاءة الشخصية، القاهرة : دار غريب.
نجاتي، عثمان وآخرون (1993)، دليل الباحثين إلى المفاهيم النفسية في التراث الإسلامي، القاهرة : المعهد العالمي للفكر الإسلامي.
Berry, j. w. ; poortinga, u.H. ; Segall, M.H. & Dasen , P.R. 1998) , Cross – Cultural Psychology, Cambridge : Cambridge University Press.
Fukuyama, M.A., & Greenfield, T.K (1983), Dimensions of Assertiveness in an Asian American Studies Population : Journal of Counseling Psychology, 30, 3, 429 – 432.
Hong, K.J. & Cooker, P.G. (1984), Assertion training With Korean College students : Effects on Self-Expression and Anxiety : The Personal Guidance Journal, 62, 2, 293, -397.
Rancer, A.S. : Whitecap, V.G; Kosberg, R.L & Avtigis, T, HC (1997), Testing the Efficacy of a communication training program to increase argumentativeness and argumentative behavior in adolescents : Communication education, 40, October, 273-284.