لماذا سُمّيت ليلة القدر؟
أولا: الشرف والتعظيم: فهي ليلة ذات قدر بنزول القرآن والملائكة فيها، كما تتنزّل فيها رحمات الله، ففيها أنزل فيها كتاب ذو قدر على نبي ذي قدر على أمة ذات قدر، كما قال تعالى: ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك﴾ [الزخرف، 44 ]، وكذالك فالطاعات فيها ذات منزلة عظيمة، والطائع يسمو ويشرف قدره عند الله، وينتقل من الوضاعة الى الرفعة، ومن الذلة الى الكرامة، وتلك هي الكرامة الكبرى.
ثانيا: التضييق: والمراد بالتضييق إخفاء هذه الليلة، أو لأن الأرض تضيق بجحافل الملائكة النازلة للسلام على المؤمنين، وورد معنى التضييق في قوله تعالى” ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله[ الطلاق، 7 ]
ثالثا: التقدير: أي الفصل والحكم في أرزاق الناس وأجالهم ومقاديرهم في السنة القابلة، كما في قوله تعالى:﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [ الدخان، 3-4 ]، ففيها يفصل فيها قضاء السنة من اللوح المحفوظ، ويظهر علم الله للملائكة المكلفين بإنفاذه.
وورد الصريح القرآني في ليلة القدر في سورتي الدخان والقدر، كما ورد إليها إيماء في آية الصيام في قوله تعالى:﴿ فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم﴾ [البقرة،178 ]، فقد جاء في الحديث عن عبادة بن الصامت أنه: سأل رسول الله ﷺ عن ليلة القدر فقال رسول الله ﷺ: ” في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر، فإنها في وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة، فمن قامها ابتغاءها إيمانا، واحتسابا، ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر “[أحمد، 22713]
بماذا تمتاز ليلة القدر؟
تميزت ليلة القدر عن باقي الليالي بفضائل كثيرة مقطوع بصحتها من القرآن والسنة، ومن ذلك:
– تنزّلَ القرآن الكريم، إما كله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم منجما على قلب النبي ﷺ، أو بداية النزول كما هو الصريح في نزوله في رمضان.
– البركة والثواب العظيم للقائمين والعاكفين والداعين، إذ العمل فيها خير من ألف شهر، فتغفر فيها الذنوب، ويكثر العتقاء لله تعالى، كما قال المصطفى:” مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ [البخاري، 1901]
– شيوع السكينة والطمأنينة حتى طلوع شمسها، ففيها تتنزل الملائكة بالرحمة والسلام لأهل الإسلام والأمان لأهل الإيمان، ويأمن أهل الأرض فلا يُرمى فيها بنجم ولا شهاب، كما قال تعالى:﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾[القدر، 4-5]
