أحوال نصارى القدس تحت الإنتداب
صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب “نصارى القدس في فترة الانتداب البريطاني (1917-1948)” للدكتور فواز عودة النعيمات. يسلّط هذا الكتاب الضوء على تاريخ نصارى مدينة القدس خلال فترة الاحتلال العسكري والانتداب البريطانيين (1917 – 1948)، موضحاً المدى الجغرافي لمدينة القدس، وسياسة بريطانيا في إدارة المدينة كجزء من إدارتها لفلسطين.
ويتوقف الكتاب عند الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لطوائف القدس النصرانية، ومواقفهم الوطنية والقومية تجاه الحركات الشعبية من جهة، وتجاه الانتداب البريطاني من جهة أخرى، وردود أفعالهم حول الهجرة اليهودية وعمليات الاستيطان وبيع الأراضي.ويتناول الكتاب العلاقات المتبادلة بين الطوائف المسيحيةالمقدسية المختلفة من جهة، وبين بقية المجتمع المقدسي من جهة أخرى، ويبرز إسهامات نصارى القدس في الحياة العامة للمدينة بجوانبها المختلفة، من تعليمية، وثقافية، وصحية، واجتماعية، واقتصادية.كما يعرج الكتاب على القضية الوطنية الأرثوذكسية ويتناولها بالتفصيل بمراحلها التاريخية المختلفة.
يتضمن الكتاب خمسة فصول إلى جانب الخلاصة التنفيذية والخلاصة العامة.الفصل الأول بعنوان: “القدس تحت الاحتلال والانتداب البريطانيين”، والفصل الثاني: “الطوائف النصرانية وحياتها الاجتماعية والاقتصادية”، والفصل الثالث: “نصارى القدس والقضايا الوطنية والقومية”، والفصل الرابع: “علاقات نصارى القدس بمجتمعهم”، والفصل الخامس: “مساهمة نصارى القدس في الحياة العلمية والثقافية والصحية للمدينة”. ويقع الكتاب في 256 صفحة.
لغز الماء في الأندلس
يكشف هذا الكتاب الصّادر عن «مؤسّسة الثقافة الإسبانية»2011، وصدرت ترجمته عن مشروع “كلمة” في 2015، النّقاب عن لغز الماء في الأندلس، الذي ما زال يحيِّر الدارسين، وبذلك كان العنوان بالغ الدّقة بالنسبة للباحثين والمهتمّين. وهو يسلّط الضّوء على الدّور الذي مارسته الثقافة العربية – الإسلامية في ترسيخ ثقافة الماء وتطوير كيفية الإدارة والاستغلال النموذجي لهذا المورد الأساسي بإسبانيا، الشأن الذي لم يكن ليتسنى دون السياسات والنُّظُم التي انتهجها المسلمون على مدى ثمانية قرون من تواجدهم بالأندلس، ما بين القرن الثامن والخامس عشرللميلاد. ولعل تحويل الأراضي التي كانت جرداء في ذلك الوقت إلى جنان ورياض، لطالما تغنَّى بها الشعراء والأدباء، كان من بين أعظم ما حققته الحضارة الإسلامية في شبه الجزيرة الإيبيرية. ومن نافل القول إن السّياسات المائية المنتهجة في عدة مؤسّسات ومناطق إسبانية إلى يومنا هذا تجد أصولها في فترة التواجد العربي بالمنطقة، نذكر من بينها «محكمة المياه في بلنسية» و«مجلس الحكماء».
ويُبرِز الكتاب أيضا الأهمية البالغة التي يكتسيها الماء في القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بوجه أشمل، بوصفه هبة ربانية تجسِّد الحياة والنقاء، وبالتّالي فهي ليست لأحد بعينه، بل ملكٌ مشاع ينبغي أن يوزّع بالقسط بين من يحتاجون إليه، وهو ما يفسر تطور بنية تحتية مهمة في الأندلس لتوفير خدمة الماء في المرافق العمومية، ومجّانيتَه كذلك. ولذلك كان تزويد المدن بهذا المورد أحد أكبر هموم الملوك الأندلسيين، بجلبه عبر قنوات، ليجري في الأسبلة العمومية وينتفع به عامة الناس. وإن كان هذا المفهوم المرتبط بطهارة الروح والبدن، لاحقا، سيختلط بأفكار أخرى جمالية وحتى شاعرية، متمظهراً في «هندسة الماء»، التي ملأت الأندلس بقصور كأحلام الخيال، تبتعد نوعاً ما عن المفهوم الأصلي الذي انبثقت عنه. وجدير بالذكر أن العرب والبربر عندما دخلوا إسبانيا في القرن الثامن الميلادي وجدوا إرثاً مهما من البُنى التحتية والقنوات الرّومانية والجسور، إلا أنها كانت في حالة تهالك وتدهور حقيقيين. فكانت، بذلك، للمستوطنين الجدد اليد الطولى في تطوير ذلك الإرث، بالاعتماد على تقنيات جديدة شملت بناء السّدود وأنظمةً لحصر ورفع المياه، لاستخدامها في الري.
من جهة أخرى، ولتوثيق هذا التاريخ، يعرض الكتاب أكثر من سبعين صورة أصلية للمصوّرة إينيس إليشبورو، التي جالت الأراضي الإسبانية باحثة عمَّا تبقَّى من الآثار الهدروليكية من خزّانات وسواقٍ ونواعير يعود تاريخ إنشائها إلى العرب. كما يشير المؤلف إلى أن القاموس الإسباني يشتمل على نحو 30 في المئة من المصطلحات العربية المتعلقة بالماء واستعمالاته، والتي بقيت حية في اللغة الإسبانية إلى يومنا هذا، ويُدرج مسرداً مختصراً لأهم هذه المصطلحات مع أصولها.
«لغز الماء في الأندلس»، رحلة بين أسرار أسلافنا الأندلسيين، الذين أرسوا دعائم ثقافةٍ وهندسةٍ للماء، أذهلت العالم، وجعلت من الأندلس جنة على الأرض، وفردوساً تبكي المراثي فقدانه.الكتاب من تأليف شريف عبدالرحمن جاه، وترجمة د.زينب بنياية.