تهنئة الناس بعضهم بعضا بالأعياد، قد تكون سُنّة يُثاب الإنسان عليها إذا قصد بها إدخال السرور على أخيه المسلم، لمشاركته فرحته بهذه المناسبة أو النعمة التي أنعم الله بها عليه. فكيف ترسل تهنئتك بمناسبة عيد الأضحى لإخوانك؟
ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نِقمة بما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته عند تخلفه عن غزوة تبوك، قال: فانطلقت إلى النبي ﷺ يتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئونني بالتوبة ويقولون: لِتَهْنِكَ توبة الله عليك، حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله ﷺ حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله يُهرول حتى صافحني وهنأني، فكان كعب لا ينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلَّمت على رسول الله ﷺ، قال وهو يُشرق وجهه من البِشر: “أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك”.
وعن كيف ترسل تهنئتك بمناسبة عيد الأضحى لإخوانك، روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلون ذلك، ورخص فيه كثير من الأئمة، وذكر الحافظ ابن حجر مشروعيته، وثمة آثار عديدة في مثل ذلك.
وقد سئل النبي ﷺ: أي الأعمال أفضل؟ فقال: “إدخالك السرور على مؤمن”، رواه الطبراني وغيره. كما ثبت أن النية الطيبة تحوِّل العادة إلى عبادة، لحديث رسول الله ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلِّ امرئ ما نوى.
والدعاء للمسلم من الأمور العظيمة القدر لا سيما إذا كان المقصود من هذا الدعاء تمني الخير للغير والتودد، وإظهار السرور والبشر في نفس إخوانك لقول رسول الله ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل” رواه مسلم.
والتهنئة في عيد الأضحى من الأمور التي تشيع الفرحة بين المسلمين وتعضد مشاعر الألفة والحب والمودة بينهم، ويعد ارتباطه بالأضحية من الأمور التي تضفي أحيانا نوعا من البهجة والفكاهة على الكثير من رسائل التهنئة.
وحبذا لو كانت التهنئة لمن وقع بيننا وبينهم قطيعة أو خصام أو سوء تفاهم لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهم الذي يبدأ بالسلام”.
محمود إسماعيل شل – مصطفى عبد الجواد