كتاب “الشيء الوحيد” أحد الكتب المفضلة لدي في السنوات القليلة الماضية ، وأعدت قراءة الكتاب للمرة الرابعة خلال العامين الماضيين من شدة إعجابي، وفي كل مرة اكتشف وأتعلم وسائل جديدة تدفعني إلى تحسين وزيادة نسب التركيز على القيام “بشيء واحد” .
ألف الكتاب كل من جاري كيلر وجاي باباسان. جاري كيلر هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة Keller Williams Realty، ويُعد من أكثر الأشخاص نفوذاً في صناعة العقارات ، وقد قاد شركته خلال 30 سنة إلى نتائج مذهلة من النمو والربحية.
كلا الكاتبين مشهود لهما بالإنجازات على الصعيد المهني ، وجمعا في هذا الكتاب عددا من الدروس الرائعة حول النجاح في الحياة بشكل عام أو العمل. وعندما يشارك شخص ناجح خبراته فمن الأفضل الاستماع لنصائحه والاستفادة .
طريق النجاح يترك أدلة وقرائن ، وتنفيذ خطوات مجربة حققت نجاحا مع آخرين من أفضل الطرق لإجراء تحسينات على الحياة.
6 دروس من “الشيء الوحيد”
1- كذبة المساواة : هل سمعت يومًا عن بمبدأ باريتو 80 / 20 ؟ إنها نظرية تقول أن 80٪ من النتائج تأتي من 20٪ من المدخلات. على سبيل المثال يأتي 80٪ من دخلك من 20٪ من عملائك ، تأتي 80٪ من مشكلاتك من 20٪ من عملائك.. وهكذا دواليك.
في كتاب “الشيء الوحيد” (The ONE Thing ) ذكر المؤلفان كيفية تطبيق مبدأ باريتو 80 / 20 على الحياة ، فليست كل الأعمال متساوية. ووفقًا للمؤلفين أيضا ، فإن المتفوقين هم من يجيدون معرفة ما هو موجود في “20٪” والعمل حصريًا على هذه العناصر. يقول كيلر “الناجحون ينجزون فورا ما يفضله الآخرون لاحقًا”.
2 – تعدد المهام نقطة ضعف لا قوة : يحاول كثير من الناس إتقان وإجادة أداء عدة مهام في نفس الوقت. وتقوم العديد من الشركات على أرض الواقع بإدراج مهارة “تعدد المهام” كميزة مطلوبة (أو مرغوبة) في المرشح لوظيفة ما. لكن على العكس تعدد المهام يعتبر نقطة ضعف يجب أن نسعى جاهدين لتطويرها.
تجدر الإشارة إلى أن تعدد المهام تعبر عن القدرة على التبديل بين المهام لا إكمالها في وقت واحد كما يعتقد كثير من الناس. تعدد المهام يتعارض مع بناء عقل الإنسان وتكوين جسمه ولا يمكن لشخص واحد التركيز بشكل فعال على أكثر من مهمة في وقت واحد.
تُظهر الدراسات المستخدمة في كتاب “الشيء الوحيد” (The ONE Thing) أنه يمكن في الواقع خسارة ما بين 50٪ إلى 100٪ من الوقت بسبب عدم كفاءة الدماغ في التبديل بين المهام.
3- العادات أفضل من الانضباط وقوة الإرادة : يعتقد كثير من الناس أنهم بحاجة إلى تطوير مزيد من قوة الإرادة أو مزيد من الانضباط في السلوك من أجل تحقيق حياة أكثر نجاحا. لكن وفقا لكتاب الشيء الواحد ( The ONE Thing ) من الأفضل لنا جميعا تطوير عادات جديدة تدعم أهدافنا.
لدينا ما يكفي من مهارات الانضباط وقوة الإرادة ما نحتاج إليه هو القيام بعمل أفضل في توجيهها بطرق أفضل. إن تطوير العادات التي تدعم أهدافنا يجعل استدامة قوة الإرادة والانضباط بالطرق الصحيحة أسهل بكثير. ووفقًا للمؤلفين فإن الأمر يستغرق في المتوسط 66 يوما لتطوير عادة لذلك ابدأ بعادة جديدة على الفور!
4- ركز على الشيء الواحد : اسأل نفسك سؤال التركيز المطروح من المؤلفين – بنية فكرة الكتاب الأساسية : “ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به بحيث إذا قمت به تصبح كل الأمور الأخرى إما سهلة أو غير ضرورية؟ ” من خلال تضييق نطاق تركيزك وتحديد “الشيء الوحيد” الخاص بك ستتمكن من تحقيق أهداف أكثر بكثير مما كنت تتوقعها.
5- الغرض والأولوية والإنتاجية : يغطي القسم الثالث من الكتاب فكرة أننا بحاجة إلى العيش مع الهدف ، والعيش بالأولوية ، والعيش من أجل الإنتاجية. ماذا تريد من هذه الحياة؟ بمجرد أن تعرف إلى أين تريد أن تذهب (الغرض) ، يمكنك معرفة ما عليك القيام به للوصول إلى هناك (الأولوية). وبمجرد أن تعرف ما عليك القيام به للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه ، يمكنك معرفة كيفية اتخاذ إجراءات بشأن هذه العناصر (الإنتاجية ).
6- تعلم قول “لا” في كثير من الأحيان : ربما يكون هذا أصعب درس في الكتاب بالنسبة لي، وبطبيعتي أحب إرضاء الناس. إن “قول لا” يجعلني أشعر وكأنني خذلتهم. أوضح الكاتبان أننا بحاجة إلى “قول لا” لأي شيء يمكن أن يحيد تركيزنا عن “الشيء الوحيد”، ووفقًا لهما “كلما قلت نعم لأمور أكثر، كلما قل نجاحك في كل منها.” وهي عبارة صحيحة لأبعد درجة. ركز على الأشياء التي تهمك وخصص وقتك والتزامك لها.
كتاب ممتع ويستحق القراءة حوى على كثير من الدروس والأفكار الرائعة التي بمقدورك وضعها في مكانها الصحيح بمجرى حياتك للبدء في تحقيق مزيد من الإنجازات الفورية !
أعد طرح السؤال مرة أخرى : “ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به بحيث إذا قمت به تصبح كل الأمور الأخرى إما سهلة أو غير ضرورية ؟