نظمت أكاديمية التفوق الرياضي “أسباير” مؤتمرها التعليمي الثالث بعنوان “قيمنا… نعتز بها” خلال الفترة من 13 إلى 14 مارس الجاري بالعاصمة في قطر.
وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر استعرض السيد صلاح اليافعي، مسؤول برنامج التدريب القيادي ومنسق عام المؤتمر تجربة أكاديمية أسباير عبر تقديم منهج “احتراف” لتطوير القيم.
وقال اليافعي: “بعد عدة دراسات أنتجنا أول منهج لتطوير وتأسيس القيم من خلال قيم أكاديمية أسباير، ثم كان النتاج النهائي أن خرجنا بعد سنتين من البحث واللقاءات مع الخبراء بمنهج “احتراف” وهو فكرة استلهمناها من مجموعة من التجارب والقادة في الإنتاج المعرفي القيمي”.
وأضاف اليافعي : “هذه الأرضية الصلبة مكنتنا من وضع المبادئ والقيم والمهارات والسلوك والاتجاه، وتشمل القيم الحاضنة والمهارات والأنشطة الصفية والاختبارات العلمية والتي من خلالها يتم اختيار أفضل الطلاب ليكونوا قادة وهم طلاب المرحلة الثانوية، وهو عملي بصورة أكبر في تلك المرحلة عبر تكليفه بواجبات ومسؤوليات تصنع منه قائد على الجانب العملي” .
وفي الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر، تحدث الدكتور جاسم محمد سلطان عن “فلسفة القيم ومفهومها وكيفية إحيائها في عالم السلوك بهدف التعرف على القيم ونماذجها العلمية، وتوضيح أسباب انخفاض معدلات عملها في مجتمعاتنا، والتعرف على كيفية بناء القيم ورعايتها.
وقال الدكتور سلطان إن مجتمعاتنا من أكثر الأمم حديثا عن القيم بشكل متكرر بينما النتائج على الأرض ضعيفة، وهناك فارق كبير بين ما نقوم به وبين واقعنا .
وأكد الدكتور سلطان على أن موضوع القيم لا يمكن تعلمه بلا دعم من الأسرة والبيئة المحيطة، مشيرا إلى عناصر مفصلية يجب الغوص فيها بعمق من أبرزها مفهوم الكرامة الوجودية للإنسان والنظرة الإيجابية للحياة ودفع الأبناء لاكتشاف قوانين الطبيعة وتسخيرها مع الاعتناء بالوقت.
وخلال الجلسة الثالثة تحدث الأستاذ غياث هواري الخبير في مجال تطوير الاستراتيجيات الفردية والمؤسساتية عن كيفية التفريق بين المبادئ والقيم والمهارات والسلوكيات بهدف التعرف على نموذج المبادئ والقيم، وفهم آليات المؤشرات السلوكية للقيم في تصميم التعليم وقياس أثر القيم على السلوكيات.
وخلال الجلسة الرابعة، تحدث الأستاذ نديم نحاس المستشار الأول لشركة فرانكلين كوفي في الشرق الأوسط عن برنامج “القائد في داخلي” بهدف التعرف على منظور فكري وعملي جديد لثقافة القيادة واستعراض مهارات القرن الحادي والعشرين والتعرف على طرق إعداد الطلاب للمستقبل.
وتطرق النحاس إلى مفهوم القيادة بحيث يمكن للأفراد أن يلمسوا هذه القيمة بأنفسهم مع التركيز على الأطفال وكيفية إعدادهم للنجاح في الحياة ، وتحدث كذلك عن برنامج القائد في داخلي والذي يشكل عملية تحول كامل في المدرسة للمراحل الابتدائية مع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 11 عامًا لتحقيق نتائج قابلة للقياس على مستوى المهارات الحياتية الشخصية والثقافة المدرسية والناحية الأكاديمية.
وخلال الجلسة الخامسة، تحدث الأستاذ الدكتور ماجد الجلاد عن قياس القيم وتقييم أثرها على سلوك الطلاب عبر توضيح دوافع السلوك القيمي وخصائصه والتعرف على مبادئ تقييم السلوك القيمي، والتعرف على أدوات تقييم السلوك القيمي ومقاييسه.
وطرح خلال الجلسة ورقته العلمية عن نموذج التاءات الأربع في غرس القيم: التمثل والتخلق والتيقظ والتعقل؛ وبين الطرائق التدريس المناسبة لكل مرحلة وتوضيح إجراءات تنفيذها.
وخلال الجلسة السادسة قام الدكتور محمد المصلح، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة قطر بتقديم ورقة عملية بعنوان دور التربية القيمية في تعزيز السلوك الإيجابي سلط فيها الضوء على محورين أساسيين هما التربية القيمية وتعزيز السلوك الإيجابي من التنظير إلى التطبيق، وفاعلية برنامج تعزيز السلوك الإيجابي على نطاق المدرسة كإطار عملي.
وعرف الدكتور المصلح التربية القيمية خلال الجلسة على أنها التربية التي تعزز السلوك الإيجابي والتي تقوم على التنشئة الفعالة على القيم المحفزة لهذا السلوك، وأن القيمة مفهوم معياري حاكم على الأفكار والسلوكيات الإنسانية من حيث الحسن والقبح أو القبول والرد، بالإضافة إلى عناصرها وهي الفطرة والروح والعقل والنفس والجسد.
واستعرض المصلح تجربته التربوية السابقة في أحد المعاهد من خلال تطبيق برنامج التدخل وتعزيز السلوك الإيجابي والذي جاء نتيجة لدراسات بحثية.