في هذه المادة نتعرف على معنى من معاني عيد الفطر ودلالة قدومه بعد صيام شهر رمضان ومايستحب عمله من سنن قبل صلاة العيد، وهذه المعلومات مستقاة من كتاب (صفحات رمضانية) لمؤلفه عبدالكريم صنيتان العمري.
عن أنس رضي الله عنه قال: “قدم رسول الله ﷺ المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: “مما هذان اليومان”؟ قالوا: يا رسول الله، كنا نلعب فيهما بالجاهلية، فقال صلى الله عليه وسام: “قد أبدلكم الله خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر”” (رواه أبو داود).
المسلمون في عيد الفطر
في كل عام يحتفل المسلمون في مشارق والأرض ومغاربها بعيد الفطر، وهو يوم يفرحون فيه، يشكرون الله تعالى أن من عليهم بأداء فريضية من أعظم فرائض الإسلام، هي صيام شهر رمضان، وسهل عليهم إتمامه وقيامه، يظهر المسلمون فيه البهجة والسرور، والفرح والحبور، ويهنئ بعضم بعضا، ويتبادلون الزيارات بين الأهل والإخوان والأصدقاء.
وإذا أتم المسلمون صيام شهر رمضان ثلاثين يوما، أو رئي هلال شوال، استحب للمسلم أن يبتدئ التكبير من غروب شمس ليلة العيد، قال تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} ( البقرة: 185) فيردد: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. ويستمر في التكبير إلى أن يصلي العيد، وقد كان السلف يحرصون عليه ويظهرونه في المساجد والطرقات ويرفعون به أصواتهم.
ننتقل الآن للتعرف على بعض السنن قبل آداء صلاة العيد.
سنن صلاة العيد
وتتأكد صلاة العيد على كل مسلم ومسلمة، فإن النبي ﷺ، أمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ووجه الحيض أن يعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعاء المسلمين.
ويستحب الغسل قبل الذهاب إلى المصلى وأن يلبس أحسن ثيابه ويتطيب، ويأكل قبل خروجه تمرات وترا، واحدة أو ثلاثا أو خمسا، فقد كان رسول الله ﷺ لا يذهب إلى صلاة عيد الفطر حتى يأكل تمرات. ويؤدي الصلاة بخشوع وحضور قلب، ويرجو الله تعالى أن يغفر ذنوبه، ويعيده إلى منزله وقد تخلص من كل ذنب، فقد ورد أنه إذا حان يوم عيد الفطر، وقفت الملائكة على أبواب الطرق ينادون: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم، قال الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فيقولون: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره، فيقول: أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي، انصرفوا مغفورا لكم. (أورده البيهقي).
قال مورق العجلي: “فينصرف أقوام من مصلى العيد وقد خرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم”.
إن العيد محطة تذكر، يحاسب العبد فيها نفسه، ويدقق في أعماله، ويصطلح مع خالقه، كما أنه فرصة سانحة لتصفية القلوب، وتقوية العلاقات، والصفح عن الهفوات والزلات، واستلال الشحناء والسخيمة من النفوس، وبدء صفحة جديدة بيضاء في العلاقات الأخوية، والروابط الأسرية، وإظهار التواد والتآلف والتراحم بين جميع أفراد المجتمع المسلم.