ردة فعل الإنسان تجاه المال غالبا تقع تحت تأثير إملاءات شخصيته. هل فكرت في آلية التصرف بأموالك وكيف يؤثر سلوكك على دخلك الصافي؟
الخطوة الأولى للإجابة على السؤال تكمن في فهم شخصيتك المالية وبالتالي سوف تساعدك على تشكيل نهجك في الإنفاق، والادخار، والاستثمار.
شخصيات المال الخمس
يمكن تصنيف السمات الشخصية المتعلقة بالمال إلى مجموعات محددة حيث تم تحليل هذا الموضوع بعدة وسائل متنوعة ، و أصبح في متناول الجميع تحديد العناصر المتطابقة مع شخصية مالية معينة. مفتاح العثور على هذه الشخصية هو البحث عن النقاط المتطابقة مع السلوك الشخصي. الشخصيات المالية الرئيسة هي : المنفق المسرف ، المدخر ، المتسوق ، والمدين ، والمستثمر.
1 – المنفقون بإسراف : المنفقون للمال بمبالغ كبيرة يحبون شراء السيارات والأدوات الجديدة والملابس ذات العلامات التجارية. هذه الشخصية عادةً لا تساوم على أسعار السلع ؛ تبحث دوما الخروج عن المألوف ولفت الأنظار ، مما يعني في كثير من الأحيان الحصول على أحدث صيحات الموضة ، وأحدث هاتف محمول، وأكبر جهاز تلفاز بأحدث المواصافات ، وامتلاك أفخم المنازل وهكذا دواليك.
عندما يتعلق الأمر بإنفاق مستمر وبلا سقف فإننا نتحدث عن سلوك الأغنياء فقط لأنهم لا يخشون من الديون، وغالباً ما يخاطرون كثيراً عند الاستثمار.
2- المدخرون : فئة الإدخار هي المعاكسة تماما للمنفقين بإسراف. تتميز هذه الشخصية بالمحافظة والإقتصاد في كل شيء ، تهتم مثلا بإطفاء الأنوار عند مغادرة المنزل ، تغلق باب الثلاجة بسرعة حتى تحافظ على التبريد، تخرج للتسوق عند الضرورة فقط، ونادرا ما تقوم بعمليات الشراء من خلال بطاقات الائتمان. أصحاب هذه الشخصية عموما ليس لديهم ديون ولديهم ميل إلى ” البخل”.
المدخر غير معني إطلاقا بمتابعة أحدث الموضات ، ويشعر بمزيد من الارتياح عند قراءة كشف حسابه المصرفي بدلاً من شراء سلعة جديدة، محافظ بطبيعته ولا يخاطر باستثماراته.
3– المتسوقون : أحد مصادر راحة البال لدى فئة المتسوقين تتأتى من إنفاق المال، لا يمكنهم مقاومة الإنفاق ، حتى لو كان لشراء سلع لا يحتاجونها. وهم عادة يدركون إدمانهم بل ويقلقون بشأن الديون التي تراكمت عليهم بسببها، وفي بحث دائم عن المساومات وسعداء عندما يجدونها.
يختلف المتسوقون من حيث الاستثمار. يستثمر البعض بانتظام من خلال خطط مالية معينة وقد يستثمرون حتى جزءًا من أي مكاسب مفاجئة ، في حين يرى آخرون أن الاستثمار أمر سيحصلون عليه في نهاية المطاف.
4– المدينون : هذه الفئة تحاول عدم الإدلاء ببيان حجم نفقاتها ، ولا تخرج للتسوق من باب الترفيه ، لا تفكر في المال كثيرا و تنفق عموماً أكثر من دخلها ، ولا تفكر في الاستثمار وأغرقتها الديون.
5- المستثمرون : شخصية المستثمرعلى قدر من الوعي والمعرفة بالمال ، لديها إلمام جيد بأوضاعه المالية ويحاول العمل وفقها. وبغض النظر عن الحالة المالية لشخصية المستثمر ، لديه بحث مستمر عن فرص استثمار توفر دخلًا كافيًا لتغطية جميع الفواتير. ويتحرك المستثمر وفقا لوتيرة سير أعماله وبالتالي لديه عملية اتخاذ قرار دقيقة تعكس استثماراته الحاجة إلى تحمل قدر معين من المخاطر سعياً وراء تحقيق أهدافه.
وبعد التعرف على شخصيتك المالية قم بإجراء هذه التغييرات.
بمجرد تحديد أي من هذه الشخصيات أقرب إلى سلوكك الشخصي تكون قد بدأت بالتفكير في كيفية التعامل مع المال ، فقد حان الوقت لمعرفة ما يمكنك القيام به لتحقيق الاستفادة القصوى من ما لديك. إن إجراء تغييرات صغيرة يمكن أن تسفر في كثير من الأحيان عن نتائج كبيرة.
إذا كنت من فئة المنفقين ، فمن المرجح أن تسير على نفس المنوال ولكن يجب عليك البحث عن قيمة طويلة المدى ولا تقتصر فقط على المدى القصير. قبل شراء سلعة باهظة الثمن ، اسأل نفسك ماذا ستعني لك بعد سنة. إذا كانت الإجابة “ليس كثيراً” تخطى أمر الشراء ، وبهذه الطريقة ستحد من حجم النفقات وتركز فقط على السلع والأدوات المهمة.
عندما توجه طاقتك إلىالادخار، لديك فرصة أخرى للتفكير على المدى الطويل. ابحث عن مكاسب بطيئة وثابتة بدلاً من السيناريوهات عالية المخاطر والربح السريع. إذا أردت تحدي نفسك انظر إلى مزايا تقليص النفقات.
أما إذا كانت شخصيتك المالية من فئة المدخرين فأنت بحاجة إلى الاعتدال ، لا تدع كل اللحظات الممتعة تمر عليك فقط من أجل ادخار بضعة دراهم.اضبط جهود الادخار الخاصة بك ووزانها ، ولا تكتف بتقليل المخاطر فالهدف الرئيس لأي مستثمر هو تقليل المخاطر مع تعظيم العوائد.
أهم خطوة يجب اتخاذها من قبل فئة المتسوقين هي السيطرة على بطاقات الائتمان الخاصة بهم، لأن الفائدة غير الخاضعة للرقابة على بطاقة الائتمان ستؤدي إلى إحداث خلل في الميزان المالي، لذا فكر قبل أن تنفق – خاصة إذا كنت بحاجة إلى بطاقة ائتمان لإجراء عملية الشراء.
حاول أن تركز جهودك على توفير المال و تعلم فلسفة خطط الادخار الناجحة. إذا كانت عادة الإنفاق من باب التعويض عن اهتمامات أخرى من حياتك ستشعر أنها تفتقر للأهمية واعمل على تغييرها.
أما إذا كنت مديناً فأنت بحاجة إلى ترتيب أموالك وإعداد خطة استثمار، قد لا تكون قادرا على القيام بذلك وحدك ، لذلك اطلب بعض المساعدة من أصحاب الخبرة ، اتخاذ قرار بشأن من سيرشد استثماراتك هو خيار مهم، لذلك اختر أي استثمار مهني بعناية..
المستثمرون فقط يستحقون التهنئة على العمل الجيد من الناحية المالية، ونتمنى لهم الاستمرار مع مواصلة تثقيف أنفسهم.
الخلاصة : إذا لم تستطع تغيير شخصيتك المالية ابدأ بالاعتراف بها أولا ثم اعمل على معالجة التحديات التي تمثلها. إن إدارة المال تعبر عن وعي ذاتي بتحديد الموقف الحالي وإجراء تعديلات سلوكية لازمة لتحقيق نتائج أفضل.