حثنا الإسلام على التمسك بالكثير من الأخلاقيات الفاضلة من بينها التسامح والرحمة واحترام الكبير والعطف على الصغير، فلماذا يجب احترام الكبير؟ وما هي أهمية ذلك، وهل هناك مجالات معينة لاحترام الكبير؟ وهل هناك أدلة في القرآن والسنة على ضرورة احترام الكبير؟
حثَّ الإسلام على حُسن معاملة الكبير والاهتمام به من خلال احترامه وتوقيره وتقديمه في الكثير من الأمور والأعمال، ومن ذلك ما جاء في قول النبي -ﷺ- فيما يرويه عنه الترمذي قال: قال رسول الله – ﷺ: “ليس منا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرنا ويوَقِّرْ كبيرنا ويأمُرْ بالمعروفِ وينْهَ عنِ المنكَرِ”.
دين الإسلام وجه الأهل على تربية الصغار ، ويُعرّف التّوقير في الإسلام بأنّه الإجلال لمن هم أكبر سنّاً، وتوقير الكبير لا يقتصر على كبير السنّ فقط، وإنما يشمل كبير السن ذي المنزلة الأدنى، وكبير المنزلة والمكانة حتى لو كان صغيراً في السن.
لماذا يجب احترام الكبير وما أهمية ذلك؟
من الضروري أن يشجع الآباء أبنائهم على ذلك ،و من أبرز فوائد احترام الكبار ما يلي :
- الفوز بثواب عظيم، و ذلك لأن التمسك باحترام كبار السن و تقديرهم من أهم الأخلاقيات، و الآداب الفاضلة التي حثنا الإسلام على التمسك بها .
- شعور الفرد الذي يحرص على احترام الكبار، و تقديرهم بالراحة ،و الاطمئنان ،و ذلك لأنه حينما يكبر سيجد من يحترمه ،و يقدم له المساعدة .
- توطيد العلاقات الطيبة بين أبناء المجتمع الواحد مما يزيد وحدتهم ،و يسهم في رفعة المجتمع ،و تقدمة و الحد من انتشار الخلافات و المشكلات .
أهمية احترام كبار السن
احترام كبار السن له أهمية كبيرة في حياتهم والعديد من الفوائد، منها:
- دمجهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وتخليصهم من عزلتهم، وتقليل حدة التغيرات الاجتماعية والنفسية التي يمرون بها.
- التطبع بالآداب الإسلامية؛ إذ إن احترام المسن وتقديره أحد الآداب الإسلامية.
- يجب احترام الكبير ورحمته وتوقيره.
- اهتمام المجتمع الإسلامي بكبير السن؛ إذ له مكانة مرموقة في المجتمع، ويعامل بوقار واحترام.
الآثار الإيجابية لاحترام الكبير
- احترام كبار السن وتقديرهم يغرس هذا المفهوم لدى الأطفال، ممّا يدفعهم لاحترام كبار السن مستقبلا، فينشأ جيل يحمل معه ثقافة راقية.
- يشعر الفرد بالأمان المستقبلي، وهو واثق بأنّه سينال الاحترام والتقدير من الآخرين.
- احترام كبار السن يدلّ على رفعة المجتمع وسموّه.
ما هي مجالات ومظاهر احترام الكبير؟
يجب الاهتمام بالكبير وتقديره في الكثير من المواضع، ومن مجالات ومظاهر ذلك ما يلي:
- حرص الإسلام على تقديم الكبير في كل شيء، كالتحدُّث في المجالس، والأمر، والطلب، والبدء بالطعام، والجلوس، وغير ذلك من الأعمال.
- حثِّ المسلمين على تقديم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة.
- عند دخول الكبير إلى مكان ما يجب على الشاب النهوض من مكانه لاستقباله و الترحيب به .
- الإمتناع عن مخاطبة الكبير باسمه دون لقب بل يجب حفظ الألقاب مثلاً كأستاذ .. و غير ذلك .
- احترام آراء الكبار وعدم التقليل من شأنهم فمثلاً نجد من يسخر من كبار السن و يحاول الاستهزاء بهم، و التقليل من شأنهم أمام الآخرين، و تقديم الانتقادات الغير مستحبة اذا فعل شيء ما يثير غضب الآخرين هذا خطأ بل يجب حسن التعامل معهم .
- تقديم الرعاية لكبار السن سواء إن كان ذلك بزيارتهم أو و التواصل معهم، و مساعدتهم في القيام بالأعمال التي لا يستطيعون القيام بها، و من الممكن أيضاً تقديم المساعدات المالية لهم حتى يستطيعوا الوفاء باحتياجاتهم، و متطلباتهم .
- يجب تقدير ضعفهم، و الحرص على عدم التثقيل عليهم في أداء مهمة ما بل من الضروري مساعدتهم .
أحاديث نبوية في احترام الكبير
قال رسول الله ﷺ “ابغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم”، وقال “مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا. فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: “لا يتمنى أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرا).
وعن أنس رضي الله عنه، قال: إن رسول الله ﷺ قال: “ألا أنبئكم بخياركم؟!”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “خيارُكم أطولُكم أعمارا إذا سددوا”.
وروى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: “خيارُكم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالًا”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول ﷺ أنه قال: “الخير مع أكابرِكم”، وفي رواية: “البركة مع أكابركم”.
وقال النبي صل الله عليه وسلم “مَن أهان ذا شيبة لم يمُتْ حتى يبعث الله عليه مَن يهين شيبه إذا شاب”.
احترام الكبير خلق إسلامي رفيع
عموما فإن تقدير الكبير خلق إسلامي رفيع، وقد وضع لنا الإسلام الآداب والمبادئ والأخلاقيات الفاضلة التي تسهم في توطيد العلاقات الطيبة بين أبناء المسلمين، ومن أبرز ذلك تمسك والتزام الصغير بتقدير الكبير، وعدم الاعتداء عليهم سواء بالقول أو الفعل وتقدير مكانته وكبر سنه، وقد أمرنا النبي ﷺ باحترام الكبير، في قوله ﷺ “ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرَنا، ويرحَم صغيرَنا.
الاهتمام بالكبير واجب على كل فرد، ومن الضروري أن يدرك أنه ذات يوم سوف يتقدم في العمر، ويحتاج إلى من يقدره، ويحترمه، ويعامله معاملة طيبة. يقول الله في كتابه العزيز “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ “.