عندما انقضت أيام شهر رمضان سريعة، بدأ الجميع في التجهيز لاستقبال عيد الفطر، وكانت أسرة سمير مثل كل الأسر التي بدأت تستعد للاحتفال بالعيد، سواء بشراء كعك العيد أم بإعداد برنامج زيارات الأهل والأقارب للتهنئة بالعيد، أم بإعداد برنامج زيارات الأهل والأقارب للتهنئة بالعيد، أم بإعداد برنامج التنزه في أماكن التنزه المعتادة. ولكن كان لسمير رأي آخر، أدهشهم جميعا وحيرتهم فكرته، فقد وقف غاضبا وهو يصرخ: ويقول بكل إصرار: أريد ن أخرج أولا لشراء خروف عيد الفطر؟
حاولت الأم إقناع ابنها بأن في عيد الفطر لا تذبح الخرفان، وتابعت مبتسمة وقالت: الناس يشترون الخروف في عيد الأضحى فقط يا سمير.
بقي سمير على حاله… يبكي في إصرار غريب!
تحدثت الأم مع الأب يبحثان في حل مناسب لتلك المشكلة الغريبة وماذا يفعلان كي يقتنع سمير صغيرهما المحبوب.
فكر الأب طويلا ثم عرض فكرته على الأم التي أضافت عليها وهي سعيدة؛ لأنهما ربما ينجحان في حل المشكلة.
صاحت الأم تنادي على ولدها سمير الذي جلس وحده بغرفته يفكر في حل لمشكلته التي بدت له وكأنها بلا حل.. وماذا يفعل لو لم يشتر الأب الخروف الذي حلم به وانتظره منذ اليوم الأول لشهر رمضان!!.
لما دخل على والديه، أخبره الأب: سوف أشتري الخروف الذي تريد يا سمير، لكن على شرط واحد.
قال سمير: ما هو؟ بسرعة أجبني أرجوك!!.
فأجاب الأب مبتسما: كم عمرك الآن يا سمير؟
قال سمير: أنا عمري سبع سنوات.
قال الأب: لو استطعت أن تصوم الأيام الثلاثة الباقية من شهر رمضان فسوف أشتري الخروف.
وبدأ سمير الصوم سعيدا وهو يحلم بتنفيذ وعد الأب له. وعندما انتهى من صلاة العصر في اليوم الجديد، سأله الأب عن شعوره وإحساسه؟
فقال سمير: أنا سعيد: ولكني بدأت أشعر بالجوع والعطش ومع ذلك سوف أستمر في الصوم.
فسأله الأب: ما هو شعورك لو تمكنت من الصوم بقية اليوم، بل وبقية أيام شهر رمضان؟.
بسرعة علق سمير قائلا: سوف أشعر بالسعادة أكيد. سوف أكون سعيدا جدا. سيكون يوم عيد.
هنا ابتسم الأب وابتسمت الأم وتدخلت في الحديث قائلة: إنه فعلا يوم عيد الفطر، عيد لكل مسلم استطاع أن يصوم وأن يقرأ القرآن وينفذ أوامر ربه في سلام.
يبدو أن سمير فهم معنى ابتسامة أبيه وكلمات أمه فأسرع إليهما وقبلهما قائلا: إنه أكيد عيد الفطر، وليس عيد ذبح الخراف!!.
فضحك الجميع: يهنئون بعضهم البعض باقتراب يوم عيد الفطر، وليس عيد ذبح الخروف – كما أسماه سمير.