دعا رئيس الشؤون الدينية في تركيا الدكتور محمد غورماز إلى إدراج عصمة الإنسان بآدميته لا بإيمانه أو أمانه فقط، ضمن محكمات الشريعة وثوابتها.
وقال غورماز في حديث إلى وكالة الأنباء الإسلامية الدولية على هامش المؤتمر الدولي للاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة، الذي يعقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة: إنه بالعودة إلى القرآن والسنة النبوية، نجد أن كرامة الإنسان وعصمته من كليات الشريعة ومحكماتها التي لا تتغير.
وأكد غورماز على أن الشريعة الإسلامية ركزت على كرامة الإنسان، وعلى الأمن وعلى المقاصد الخمسة حفظ النفس وحفظ المال، والعقل، والعرض، والنسل، ولكن يجب التركيز على عصمة الناس وليس الأمن فقط.
وأضاف: هناك اتجاهان في عصمة النفس، فبعض الفقهاء يقولون العصمة إنما تكون بالإيمان أو بالأمان، وهذا الآن لا يمكن تطبيقه، لماذا؟ لأنه إذا أعلنا هذا، فنحن نقسم الدنيا إلى دار الإسلام ودار الحرب، ما يعني بالضرورة أن هناك أناسا ليست معصومة دماؤهم ولا أعراضهم، ولكن هناك اتجاه آخر في الفقه الإسلامي، وهو أن عصمة الآدمي إنما تكون بالآدمية، فما دام هو ابن آدم، فهو معصوم الدم والعرض والمال، ونحن إذا ركزنا على كتاب الله الكريم، وعلى سنة النبي ﷺ، يمكننا أن نقول: إن كرامة الإنسان وعصمته من كليات الشريعة ومحكماتها التي لا تتغير.
وأرجع غورماز التوترات الحالية بين تركيا وبعض الدول الأوروبية، إلى تزايد الخوف من الإسلام في أوروبا بتزايد الصحوة الإسلامية، مع تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا، إضافة إلى تزايد قوة التيار اليميني في أوروبا، منوها لضرورة التعامل مع هذه الظاهرة بالحكمة، وإزالة الخوف من الإسلام من قلوب المتطرفين في أوروبا.
من ناحية أخرى، شدد غورماز على أهمية تخليص مفهوم الجهاد وإنقاذه من الجماعات المتطرفة فالقتال الذي لا يعرف أخلاق الحرب ولا حقوق الحرب، لا يسمى جهادا موضحا العلاقة “بين الجهاد والاجتهاد، فالجهاد بلا اجتهاد هو قتال محض، وأقصد هنا الاجتهاد المبني على الكتاب والسنة، فعلينا أن نفكر سويا في تحرير مفهومي الجهاد والاجتهاد العظيمين”.