يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : “إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض” , فالحديث النبوي الشريف يخبرنا , أن التراب الذي خلق منه آدم تراب الأرض, و تراب الأرض يحتوي على عناصر كيميائية كما يحتوي على مخلوقات ميكروسكوبيك, كالبكتيريا و الفيروسات و الفطريات خلقها الله عز و جل قبل آدم عليه الصلاة و السلام بملايين السنين, سؤال هل خلق الله عز و جل آدم عليه الصلاة و السلام من تراب يحتوي على بكتيريا و فيروسات و ..الخ.
يقول الله عز و جل ﴿و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون﴾ سورة الحجر الآية 26, الصلصال: الطين اليابس يسمع له صلصلة, حمإ المسنون: الذي قد تغير وأنتن . الآية الكريمة تبين لنا أن الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام كان أسود اللون مسنون, أي أنتن و تغير, فهذا يدل على وجود مخلوقات حية في التراب.
مخلوقات التراب من بكتيريا و فيروسات لها أيضا دورها في الخلق, كما كان لعناصر التراب الكيميائية دورا في خلق آدم عليه الصلاة و السلام
و هذا يحدث بعد وفاة الإنسان حيث تبدأ الجثة في التعفن, بتفاعل الأنزيمات البكتيرية من داخل و خارج الجثة على الخلايا البشرية, فبعد أسابيع قليلة يتغير لون الجثة, إلى لون أسود تفوح منها رائحة قوية, فتتحول الجثة إلى حمإ مسنون, و بعد سنوات تتحول الجثة إلى تراب يحتوي على بكتيريا و فيروسات و مخلوقات أخرى, بعملية معاكسة لعملية الخلق التي بدأت من تراب الأرض ثم من حمإ مسنون فقوله تعالى﴿من حمإ مسنون﴾ يبين لنا أن مخلوقات التراب من بكتيريا و فيروسات لها أيضا دورها في الخلق, كما كان لعناصر التراب الكيميائية دورا في خلق آدم عليه الصلاة و السلام.
يقول سبحانه ﴿خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون﴾ سورة الأنبياء الآية 37.
الآية الكريمة تخبرنا أن الله عز و جل خلقنا من عجل, فما العجل؟ العَجَل جمع عجلة و العجلة صفة من صفات الأحياء, يقول جل جلاله ﴿ و بدأ خلق الإنسان من طين ﴾ سورة السجدة الآية 7, هذا يدل على أن في الطين عجلة, و بما أن العجلة صفة من صفات الأحياء, فهذا يدل على أن الطين يحتوي على مخلوقات حية من بكتيريا و فيروسات و ما لا نعلم من مخلوقات التراب, صفتها العجل, ففي غرام واحد من التراب تعيش أكثر من 40 مليون خلية بكتيرية و ملايين المخلوقات الأخرى من فيروسات و فطريات و ما لا نعلم, صفتها العجلة بسبب تكوينها الخلقي. فمخلوقات التراب من بكتيريا و فيروسات و .. تتكاثر وتنتشر في فترة زمنية قصيرة و بسرعة هائلة و تتكيف مع البيئة بسرعة, فحياة هذه المخلوقات كلها سرعة.
أتبثت نتائج تسلسل الجينوم الكامل, أن جينات الحمض النووي البشري منها ما هو بكتيري و ما هو فيروسي, هي جينات لمخلوقات التراب
أتبثت نتائج تسلسل الجينوم الكامل, أن جينات الحمض النووي البشري منها ما هو بكتيري و ما هو فيروسي, هي جينات لمخلوقات التراب, التي وصفها القرآن الكريم بالعجل, فمثلا جينات الفيروس الارتجاعي تشكل لوحدها أكثر من 8% من الحمض النووي عند البشر ،أي 300 مليون زوج قاعدي, الجينات البروتينات الأوبسين الثلاثة المسئولة عن استقبال و جمع الضوء في خلايا العين, أصلها من بكتيريا , الجينات المسئولة عن تركيب المشيمة عند المرأة هما جينات للفيروس الارتجاعي.
و لهذا فأعمار الجينات البشرية تختلف عن بعضها البعض بملايين و آلاف السنين, كما تختلف أعمار مخلوقات التراب الذي خلق الله عز و جل منها آدم عليه الصلاة و السلام.و في الأخير أقول علينا أن نتدبر قول الله عز و جل في سورة فصلت الآية 46 ﴿ و ما ربك بظلام للعبيد ﴾ فالله عز و جل حرم الظلم على نفسه, فلو لم يخلق الله تعالى الإنسان من حمإ مسنون لما صارت جثه البشر بعد الموت حمأ مسنون, أي لما أنثن و تعفن بعد الموت و الله أعلم.