“كن حليما ولك الجنة” كتاب من تأليف الكاتب محمد بسام الجابي، يقع في مائة و ثمان وأربعين صفحة من القطع الصغير ،وقد طبع عام ألف وأربعمائة و وثلاثين هجرية الموافق عام ألفين وتسعة 2009م.

في صدر كتاب “كن حليما ولك الجنة” سطر الكاتب الإهداء : إلى كل فتى وفتاة، وكل رجل وامرأة .. عسى الله أن يحمينا من أضرار الغضب.

والحقيقة أن ظاهرة الغضب ظاهرة إنسانية متفشية في العديد من المجتمعات، فالغضب هو انفعال وقيل هو تغير يحصل عند غليان دم القلب، ليحصل عنه التشفي للصدر. ويشمل التأثير الجسدي للغضب زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومستويات الادرينالين والنورادرينالين.

البعضه يرى الغضب كجزء من شجار أو حركة استجابة سريعة من المخ لتهديد محتمل من الضرر. ويصبح الغضب الشعور السائد سلوكيا، ذهنيا، وفسيولوجيا عندما يأخذ الشخص الإختيار الواعي لإتخاذ إجراءات على الفور من شأنها وقف السلوك التهديدي من قوة أخرى خارجية.

تفشي ظاهرة الغضب

في تمهيد الكتاب يقول المؤلف: يعجب المرء من تفشي ظاهرة الغضب بين الناس هذه الأيام بصورة مخيفة ومفزعة . مما جعل تلك الآثار الضارة لهذه الظاهرة تفزع الباحثين في المجالات الصحية والاجتماعية .

ولقد دفع الغضب رجلا على عهد رسول الله ، أن يعض يد أو أصبع رجل آخر ، فما انتزعها من فيه قلع له بعض أسنانه .

ورد في السنن الصغرى للنسائي، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، أن رجلا عض يد رجل ، فانتزع يده فسقطت ثنيته ، أو قال : ثناياه ، فاستعدى عليه رسول الله ، فقال له رسول الله : ” ما تأمرني ؟! تأمرني أن آمره أن يدع في فيك تقضمها كما يقضم الفحل ؟! إن شئت فادفع إليه  يدك حتى يقضمها ، ثم انتزعها إن شئت !! ” .

وكم سمعنا هذه الأيام عن حوادث مشابهة تؤلم وتبكي . من أجل ذلك كله كان كتاب “كن حليما ولك الجنة”.

أقسام كتاب “كن حليما ولك الجنة”

ينقسم كتاب “كن حليما ولك الجنة” إلى مقدمة ومجموعة من الفصول القصيرة ثم خاتمة .

في بداية كتاب “كن حليما ولك الجنة” فصل بعنوان: “تحذير النبي من الغضب “. يقول المؤلف محمد بسام الجابي أن حقيقة الغضب هي في ثوران دم القلب، غرادة الانتقام، وانفعال شديد، وهيجان مخيف، يفقد الإنسان فيه صوابه، فينطلق لسانه بمعزل عن عقله وإدراكه، وتطيش يداه ورجلاه، فيدمر ويحطم، ويصول ويجول، نسأل الله السلامة .

كن حليما ولك الجنة.. الغضب ونتائجه

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي أنه قال : ” ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم ، أما رأيتم إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه – عروق في رقبته – فمن أحس بشيء ، من ذلك فليلصق بالأرض ” . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، والإمام أحمد ، وعبدالرزاق في المصنف .

دواء الغضب

ثم تحدث المؤلف في كتاب “كن حليما ولك الجنة” عن الأدوية النبوية في معالجة أضرار الغضب، ومنها : تغيير الحالة التي يكون عليها الغضبان ، الاستعاذة بالله ، السكوت والامتناع عن الكلام .

ثم أورد المؤلف الأحاديث المشتملة على ثناء رسول الله على من يسيطر على غضبه .

وبعد ذلك تكلم الكاتب عن شهر رمضان وفريضة الصيام والغضب ، ثم بين أن ذكر الله يبعد عن الغضب، وكذلك الصلاة فإنها لها آثار كبيرة في حسن الخلق، وفيها تفريغ لشحنات التعب، ثم  تحدث المؤلف عن الحج والعمرة وترويض الغضب، لأن الرحلة تستدعي الكثير من الصبر وضبط النفس وتحسين الأخلاق .

وفي الفصل الذي بعده أورد المؤلف بعض الآثار الضارة للغضب ومنها : أمراض القلب والشرايين ، وأمراض الهضم مثل القرحة وتهيج القولون .

الغضب وصبر الصحابة

وبين المؤلف في كتابه “كن حليما ولك الجنة” في فصل آخر أن الرجل الغضوب هو المفلس يوم القيامة .

ثم قلم الكاتب بجولة مع الشعر أورد فيها أبياتا عن الحلم و تجنب الغضب. وفي فصل بعنوان : ” كيف حدث أعظم سيطرة على الغضب في التاريخ ” يتحدث الكاتب عن صبر الصحابة على أذى كفار قريش في مكة، و في الفصل الذي بعده يتحدث المؤلف في كتابه “كن حليما ولك الجنة” عن ” الرسول المعلم ومنهجه في السيطرة على الغضب “فتناول العهد المكي والعهد المدني “.

وقبل أن يختم المؤلف كتاب “كن حليما ولك الجنة” نجده يورد فصلا بعنوان: “كيف تسيطر على غضبك “.