توفي يوم الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025م، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء. وأعلن الديوان الملكي السعودي، عبر وكالة الأنباء السعودية، أن صلاة الجنازة ستقام في جامع الإمام تركي بن عبد الله بمدينة الرياض بعد صلاة العصر.
فيما يلي نستعرض المسيرة العلمية والعملية للشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله.
المولد والنشأة
ولد الشيخ عبد العزيز في مكة المكرمة يوم 3 ذي الحجة 1362هـ (الموافق 30 نوفمبر 1943م) في أسرة علمية تحمل إرث الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب. فقد والده وهو صغير في عام 1370هـ ، وعانى ضعفا في البصر منذ طفولته حتى فقد إبصاره كليا عام 1381هـ. ورغم ذلك أصر على طلب العلم حتى أصبح أحد أبرز الفقهاء وعلماء العقيدة في عصره.
نشأ الشيخ محبا للعلم وتمكن من حفظ القرآن الكريم بإتقان على يد الشيخ محمد بن سنان عام 1373هـ. ثم تلقى علومه الشرعية على أيدي مجموعة من العلماء الكبار الذين كانوا رواد المدرسة الحنبلية المعاصرة في السعودية، مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد العزيز الشثري.
التعليم والتدرج العلمي
التحق الشيخ بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض عام 1374هـ ثم انتقل إلى كلية الشريعة، حيث حصل على درجة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية عام 1384هـ. انطلق بعدها في مسيرته التدريسية وعين مدرسا في معهد إمام الدعوة بين عامي 1384هـ و1392هـ.
وفي عام 1399هـ، انضم إلى الهيئة التدريسية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث ترقى ليصبح أستاذا مشاركا عام 1400هـ. إلى جانب التدريس، أشرف وناقش عددا كبيرا من رسائل الماجستير والدكتوراه في مجالات الشريعة وأصول الدين بالعديد من الجامعات السعودية.
المناصب والمسؤوليات
تقلد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – رحمه الله – عدة مناصب، بما في ذلك:
- عضوية هيئة كبار العلماء (1407هـ).
- عضوية اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (1412هـ)
- نائب المفتي العام بأمر ملكي (1416هـ).
- توليه منصب المفتي العام ورئاسة هيئة كبار العلماء بأمر ملكي صدر في 29 محرم 1420هـ (14 مايو 1999م).
استمرت فترة عمله كمفتي عام للمملكة لربع قرن، وظل خلالها مواظبا على أداء مهام المؤسسة الدينية الرسمية بالتزام كبير.
الخطابة والإمامة
كان للشيخ مسيرة بارزة في الإمامة والخطابة؛ فقد تولى الإمامة والخطابة بعدد من الجوامع البارزة. ومن بين أهم محطاته:
– إمام وخطيب مسجد نمرة بعرفة (1402–2015م)، حيث كانت خطبه رمزا لمعاني الإيمان والتوحيد لأكثر من 35 عاما متواصلة.
– خطيب جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض منذ عام 1412هـ.
تأثيره العلمي والدعوي
امتلك الشيخ عبد العزيز حضورا علميا ودعويا قويا داخل المملكة وخارجها. شارك في مؤتمرات علمية ودينية وندوات محلية ودولية عديدة، وألقى مئات المحاضرات والدروس التي أسهمت في تعزيز الفهم الوسطي للإسلام.
برزت شروحاته للنصوص الشرعية في توصيل الرسائل العلمية بوضوح وبساطة. ومن أبرز مؤلفاته وشروحه:
- -شرح القواعد الأربع.
- – شرح ثلاثة الأصول.
- – شرح لمعة الاعتقاد.
- – شرح كتاب التوحيد.
كما اشتهر ببرامجه الإذاعية والتلفزيونية الأسبوعية التي لاقت قبولا واسعا لدى جمهور المتابعين.
المناصب الدينية والأكاديمية
ساهم الشيخ عبدالعزيز أيضا في إعداد وتأهيل الأجيال عبر دوره الأكاديمي ومن خلال الإشراف على أبحاث طلاب الدراسات العليا في الشريعة وأصول الدين. كما كان عضوا فاعلا في هيئات ومجالس شرعية تعنى ببحث المستجدات الفقهية وإصدار الفتاوى الرسمية.
خاتمة
جمع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – رحمه الله – بين المسؤولية الأكاديمية والتدريس الجامعي وبين المهام الرسمية العليا في رئاسة الإفتاء وهيئة كبار العلماء وترك حياة حافة بالعطاء العلمي والعملي.