كثير من الناس يبتلى بالوسوسة ، وهي من فعل الشيطان أو النفس السيئة ، وعلى الإنسان أن يقاومها بإرادته القوية ، كما عليه أن يستعين بالله عليها ، ويدعو الله تعالى أن يخلصه منها .
يقول فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله : الوسوسة هي حديث الشيطان للنفس، بإلقاء معان سيئة أو أفكار شريرة في نفس الإنسان، وقد ورد في السنة المطهرة ما يفيد أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وهذا تصوير لكثرة دواعي الوسوسة حول الإنسان، وقد ثَبَتَ في حديث النبي ـ ﷺ ـ أنه قال: “يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول له: من خلق هذا؟ من خلق هذا… حتى يقول: من خلق الله؟. فمن وجد ذلك فليستعذ بالله وليَنتَهِ”.
وينبغي للإنسان ألا يَفزَع إذا عُرِضت له الوسوسة، فالله ـ تبارك وتعالى ـ لا يعاقب الإنسان على مجرد الوسوسة، والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول: “إن الله تَجاوز لأمتي عما حَدَّثتْ به نفسها، ما لم تتكلم به أو تعمل به”.
ولقد شكا الصحابة إلى النبي ـ صلوات الله وسلامه ـ عليه أن الشيطان يُورِد أحيانًا على قلوبهم ما يصعب عليهم أن يتكلموا به، فقال لهم مشيرًا إلى الشيطان: “الحمد لله الذي رَدَّ كيده إلى الوسوسة”.
وعلى الذي يتعرض للوسوسة أن يُقاومها ويُحاول التخلص منها عن طريق التعوذ بالله ـ جل جلاله ـ لأن القرآن المجيد يقول: (وإما يَنزَغنَّك مِن الشيطانِ نزغٌ فاستعذْ باللِه إنه هو السميعُ العليمُ) (الأعراف:200) وعليه أيضًا أن يقرأ سورتي المعوذتين وكذلك يقرأ آية الكرسي.
ويستطيع كذلك أن يدعو بهذه الدعوات المأثورة:
اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومالكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشِرْكه، باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يَديَّ ومن خلفي، وعن يميني وشمالي، رب أَعِنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصرني ولا تنصر علي، واهدني ويَسِّر الهُدى لي، وانصرني على من بَغى علي، رب اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مخبتًا، إليك أوابًا منيبًا، ربِّ تقبل توبتي، واغسل حَوبتي، وأجِبْ دعوتي، وثَبتْ حُجَّتي، وسدِّدْ لساني، واهدِ قلبي، يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلِح لي شأني كله، ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين، حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلتُ، وهو رب العرش العظيم.