أعرب الروائي القطري المهندس فيصل محمد عبدالله الأنصاري عن سعادته الغامرة وفرحته الكبيرة بفوزه بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السابعة (فئة روايات اليافعين) من خلال روايته الموسومة بـ “عندما يعود الغيلان”، وقال إن جائزة كتارا للرواية العربية تُعدُّ من الجوائز الأبرز للرواية العربية والفوز بها يبقى حلماً لأي كاتب، مؤكداً أن فرحته بالفوز بهذه الجائزة كبيرة بقدر ما أهدته من تقدير ونجاح وإبراز لعالم الرواية.
وأضاف المهندس القطري فيصل الأنصاري، في حوار لـ “إسلام أون لاين” بمناسبة فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية في فئة روايات اليافعين، أن هذا النوع من الروايات يشكو من محدودية الأعمال الصادرة سنوياً، وهو موجه بالأساس للفئة العمرية 12-20 سنة، وله حبكته وأسلوبه وخياله الخاص بهذه الفئة، موضحاً أنه ربما اختار هذا النوع من الروايات لميل خياله وقلمه باتجاه مغامرات الفتيان، حسب تعبيره.
وذكر أنه اختار لروايته الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية عنواناً ينتمي إلى عالم الخيال فحسب وهو “عندما يعود الغيلان”، لكنه أوضح أن هذا العنوان له مفعوله الجاذب، ولم يكن المقصود خلق الإثارة فقط، بل الانتقال إلى مغامرة يكتسب فيها اليافعون قيماً كبرى وأخلاقيات تؤكد على إنسانيتهم.
وأكد الروائي المهندس فيصل الأنصاري أن المجتمع القطري يزدحم بالمواهب المتعددة وبالأقلام المبدعة، ويتمتع بنفس القدر من الإبداع الموجود في دول الوطن العربي الكبير، وقال إنه سعيد بأن تُحظى الساحة القطرية بالمزيد من الجوائز الأدبية، مؤكداً أن الفائز في كل الحالات هو الثقافة العربية. وإلى نص الحوار:
في البداية، حدثنا عن بداياتك مع عالم القراءة والكتابة ومتى وكيف دخلتَ إلى فن الرواية وهل دخلته من باب الشغف أم من باب الصدفة والمغامرة؟؟
في البداية أشكر موقع “إسلام أون لاين” على هذا الاهتمام والتواصل. في الحقيقة لم يكن لديّ أي شغف سابق بعالم الروايات لا ككاتب ولا كقارئ، فأنا مهندس وينصب اهتمامي على ميادين مختلفة تماماً، ودخلت عالم الروايات بالصدفة، ولعل التميّز الأدبي واللغوي في العائلة قد اختزن في دواخلي ما أسند قلمي ليضيف شيئاً في مجال الرواية.
لعلّك اطَّلعتَ على العديد من الروايات القطرية، هل كان لها دور في تشكيل موهبتك الروائية وذائقتك الأدبية وتحفيزك على دخول عالم فن الرواية؟
لا شك أن بلدي الحبيب يزدحم بالمواهب وبالأقلام المبدعة، ولكن في الحقيقة وكما أسلفت لم يكن لديّ اطّلاع مسبق على عالم الرواية سواءً في داخل أو خارج قطر.
ما الذي دفعك إلى الترشح لجائزة كتارا للرواية العربية؟ وهل سبق أن شاركتَ في مسابقة روائية قبل هذه الجائزة داخل قطر أو خارجها؟
تتميز جائزة كتارا للرواية العربية بسمعة قوية والفوز بها يبقى حلماً لأي كاتب، ولهذا فإن المحيطين والداعمين من حولي أشاروا عليّ بأهمية المشاركة واكتساب الخبرات، وقد سبق لي أن شاركت برواية أخرى في جائزة أدب الطفل، غير أنها لم تصل إلى المراحل النهائية.
حبذا لو حدثتنا عن الرواية الموجهة لفئة اليافعين ولماذا اخترت الترشح لهذه الفئة دون غيرها وهل لها مميزات وفوائد خاصة من وجهة نظرك؟
يشكو هذا النوع من الروايات من محدودية الأعمال الصادرة سنوياً، وهو موجه بالأساس للفئة العمرية 12-20 سنة، وله حبكته وأسلوبه وخياله الخاص بهذه الفئة، وربما اخترت هذا النوع لميل خيالي وقلمي باتجاه مغامرات الفتيان.
اخترتَ لروايتك الفائزة بجائزة كتارا عنوان “عندما يعود الغيلان”، حدثنا عن مخاض هذا العنوان وإلى ماذا يرمز “الغيلان” وما الذي سيحدث عندما يعود الغيلان؟
رغم انتماء الغيلان إلى عالم الخيال فحسب، إلّا أن لهذا العنوان مفعوله الجاذب، ولم يكن المقصود خلق الإثارة فقط، بل الانتقال إلى مغامرة يكتسب فيها اليافعون قيماً كبرى وأخلاقيات تؤكد على إنسانيتهم، أما عن عودة الغيلان فلن يكون الجواب عنها متوفراً إلا حين صدور الرواية بإذن الله.
هل تفكر في إصدار رواية جديدة؟ وما المجال الروائي الذي يستهويك لكي تبثَّ فيه أفكارك؟
لديّ مجموعة من الروايات لم تنشر إلى الآن وجارٍ وضع اللمسات الأخيرة والمراجعة لتنشر كل منها في حينها، وهي لا تلتزم بمواضيع متشابهة، بل يختص كل منها بموضوع أو رسالة مختلفة.
كيف تلقيت نبأ فوز روايتك “عندما يعود الغيلان” بفائزة كتارا للرواية العربية في فئة رواية اليافعين؟ وهل كنت تتوقع الفوز في هذه الدورة من الجائزة؟
أعلم أن كثيراً من الروائيين أصحاب الخبرة لم يوفقوا للفوز بمثل هذه الجائزة، وأعلم أن جائزة كتارا تأتي ضمن الجوائز الأبرز للرواية العربية، وعليه فإن توقعاتي وأنا الكاتب المبتدئ كانت متراجعة كثيراً، ولذلك فإن فرحتي بالفوز كانت كبيرة جداً، كبيرة بقدر ما أهدتني من تقدير ونجاح وإبراز لعالم الرواية.
هل تعتقد أن الرواية القطرية بلغت سن الرشد الفني وأصبحت قادرة على التنافس بقوة في المسابقات الدولية وبدأت فعلاً ترسّخ حضورها في المشهد الثقافي؟
المجتمع القطري جزءٌ أصيلٌ من الوطن العربي الكبير، ولا أتفق مع مقولة (سن الرشد)، فالمجتمعات الأخرى تتمتع بكتلة بشرية أكبر بكثير مما يرفع فرص بروز اسمٍ ما، وأعتقد أن المجتمع القطري يتمتع بنفس القدر من الإبداع، غير أن صغر الكتلة البشرية يعني أن الأقلام ستكون محدودة دائماً.
كيف تنظر إلى فوز رواية قطرية في مسابقة كبرى بحجم جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها السابعة؟ وهل يعكس هذا الفوز مكانة الرواية القطرية وتاريخها وتطورها؟
سعيد طبعاً بأن تُحظى الساحة القطرية بالمزيد من الجوائز الأدبية، غير أن الفائز في كل الحالات هو الثقافة العربية.
هل يواجه الروائيون القطريون صعوبات قد تؤدي إلى عزوف بعضهم عن فن الرواية والكتابة بشكل عام؟ وهل ترى أن جائزة كتارا حفّزت الروائيين القطريين على زيادة الإنتاج الروائي؟
هي معوقات محدودة وضمن ما يعترض طريق أي جهد بشري، ولا شك أن جائزة كتارا قد حفّزت الكتّاب على امتداد الوطن العربي الكبير.
من وجهة نظرك، هل نجحت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في نشر الثقافة وإحياء فن الرواية العربية وإشعال جذوة التنافس الإيجابي بين الروائيين العرب؟
نعم، نجحت وبلا شك، وهذه فرصة لنوجه لهم الشكر والامتنان، ونشد على أيديهم، وندعوهم إلى مزيد من الاهتمام والتطور.