كان الرسول (ﷺ) عندما يشاهد هلال رمضان يقول:”مرحباً بالمطهر” ويكرر هذا القول ثلاث مرات، فسألوه عن ذلك فقال: “إن شهر رمضان يطهر من المعاصي والذنوب.
هذه بعض القطائف في التاريخ الإسلامي المرتبطة برؤية هلال رمضان عبر العديد من المراحل والفترات المختلفة في التاريخ الإسلامي:
- كان القاضي عبد الله بن لهيعة قاضي الفسطاط أول من خرج في القرن الثاني للهجرة لرؤية الهلال بجبل المقطم (سنة 155هجرية). واستمر القضاة يخرجون لرؤية الهلال حيث تعد لهم دكة عرفت بـ “دكة القضاة” توضع على مكان مرتفع بالجبل ليرصدوا الهلال.
- كانت القاهرة الفاطمية تقيم مهرجانًا كبيرًا حيث يخرج الخليفة الفاطمي بملابسه الفخمة من باب الذهب -وهو أحد أبواب القصر الفاطمي- وحوله الوزراء بملابسهم المزركشة وخيولهم المطهمة بسروجها الذهبية، وفى أيديهم الرماح والسيوف المطلية بالذهب والفضة والأعلام الحريرية الملونة، وأمامهم الجند وتتقدمهم الموسيقى، وقد تبارى الجميع في معالم الزينة على حوانيتهم، فيسير الركب من بين القصرين إلى أن يدخل باب الفتوح، ثم يدخل باب النصر عائداً إلى باب الذهب، وفى أثناء الطريق توزع الصدقات على الفقراء والمساكين.
- في عهد المماليك كانوا يشاهدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسين لوقوعها أمام محكمة الصالحية، وهي مدرسة الصالح نجم الدين أيوب، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين، وخرج قاضى القضاة في موكبه تحفه الفوانيس بالشموع والمشاعل حتى يصل إلى داره.
- يصف الرحّالة المغربي “ابن بطوطة” كيف كان أهالي مدينة أبيار يستقبلون الهلال (سنة 727هـ) فيقول: ولقيت قاضيها عز الدين المليجي الشافعي، وحضرت عنده يوم الركبة وهم يسمون بذلك يوم ارتقاب هلال رمضان، وعادتهم فيه أن يجتمع وجهاء المدينة وفقراؤها بعد العصر من اليوم التاسع والعشرين من شعبان بدار القاضي، ويقف على الباب نقيب المتعممين وهو ذو شارة وهيئة حسنة لاستقبال الوافدين، فإذا أتى أحد الفقهاء أو الأعيان تلقاه ذلك النقيب ومشي بين يديه مقدمًا إياه قائلاً: “بسم الله سيدنا”.. فيسمع القاضي ومن معه فيقومون له ويجلسه النقيب في الموضع اللائق به.. فإذا تكاملوا هناك ركب القاضي وركبوا معه وتبعه جميع من في المدينة من الرجال والنساء والصبيان حتى يصلوا إلى موضع مرتفع خارج المدينة، وهو مرتقب الهلال فإذا ما رأوه يعودون إلى المدينة بعد صلاة المغرب، وبين أيديهم الشمع والمشاعل والفوانيس، ويوقد أهل الحوانيت الشمع بحوانيتهم ويصل الناس مع القاضي إلى داره ثم ينصرفون.
- في أول أيام رمضان سنة 859هـ (1454م) كان السلطان المملوكي “خوش قدم” يجرب مدفع ألماني أهدى إليه، فتصادف انطلاق المدفع عند غروب الشمس، فظن أهل القاهرة أن ذلك إيذان بالإفطار، وفى اليوم التالي توجه مشايخ الحارات لتقديم الشكر للسلطان فأمر باستمرار المدفع في رمضان، وأصبح بعد ذلك يطلق في الإفطار والسحور.
- في الإسكندرية أقام نابليون سنة 1798 بطارية مدفع فوق كوم الناضورة مزودة ببكرة تتصل ببطارية بمرصد حلوان بحيث يتم إسقاط الكرة ساعة الغروب فيحدث عنها صوت، وقد أصبح هذا الصوت مدفع الإفطار، وأطلق على الكرة “كرة الزوال” أي زوال الشمس.