صدر كتاب جديد بعنوان” قضايا الطفولة في ميزان الشريعة” من تأليف الدكتور عباس شومان يتناول قضايا الأطفال، من لحظة كونهم أجنةً في بطون أمهاتهم، حتى مرحلة الشباب، مستعرضًا القضايا الشائكة التي تعتري طريقهم، من حضانة، ونفقة، وتحديات في واقع الحياة وهو أحد سلسة الإصدارات العلمية لهيئة كبار العلماء بالأزهر .

اعتناء الحضارة الإسلامية بالأطفال منذ ما قبل ميلادهم وحتى بلوغهم، من حيث حقوقهم والأحكام المتعلقة بهم، ورعايتهم صحيًا ونفسيا وتربويا واجتماعيا. فجاءت رعاية الطفل أولوية ولم تترك الطفل بدون حقوق في مواجهة الحياة، بل أحاطته بتشريعات وآداب قوية لحمايته من أي عبث أو اعتداء أو استغلال.

تربية الأطفال وفقًا لتعاليم الإسلام هي حق من حقوقهم وواجب على الوالدين. تعتمد تربية الأطفال في الفقه الإسلامي على القيام بما يؤدبهم ويصلحهم، ويتحقق ذلك بتعليمهم أمور الدين والدنيا، وتأديبهم بآداب وأخلاق الإسلام، وتكوين شخصيتهم..

وفي هذا الإطار جاء صدور كتاب ” قضايا الطفولة في ميزان الشريعة” ليوضح كيفية اهتمام الشريعة بالطفل، وما أولته السنة النبوية من رعاية وعناية للطفولة بهدف حمايته وحفظ حقوقه.

تطرق الكتاب إلى ما استحدث من قضايا الطفولة على المستوى التربوي، والطبي، والاجتماعي، فرصد المتغيرات التي طرأت على الأجيال الجديدة، والتي كان من المفترض أن تكون هذه التغيرات دافعًا إلى الإنجاز، والتقدم، وليس هادمًا للقيم، والأخلاق والدين، محذرًا الوالدين من خطورة الإفراط في التدليل، أو الشدة، فخير الأمور أوسطها، وإن التربية السليمة تقوم على المراقبة، ومراعاة الحال، واقتناص الأوقات التي تصلح للتوجيه القولي، والأوقات التي تصلح للتوجيه الفعلي، فإن النفس البشرية عادة ما تنفر من محاولات التوجيه والسيطرة، والعاقل الذي يعرف كيف يطوِّع المواقف للتوجيه السليم، وكيف يختار هذه الأوقات.

واستعرض الكتاب الرأي الشرعي في أمور مستحدثة لم تكن على عهد النبي كبنوك الألبان البشرية، فعرض للآراء، مبينًا دليل كل رأي، ثم خلص في النهاية إلى الحكم المستنبط من الكتاب والسنة.

ومن أهم ما تعرض له هذا الكتاب الوافي، تقديم رؤية جديدة لموضوعات دُرِسَت بالفعل، كتحديد سن كفالة اليتيم، وضابط الأكل من ماله؛ حيث اقتضت الظروف الحياتية إلى إعادة النظر في تحديد سن كفالة اليتيم، فإن معطيات الحياة اليوم تضنُّ بأن يشق اليتيم طريقه وحده، في سن هو أحوج فيها إلى الرعاية، والتقويم.