فضل سورة النساء وما اشتملت عليه : سورة النساء سورة مدنية وهي مائة وست وسبعون آية، وهي السورة الرابعة من القرآن الكريم.
روى البخاري عن عائشة قال: “ما نزلت سورة النساء إلا وأنا عند رسول الله ﷺ. وبدأت حياتها مع النبي في شوال من السنة الأولى للهجرة.
فضل سورة النساء
جاء في فضل سورة النساء مارواه الحاكم في مستدركه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: إن في سورة النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} (النساء :40)، و {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه} (النساء : 31)، و {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (النساء : 48)و {لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك} (النساء : 64). ثم قال الحاكم: هذا إسناد صحيح إن كان عبد الرحمن سمع من أبيه، فقد اختلف في ذلك. ويؤيده ما رواه عبد الرزاق وابن جرير الطبري عن ابن مسعود بعبارة مقاربة.
مناسبتها لآل عمران
هناك أوجه شبه ووشائج صلة تربط بين السورتين أهمها:
١ – اختتام آل عمران بالأمر بالتقوى للمؤمنين، وافتتاح هذه السورة بذلك للناس جميعا.
٢ – نزول آية {فما لكم في المنافقين فئتين. .} (سورة النساء : 88). بمناسبة غزوة أحد، مع نزول ستين آية في الغزوة في آل عمران.
٣ – نزول آية {ولا تهنوا في ابتغاء القوم} (سورة النساء : 104) بمناسبة غزوة حمراء الأسد بعد نزول آيات {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} في تلك الغزوة في آل عمران (172 – 175).
سبب التسمية
سميت “سورة النساء الكبرى” لكثرة ما فيها من أحكام تتعلق بالنساء، وسميت سورة الطلاق في مقابلها “سورة النساء القصرى.
ما اشتملت عليه السورة
تضمنت السورة الكلام عن أحكام الأسرة الصغرى-الخلية الاجتماعية الأولى، والأسرة الكبرى-المجتمع الإسلامي وعلاقته بالمجتمع الإنساني، فأبانت بنحو رائع وحدة الأصل والمنشأ الإنساني بكون الناس جميعا من نفس واحدة، ووضعت رقيبا على العلاقة الاجتماعية العامة بالأمر بتقوى الله في النفس والغير وفي السر والعلن.
وتحدثت السورة بنحو مطول عن أحكام المرأة بنتا وزوجة، وأوضحت كمال أهلية المرأة واستقلالها بذمتها المالية عن الرجل ولو كان زوجا، وحقوقها الزوجية في الأسرة من مهر ونفقة وحسن عشرة وميراث من تركة أبيها أو زوجها، وأحكام الزواج وتقديس العلاقة الزوجية، ورابطة القرابة المحرمية والمصاهرة، وكيفية فض النزاع بين الزوجين والحرص على عقدة النكاح، وسبب قوامة الرجل» وأنها ليست سلطة استبدادية، وإنما هي غرم ومسئولية وتبعة ولتسيير شؤون هذه المؤسسة الصغيرة.
ثم أوضحت السورة ميزان الروابط الاجتماعية وأنها قائمة على أساس التناصح والتكافل، والتراحم والتعاون، لتقوية بنية الأمة.
وتكاملت أنماط وصور علاقة هذا المجتمع بالمجتمعات الأخرى، سواء مع الجماعات أو الدول، فحددت السورة قواعد الأخلاق والمعاملات الدولية، وبعض أحكام السلم والحرب، ونواحي محاجة أهل الكتاب ومناقشتهم، وما يستتبع ذلك من الحملة المركزة على المنافقين. وذلك كله من أجل إقامة المجتمع الفاضل في دار الإسلام وتطهيره من زيغ العقيدة وانحرافها عن «عقيدة التوحيد» العقلية الصافية إلى فكرة التثليث النصرانية المعقدة البعيدة عن حيز الإقناع العقلي والاطمئنان النفسي، كما قال تعالى: {ولا تقولوا: ثلاثة، انتهوا خيرا لكم، إنما الله إله واحد} (سورة النساء : 171).