الفضيلة الأولى: ثبتت له النبوة وختمها وآدم عليه السلام منجدل في طينته

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد)؛ حسن صحيح؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

2- وعن ميسرة الفجر قال: “قلت: يا رسول الله، متى كنتَ نبيًّا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد”؛ صحيح[1].

3- وعَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ) ؛ حديث صحيح لغيره.[2]

4 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:”فضلت على الأنبياء بست…… وختم بي النبيين “رواه مسلم، وسيأتي كاملاً قريباً.

الفضيلة الثانية: اختار الله له القبيلة والآباء والأجداد

5- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي قال: (خرجتُ من نكاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء) ؛ حسن.

رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي وغيرهما، وقد حسَّن الحديث الألباني في صحيح الجامع، وللحديث شواهدُ وطرق كثيرة.

6- وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)؛ رواه مسلم.

7- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (إن الله حين خلق الخلق، بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسمًا، وقسم العجم قسمًا، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسمًا، وقسم مُضر قسمًا، وقسم قريشا قسمًا، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير ما أنا منه)؛ حسن الإسناد[3].

8- وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وصحبه وسلم: (لَما خلق الله الخلق، اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشًا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة)؛ صحيح؛ رواه البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك وصحَّحه، وسكت عنه الذهبي.

9- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي جبريل: قلَّبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد رجلًا أفضل من محمد، ولم أجد بني أب أفضل من بني هاشم)؛ صحيح متنًا[4].

دعوة إبراهيم وبشارة عيسى عليهما السلام ورؤيا أمه آمنة التي رأت

10- عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك، قال: (… دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام)؛ صحيح الإسناد[5].

11- وعن ‏أبي أمامة‏ ‏قال‏: قلت: يا نبي الله، ما كان أول بدء أمرك، قال: (‏دعوة أبي ‏‏إبراهيم،‏ ‏وبشرى ‏عيسى، ‏‏ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور ‏الشام)؛ إسناده حسن؛ رواه أحمد، وإسناده حسن، وله شواهد تقوِّيه‏،‏ ورواه الطبراني‏.‏

12- وعن أبي مريم الكندي قال: أقبل أعرابي من بهز حتى أتى رسول الله وهو قاعد عند حلقة من الناس، فقال: ألا تعلمني شيئًا تعلمه وأجهله وينفعني لا يضرك؟ فقال الناس: مَه مَه اجلِس، فقال النبي : “دَعوه فإنما سأل الرجل ليعلم”، فأفرجوا له حتى جلس، فقال: أي شيء كان أول من أمر نبوَّتك؟ قال: “أخذ الله عز وجل مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، وبشَّر بي المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، ورأت أم رسول الله في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام[6].

13-وعن العرباض بن سارية أن رسول الله قال: (… وذكر الحديث وفيه: أنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ)[7].

14 -عن عبدالله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده، قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبدالمطلب، قال: (بينا أنا نائم في الحجر، إذ رأيت رؤيا هالتني، ففزعت منها فزعًا شديدًا، فأتيت كاهنة قريش، وعليَّ مطرف خز، وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إليَّ عرفت في وجهي التغير، وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون، هل رأيت من حدثان الدهر شيئًا؟ فقلت: بلى، وكان لا يكلمها أحد من الناس، حتى يقبل يدها اليمنى، ثم يضع يده على أم رأسها يبدو بحاجته، ولم أفعل؛ لأني كنت كبير قومي، فجلست، فقلت: “إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر، كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء، وضربت بأغصانها المشرق والمغرب، وما رأيت نورًا أزهرَ منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفًا، ورأيت العرب والعجم ساجدين لها، وهي تزداد كل ساعة عظمًا ونورًا وارتفاعًا، ساعة تزهر، ورأيت رهطًا من قريش قد تعلَّق بأغصانها، ورأيت قومًا من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخَّرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجهًا، ولا أطيب منه ريحًا، فيكسر أضلعهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول منها نصيبًا، فمنعني الشاب، فقلت: لمن النصيب؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلَّقوا بها وسبقوك إليها، فانتبهت مذعورًا فزعًا، فرأيت وجه الكاهنة قد تغيَّر، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجنَّ مِن صُلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس”،

ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون أبا هذا المولود، فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث ورسول الله قد خرج، ويقول: كانت الشجرة والله أعلم أبا القاسم الأمين، فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: السُّبة والعار)؛ رواه أبو نعيم في الحلية.

فقال: مَن فسَّرها له وهو أحد حكماء ذلك الزمان بعد أن قص عليه الرؤيا: “ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس”.

 تسليم الحجر والجبل والشجر عليه وشهادتها له بالرسالة قبل البعثة وبعدها

15- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلِّم عليَّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن”؛ رواه مسلم.

16- عن علي رضي الله عنه قال: “كنتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله”؛ رواه الترمذي.

17- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب بحيرى، نزلوا فخرج إليهم، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم، فجعل يتخلَّلهم وهم يحلُّون رحالهم، حتى جاء فأخذ بيده وقال: هذا سيِّد العالمين، هذا رسول ربِّ العالمين هذا يبعثه الله رحمةً للعالمين؛ فقال أشياخ قريش: وما علمك بهذا؟ قال: إنَّكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدون إلا لنبيٍّ …)؛ إسناده قوي[8].

18- عن أنس بن مالك وعلي، وروى البزار والبيهقي عن عمر – أن ثلاثة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين قالوا: كان الرسول الأكرم قد حزن حزنًا شديدًا من تكذيب الكفار له، (قال: اللهم، أرني آية لا أبالي من كذَّبني بعدها)، وفي رواية أنس أن جبريل عليه السلام قال للنبي ورآه حزينًا: أتحب أن أريك آية، قال: نعم، فنظر رسول الله إلى شجرةٍ من وراء الوادي، فقال: ادعُ تلك الشجرة، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: مُرها فلترجع، فعادت إلى مكانها)؛ إسناده حسـن[9].

19- وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله في سفر، فدنا منه أعرابي، فقال: يا أعرابي، أين تريد؟ قال: إلى أهلي، قال: هل لك إلى خير؟ قال: وما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبدهُ ورسوله، قال: مَن يشهد لك على ما تقول؟ قال: هذه الشجرةُ السَّمُرة، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرض، حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا فَشهِدت أنه كما قال، ثم رجعت الى مكانها)؛ صحيح[10].

20- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: “جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: بِمَ أعرف أنك نبي؟ قال: أرأيت لو دعوت هذا العذق من هذه النخلة، أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، فدعا العذق، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز حتى انتهى إليه، فقام بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ارجع إلى مكانك فرجع إلى مكانه، فأسلم الأعرابي”؛ صحيح الإسناد؛ رواه أحمد والبخاري في التاريخ والترمذي والحاكم وصححاه وغيرهم.