هذه المادة استكمال لدراسة التفسير النبوي القرآن الكريم وهي المبحث الرابع والأخير : منهج التفسير النبوي (1).
1ـ تفسير القرآن بالقرآن
تفسير نبوي مباشر، ومثاله: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ” شَقَّ ذَلِكَ عَلَى المُسْلِمِينَ } (2)، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: ” لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: { يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (3).
ومن أمثلة تفسير القرآن بالقرآن، تفسير الرسول لقوله تعالى : {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (4) ما رواه ابن مسعود: أن رسول الله ﷺ قال: مفاتح الغيب خمسٌ :{ إنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (5) (رواه البخاري).
2ـ تفسير القرآن بالسنة
مما لاشك فيه أن للسنة دورًا كبيرًا في تفسير القرآن الكريم؛ فحياة الرسول -ﷺ- كانت تطبيقًا للقرآن الكريم، فقد جاء في حديث طويل في قصة سعد ابن هشام بن عامر حين قدم المدينة، وأتى عائشة -رضي الله عنها- يسألها عن بعض المسائل، فقال: ( فَقُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَت: أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟ قُلتُ: بَلَى. قَالَت: فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- كَانَ القُرآنَ .قَالَ: فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ …إلخ. (رواه مسلم).
وفي رواية أخرى: “قُلتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَت: يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ؟ قَالَ اللَّهُ: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (6) خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ ” وقد قال الإمام الشافعي: “جميع السنة شرح للقرآن”.
وقال ابن تيمية: اتفق الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة الدين؛ أن السنة تفسر القرآن،وتبينه، وتدل عليه.
وقال الإمام الشاطبي رضي الله عنه: “السنة إنما جاءت مبينة للكتاب وشارحة لمعانية، ولذلك قال تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (7) وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } (8) وذلك التبليغ من وجهين:
- تبليغ الرسالة، وهو الكتاب.
- وبيان معانيه، وكذلك فعل ﷺ. (9)
فأنت إذا تأملت موارد السنة، وجدتها بيانًا للكتاب، وهذا هو الأمر العام فيها” (10).
وعلى ذلك فإن تفسير النبي للقرآن من خلال الأحاديث كان:
- إما بنص صريح مباشر.
- وإما بنص يدل على المعنى بطريق غير مباشر”القرآن”.
النوع الأول: النص الصريح المباشر
النص الصريح المباشر يتكون من نوعين:
- أن يبتدئهم عليه الصلاة والسلام بالتفسير، ومثاله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: { ادْخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ } (11) فدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، فَبَدَّلُوا، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ.” وعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: “مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِينيَ؟ فقال: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ } (12) ثُمَّ قَالَ: “لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القرآن قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ”، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَخْرُجَ، فَذَكَرْتُ لَهُ. وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَ حَفْصًا، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَذَا، وَقَالَ: ” هِيَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. السَّبْعُ المَثَانِي. وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللهُ فَقَالَ: { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فلن يغفر الله لهم} (13) وَسَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ” قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (14)، وكان تفسير الرسول أيضًا من نفسه وابتداء، كما روى مسلم وغيره عن عقبة بن عامر -رضى الله عنه- قال سمعت رسول الله -ﷺ- يقول وهو على المنبر: { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } (15) ألا إن القوة هي الرمي. وما أخرجه أحمد ومسلم عن أنس -رضي الله عنه-أنه قال: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-:”الكوثر نهر أعطانيه الله عز وجل في الجنة”.
- أن يسأله الصحابة: عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } (16) قَالَ: “مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ”. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } (17) قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: « لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ”.
النوع الآخر:التفسير النبوي غير المباشر
وهو أن يقول أو يفعل فعلًا يفهم منه معنى الآية، ولا ينص على آية بعينها، ومن ذلك:
- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْمَاهِرُ بِالقرآن مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القرآن وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ”. وهذا يرجح أن السفرة هم الملائكة في قوله تعالى: { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (18) وقد وقع الخلاف بين السلف هل هم الملائكة، ويشهد له الحديث السابق، أم هم كتبة الوحي من الصحابة؟
ومما ينبغي أن يلاحظ في هذا المقام ما وقع من تأوُّلات نبوية لبعض الآيات القرآنية، ومن ذلك:
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لاَ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ» فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } (19)
- وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”، يَتَأَوَّلُ القرآن.
بينما رأى بعضهم أن منهج الرسول في تفسيره للقرآن كان على الوجه الآتي (20):
1- التفسير القولي
- قول النبي -ﷺ- في تفسير قول الله تعالى: { إنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } (21) قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» (رواه الترمذي).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: إن رسول الله -ﷺ- قال: «قيل لبني إسرائيل: { وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ } (22 ) فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة» (رواه البخاري ومسلم).
2- التفسير العملي:
- منه: تفسير النبي -ﷺ- لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} وقوله: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها، وواجباتها، وشروطها، وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» (رواه البخاري) من حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه-.
- ومنه: تفسيره -ﷺ- لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } (23) بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم.
- وكذلك كثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن، فإنّ هدي النبي -ﷺ- تفسير عملي لمراد الله تعالى بها.
3- التفسير بالإقرار
- إقرار النبي -ﷺ- لعمر لما نزل قول الله تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (24) في شأن رجلٍ أذنب ذنبًا. فقال الرجل: يا رسول الله، أهي فِيَّ خاصة، أو في الناس عامة؟ فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة). فضحك النبي -ﷺ- وقال: «صدق عمر».
- وإقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث عمران بن أبي عن عبد الرحمن بن جبير المصري، عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي – ﷺ- فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } (25) فضحك رسول الله ﷺ ولم يقل شيئًا.