منزلة قيام رمضان عظيمة بين العبادات لثبوت ذلك من قول النبي ﷺ فيما رواه عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”، وكتب عدد من العلماء في تبيان منزلتها وثواب من قام بها، وكيفية أدائها، ومن هؤلاء الإمام محمد بن نصر المروزي (202 – 294 هـ) في كتابه ” قيام رمضان “.
جمع المروزي رحمه الله في هذا الكتاب العديد من الأحكام الفقهية المتعلقة بقيام شهر رمضان؛ فبدأ بالترغيب في قيام رمضان وفضيلته، وبيان أن النبي ﷺ صلى ليلا جماعة تطوعا في رمضان، وبين عدد الركعات التي يصلي بها الإمام في رمضان، ومقدار القراءة في كل ركعة، ووقت القيام، وما جاء في صلاة النساء وإمامتهن، والقراءة من المصحف، وأخذ الأجرة على الصلاة بالناس، ونحو ذلك من الأحكام المتفرقة التي جمعها الإمام في هذا الكتاب القيم.
وتناول الكتاب موضوع صلاة التطوع جماعة، والترغيب في قيام رمضان وعدد ركعاتها، وترجيح إحدى عشرة ركعة في التراويح ومقدار القراءة فيها، وحُكم إمامة النساء والصبيان، وحكم القراءة مِن المصحف أثناء صلاة القيام برمضان، وفضل ليلة القدر، والليلة التي تلتمس فيها، وترقب ليلة القدر في الليالي الفردية وعلاماتها، وباب الترغيب في الدعاء في ليلة القدر وما يُدْعى به، وباب قيام ليلة العيد، وباب من صلَّى ليلة القدر العِشاءَ في جماعة، وباب مَن رخَّص أو كره الصلاة بين التراويح، وأدلة كل فريق، وترجيحات المروزي بعد تنقيح رأي كل فريق، وحضور النساء صلاة الجماعة في قيام رمضان.. وغيرها مِن المسائل المتعلقة بقيام رمضان.
واحتفظ المؤلف في هذا الكتاب بطائفة كبيرة من أقوال علماء السلف في فقه قيام رمضان، كما أورد الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة والمقطوعة.
مختصر قيام الليل
يعد هذا الكتاب من الأجزاء الحديثية التي تناولت ذكر الأحاديث والآثار المتعلقة بقيام الليل والأحكام المتعلقة به، وقد نهج الإمام محمد بن نصر المروزي فيه منهجا يتلخص فيما يلي:
1 – جمع المصنف مادة الكتاب من نصوص الكتاب والسنة والآثار الواردة عن السلف الصالح، وتناول من خلالها الكلام على العديد من الأحكام الفقهية المتعلقة بقيام الليل، فبدأ بذكر حكم قيام الليل، وتناول الكلام على تفسير بعض الآيات المتعلقة بقيام الليل، وتعرض للأقوال المختلفة، وذكر الأحاديث المرغبة في قيام الليل، وغير ذلك مما يقف عليه قارئ الكتاب.
2 – ساق المؤلف الأحاديث والآثار مسندة، ونسب الأقوال إلى قائليها.
3 – قسم الموضوعات التي تناولها على أبواب، وجعل لكل باب ترجمة، وكان يصدر الباب بالأدلة القرآنية ما أمكن ذلك.
4 – كرر المصنف بعض الأحاديث والآثار.هذا؛ وقد تلخَّص عمل المختصر في أمرين، بيَّنهما في مقدمة كتابه، وهما: حذف المكرر من الأحاديث المسندة والآثار، وجمع كل ما في الكتاب من الأحاديث المسندة والآثار مع حذف الأسانيد.