انطلقت يوم الإثنين 12 يونيو فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب 2023 تحت شعار “بالقراءة نرتقي”، وذلك بمشاركة أكثر من 500 ناشر مباشر من 37 دولة. ويستمر المعرض حتى 21 يونيو الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وتحت رعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أشرف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على افتتاح معرض الدوحة الدولي للكتاب، وزار أجنحة المعرض، واطلع على ما يضمه من دور نشر قطرية وعربية وأجنبية، وعلى أحدث الإصدارات والكتب والمخطوطات التابعة للجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية العربية والدولية والسفارات المعتمدة لدى قطر.
ترسيخ مكانة الثقافة في قطر
يستهدف معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الـ32 ترسيخ مكانة الثقافة في قطر وتأكيد الدور المحوري للمعرفة في نهضة المجتمع. كما ثمن جهود فريق العمل ومنظمي الفعاليات في إنجاز الأعمال والتجهيزات الخاصة بالمعرض، بما يتناسب مع أهمية الحدث الثقافي الدولي وتطلعات الوزارة والمثقفين ومحبي الكتاب.
يعتبر معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم وأكبر معارض الكتب الدولية التي تقام في المنطقة ويحظى بسمعة طيبة نظراً للإقبال الكبير من الدول الخليجية والعربية والأجنبية للمشاركة فيه.
وكانت الانطلاقة الأولى للمعرض عام 1972 تحت إشراف دار الكتب القطرية، وكان يقام كل عامين، ومنذ عام 2002 أصبح يقام كل عام. وقد اكتسب المعرض الصبغة الدولية بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر في العالم حيث بلغ عددها في أول معرض 20 داراً للنشر ليصل الآن الى 500 ناشر تمثل 35 دولة على مساحة 29.000 متر مربع.
يبلغ عدد فعاليات الصالون الثقافي 116 فعالية، فيما تشهد المنطقة المركزية إقامة بعض من الأعمال الفنية مثل العزف على العود والكمان والفن التشكيلي والتصوير الضوئي.
السعودية ضيف شرف
وتحل المملكة العربية السعودية على معرض الدوحة الدولي للكتاب 2023 كضيف شرف هذه النسخة، وتشارك بجناح خاص يضم مجموعة من الكتب المتنوعة.
ومنذ عام 2010 يقوم معرض الدوحة الدولي للكتاب باختيار إحدى الدول لتكون ضيف الشرف وكانت البداية مع الولايات المتحدة الأمريكية ثم تركيا، ايران، اليابان، بريطانيا ،ألمانيا، روسيا ، فرنسا وتحل المملكة العربية السعودية ضيف الشرف للمعرض في دورته هذه (32).
ويقدم الجناح السعودي في المعرض، جوانب مختلفة ومتنوعة من الثقافة السعودية عبر مشاركة دور النشر السعودية والبرنامج الثقافي الذي يقدمه الجناح السعودي ضمن أنشطة المعرض.
وثمن الدكتور محمد حسن علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، دعوة وزارة الثقافة القطرية لتكون السعودية ضيف شرف هذه الدورة وأشار إلى وجود تعاون مستمر بين البلدين لخدمة الثقافة والتراث والفنون، والنشر، وأن معارض الكتاب تعتبر جزءا من هذا التعاون، مؤكدا أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تعمل على تشجيع دور النشر السعودية على المشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، حيث تشارك 25 دار نشر سعودية بالمعرض هذا العام في ذات الوقت الذي تحرص فيه دور نشر القطرية على المشاركة في معارض الكتاب السعودية، ومنها معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعارض جدة والشرقية والمدينة المنورة.
وأوضح أن الجناح السعودي يقدم لمحات مختلفة من الثقافة السعودية الغنية من آداب وفنون وتراث وأزياء وكل ما من شأنه أن يعكس الثقافة السعودية في امتداداته التاريخية العريقة، كما يحتوي الجناح على قطع أثرية ومخطوطات أصيلة إلى جانب بعض الإصدارات التي أصدرتها وزارة الثقافة السعودية.
جدير بالذكر أن المشاركة السعودية بمعرض الدوحة للكتاب تقدم برنامجا ثقافيا منوعا، يتضمن حزمة من الندوات والمحاضرات التفاعلية والجلسات الحوارية، والأمسيات الشعرية، وورش العمل التي تغطي عدة جوانب في مجالات الثقافة، والفن والأدب والمعرفة، وغيرها من الفعاليات.
بالقراءة نرتقي
يقام معرض الدوحة الدولي للكتاب 2023 تحت شعار “بالقراءة نرتقي”، ويتماشى المعرض مع رؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تطوير اقتصاد المعرفة، بالإضافة إلى أنه يعكس حالة المشهد الثقافي للبلاد. ويعتبر حدثًا ثقافيًا بارزًا بمشاركة واسعة من دور النشر العربية والأجنبية والتي بدورها تسهم في إثراء الحركة الثقافية المصاحبة للمعرض.
ويحتضن المسرح الرئيسي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب 37 ندوة ثقافية، وعلمية، وأدبية، واجتماعية، إضافة إلى أمسيات شعرية، بينما يحتضن شارع المتنبي 6 مكتبات من بغداد، ومن المزمع أن يقام خلال فعالية الطبخ الحي 28 عرضا بمشاركة 28 طاهيا وطاهية.
ويقدم المعرض برنامجا ثقافيا ثريا ومتنوعا، حيث يحتضن المسرح الرئيسي 37 ندوة ثقافية وعلمية وأدبية واجتماعية، إضافة إلى أمسيات شعرية، فضلا عن فعاليات الصالون الثقافي التي تبلغ 116 فعالية تشمل ندوات وجلسات ثقافية وتدشين الإصدارات الجديدة، وضمن الفعاليات 87 في واحة الأطفال بما فيها ورش فنية ومساحات للأنشطة ومسرح للدمى، كما يحتضن شارع المتنبي 6 مكتبات من بغداد.
أكبر نسخة للمعرض
ويقدم معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام العديد من الخدمات العامة للجمهور منها خدمة مرشد القراءة، وخدمة اسألني، إضافة إلى تطبيق الجوال للبحث عن الكتب.
وتعتبر النسخة الـ 32 أكبر نسخ المعرض، حيث تشارك فيها المئات من دور النشر المحلية والعربية والدولية، وقال الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة: إن نسخة هذا العام من معرض الدوحة الدولي للكتاب تعتبر الأكبر، حيث تشارك فيها المئات من دور النشر المحلية والعربية والدولية، ونحو 180 ألف عنوان، و750 ألف كتاب ، مؤكدا أن المعرض يتبوأ مكانة رفيعة بين معارض الكتب في المنطقة، حيث تجسد المشاركة الواسعة لدور النشر في فعالياته، رؤية وزارة الثقافة في تعزيز تكامل الثقافات، وتوثيق التعاون بين المثقفين والمبدعين والكتاب على مختلف المستويات، بما يعود بالنفع على المشهد الثقافي وجهود توطين الكتاب.
فعاليات ومنصات مختلفة
ومن أبرز فعاليات معرض الدوحة للكتب هذه السنة، عدة ندوات تقام على مسرح المعرض ضمن فعاليات الصالون الثقافي، على غرار ندوة “الرؤية المستقبلية لصناعة النشر في الوطن العربي والعالم”، وندوة “التكنولوجيا والأدب.. تعقيدات معاصرة وثقافة التعايش” وندوة “آفاق نشر ثقافة الحوار وتعزيز تحالف الحضارات في دولة قطر”. كما يشمل البرنامج 48 ورشة عن “تحليل شخصيات القصة” و”الكتابة الإبداعية” و”النحو للمؤلفين” و”السرد في الصحافة” و”التسويق الرقمي وكيفية استغلال الذكاء الاصطناعي.
كما استحدث المعرض هذا العام فعاليات منصة “الطهي الحي” بمشاركة 28 طاهيا وطاهية يقدمون عروضا ومأكولات من ثقافات ودول مختلفة.