صدر عن جامعة ستانفورد  دراسة حديثة ستغير بعض المفاهيم والسلوك.

قضت الطبيبة النفسية كارول دويك جل تاريخها المهني وهي تدرس علاقة السلوك والأداء الوظيفي، وفي أحدث دراسة لها أظهرت أن سلوك الانسان أفضل معيار لتوقع النجاح بدلا من الاعتماد على اختبارات الذكاء.

وجدت دويك أن اتجاهات السلوك الأساسية لدى غالبية الناس تنقسم إلى  فئتين :

1 – العقلية الجامدة : فئة تعتقد أنها ذات شخصية واحدة ولا يمكن تغييرها مما تسبب عددا من المصاعب عند الاصطدام بحاجز التحديات لأن طبيعة هذه الشخصية لا تستطيع التعامل مع المتغيرات وستظهر عجزها ومشاعرها اليائسة.

2- العقلية النامية : فئة تعتقد أن باستطاعتها التطور من خلال العمل وتحسين الجهد المبذول، وتتفوق على فئة العقلية الثابتة حتى في حالة انخفاض معدل الذكاء لديها لأنها تستوعب التحديات وتعتبرها فرصة لتعلم أمور جديدة.

المنطق يقول أن أصحاب المهارات والقدرات العالية تلهم الشخصية وتمدها بالثقة لكن في نفس الوقت ليست عملية سهلة. العنصر الحاسم في هذه الحياة يكمن في كيفية التعامل مع العقبات والتحديات.

العقلية النامية ترحب بالفشل ووفقا لدويك سر النجاح فى الحياة هو كيفية التعامل مع الفشل. ووصفت طريقة تعامل فئة العقلية النامية في حالة الفشل اعتبارها معلومة تحمل عنوان “فشل” لكن الرسالة الذهنية الموجهة للعقل الباطن هي : ”  لم تنجح هذه الطريقة وأنا دوري تجاوز العقبات لذا سأجرب أمرا آخر.”

فيما يلي بعض الاستراتيجيات من شأنها ضبط آلية التفكير لديك :

لا تبقى عاجزا وبلا حيلة: أحيانا تمر على الانسان مواقف تشعره بالعجز وهنا موطن الاختبار الحقيقي في كيفية الرد على هذا الشعور. هذه المواقف الصعبة إن لم يتم الاستفادة منها فإنها ستجر الانسان إلى مستويات أدنى من السلوك.

هناك عدد لا يحصى من الناجحين مروا بتجارب وعقبات لم تثنهم عن مواصلة المسير من هؤلاء : والت ديزني طرد من صحيفة كانساس سيتي ستار بحجة “افتقاره للخيال والأفكار الجيدة” ، أما المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى طردت من وظيفتها كمذيعة تليفزيون في بالتيمور لأن ” قصصها تستثمر في العواطف فقط”، بينما فشل هنري فورد في شركتين للسيارات قبل أن ينجح مع فورد، كما رفضت مدرسة الفنون السينمائية  (USC )  قبول المخرج ستيفن سبيلبيرج عدة مرات.

تخيل ماذا سيحدث لو أن أحدهم كان من فئة العقلية الجامدة.. استسلام مع أول حاجز وعيش بلا أمل.

فئة العقلية النامية لا تشعر بالعجز أبدا بل تعلم أن الفشل بوابتها للنجاح وفرصة للتعلم من الأخطاء.

كن متحمسا : الأشخاص الذين يلاحقون شغفهم يصلون في النهاية، فرغم وجود أفراد يتمتعون بمواهب أفضل منك إلا أنه باستطاعتك تعويض نقص المهارات بالشغف.

أوصى رجل الأعمال الشهير وارين بافيت بالبحث عن أقوى المشاعر الدافعة واستخدام تقنية 5/25 . وتفيد تقنية 25/5  بكتابة أهم 25 اهتمام في حياتك ومن ثم إلغاء 20 والإبقاء على أهم 5 أمور تشعر بشغف قوي تجاهها وتكرس الحياة لإنجازها.

حول الشغف إلى إجراءات على أرض الواقع :  تتميز فئة العقلية النامية بامتلاكها قدرة التغلب على المخاوف بسبب امتلاكها عامل الجرأة وهي أفضل طريقة للتغلب على القلق، ومن ميزة أصحاب العقلية النامية معرفتهم بأهمية الوقت وعدم انتظار اللحظة المثالية بل الانطلاق فورا والمضي قدما بخطوات عملية .. فلم الانتظار؟!

إذا لم تتقدم كل يوم للأمام ولو قليلا إذاً أنت على الأرجح في حالة من التراجع .. ما أسوأها من حياة !

توقع النتائج : الذين يملكون عقلية نامية يعلمون أنهم سيفشلون في مرحلة ما لكن ذلك لا يمنعهم من توقع النتائج.

إذا كنت لا تعتقد أنك ستنجح فلماذا تكلف نفسك هذا العناء ؟

كن مرنا : الجميع يواجه عقبات غير متوقعة والطبيعة البشرية تحبذ العقلية النامية لأنها تستوعب المصاعب وتعتبرها وسيلة للتطوير والتحسين. أصحاب العقلية النامية عند اصطدامها بتحديات غير مسبوقة فأنهم يعملون على تجاوزها للحصول على نتائج أفضل .

لا تكثر من الشكوى عندما لا تسير الأمور على طريقتك لأنها احدى علامات العقلية الجامدة  بعكس أصحاب العقلية النامية تبحث عن الفرص في كل شئ حتى لم يعد هناك مكان للشكاوى.