أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابا وثائقيا عن عالم الجغرافيا الشهير الراحل جمال حمدان (1928-1993) من إعداد محمد غنيمة وأيمن منصور.
الكتاب حمل عنوان “جمال حمدان وعبقرية المكان”، وجاء في 154 صفحة مقسمة على خمسة فصول، ذيل بعدد كبير من المراجع والمصادر الأولية التي تعد في مضمونها ببليوجرافيا متكاملة عن جمال حمدان ومؤلفاته والمؤلفات التي نشرت عنه.
وتناول “غنيمة” و”منصور” في الفصل الأول من الكتاب الذي عُنون تحت اسم “محطات على الطريق”، حياة الدكتور جمال حمدان الشخصية منذ نشأته الأولى بقرية ناي التابعة لمركز القليوبية، ثم انتقاله مع أسرته للقاهرة ودخوله المدرسة التوفيقية التي ظهرت بها نجابته وحبه للعلوم الجغرافيا، كما استعرضا أيضًا فترة دراسته بجامعه فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، وكيف أحب الطالب جمال حمدان أستاذه الدكتور محمد عوض محمد، حتى أنه دون بخط يده كتاب “النيل” له، وفي هذا الفصل نشر غنيمة ومنصور كمية ضخمة الصور والشهادات والوثائق والمراسلات لم تنشر من قبل، كما أنه نشر كراسات الطالب جمال حمدان التي تظهر حبه للخط العربي وتمكنه منه.
وفي هذا الفصل أيضًا أطل المؤلفان على فترة عزوف الدكتور جمال عن المشاركة الاجتماعية واختياره للعيش وحيدًا تحت عنوان “ثلاثون عاما من العزلة”، وكيف عاش فقط في حب مصر يبحث ويألف ويدرس الشخصية المصرية، وتحت عنوان ” جوائز وتكريم ” تجد كل الجوائز والتكريم الذي حصل عليه الدكتور جمال حمدان، وبها مراسلات يرفض فيها حمدان جائزة الدولة التقديرية لأنها قدمت له بشكل غير لائق، وفي نهاية الفصل نشر غنيمة ومنصور تحقيقًا بعنوان “علامات استفهام حوله وفاته”; أخذت فيه أراء كل من أخيه اللواء عبد العظيم حمدان، الأستاذ يوسف القعيد، وبعض ما نشر في الصحف والمجلات عن وفاته، وصور نادرة لشقته بعد حادث الحريق، بالإضافة إلى مقالة نادرة للدكتور جمال حمدان تحت عنوان “من إسرائيل إلى فلسطين جوانب إستراتيجية في معركة العودة” وهي مقاله لم تنشر من قبل.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان “حمدان والجغرافيا “، واستعرض فيه غنيمة ومنصور لرؤية حمدان لعلم الجغرافيا، ورؤيته الإستراتيجية، والتنبؤ بثورات الربيع العربي وثورة الشعب المصري في يناير ويونيو، وأيضًا انهيار الاتحاد السوفيتي، وتراجع الساحل الشمالي للدلتا النيل، وصعود التيار الإسلامي”.
أما الفصل الثالث فاستعرض فيه “المعدين” لآراء حمدان في القضايا المصرية ولعل أبرزها تناول الشخصية المصرية، والسد العالي، والمسلمون والأقباط ووحدة الحضارة والوطن، وبعض الرسائل التي أرسلها حمدان للحكومة المصرية ولأقباط مصر والعالم الغربي.
وفي الفصل الرابع قام غنيمة ومنصور بعمل مقارنه بين النسخ الأولى من كتاب شخصية مصر الذي صدر 1967 ثم كتاب شخصية مصر الوسيط الذي صدر بالسبعينات من القرن العشرين، ثم ملحمته الخالدة المكونة من أربعة آلاف صفحة، كما تم عرض لمجموعة كبيرة من كتبه عل أبرزها كتاب “بترول العرب”، و”اليهود أنثروبولوجيا”، و”إستراتيجية الاستعمار والتحرير”، و”العالم الإسلامي المعاصر”.
ويأتي الفصل الخامس والأخير تحت عنوان “من روائع مخطوطات حمدان”، والذي التقط فيه غنيمة ومنصور لبعض من مسوداته وأهم أقواله في القضايا المصرية والعربية والعالمية، وهي أقوال لم تنشر من قبل، كما نشر المعدين لأول مرة لمجموعة من أعماله الإبداعية في الرسم والخط العربي، وكان جمال حمدان يقوم برسم وتصميم أغلفه كتبه.