رفض الطفل للمدرسة، لماذا يحدث هذا الأمر؟ ماهي أسبابه؟ وماهي نتائجه؟ وكيف يمكن للوالدين التغلب على رفض طفلهم المدرسة؟ وهل لهذه الظاهرة علاقة بشخصية الطفل ومحيطه العائلي أم بالمدرسة كبيئة جديدة؟
أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة كتيرة، وتختلف من طفل لآخر، لأنها مشكلة عاطفية وسلوكية ونفسية قد تحصل لأي طفل في سن المدرسة، حينها يصدر منه تصرفات غريبة، قد تصل لادعاءه المرض عشان حتى يغيب عن حضور يوم دراسي واحد! ففي حين إن بعض الأطفال يحبون الذهاب للمدرسة لمقابلةأصدقائهم، ويستمتعوا بالوقت معهم، نجد فئة ثانية منهم ترى إن الذهاب للمدرسة إكراه ليس له أي علاقة بالمتعة، ويتكون عندهم قلق وخوف شديد من فكرة الذهاب للمدرسة، ويصل الموضوع أحيانًا للاكتئاب.
عندما نصل لحالة رفض الطفل للمدرسة تكون هناك مشكلة كبيرة للأم، لأن كل صباح مدرسي جديد بالنسبة لها هو عبارة عن معركة جديدة تختبر فيها إرادتها، وإرادة الطفل، لحد انتصارها ونزول الطفل للمدرسة، أو ينتصر الطفل ويغيب عنها. وهذا ممكن يوضح جزء من أسباب رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة، فمن أشهر هذه العلامات:
- الشكوى من الأوجاع والآلام الوهمية قبل الذهاب للمدرسة
- حبس الطفل لنفسه في غرفته، ورفض التحرك من مكانه
- ظهور مستويات عالية من الخوف والقلق عند الطفل.
- توسل الطفل بعدم الذهاب للمدرسة
- وجود مشاكل في النوم عند الطفل.
- البكاء، والصراخ، ونوبات الغضب
- تهديد الطفل بإيذاء نفسه
طبعًا أي أم عندما ترى هذه الحالة ستتوتر، وتصبح غير قادرة على التصرف مع طفلها، خصوصًا لما الطفل يهددِ بإيذاء نفسه، فمن هنا ضروري جدًا أن نفهم سبب المشكلة حتى يتم معالجها.
أحد أسباب ظاهرة رفض الطفل للمدرسة هي إقدام الأولياء على نقل أبنائهم من مدرسة إلى أخرى أحيانا أكثر من 3 مرات في السنة. والسؤال هنا: ما التعليم الجيد من وجهة نظر الأولياء والذي من أجله نقلوا ابنهم إلى ثلاث مدارس؟!
الاستقرار ورفض الطفل للمدرسة
في هذه الحالة إن شعور الطفل بالقلق وفقدان الشعور بالاستقرار هو المشكلة الأساسية، فكلما حاول الطفل التكيف على مدرسة وجد نفسه ينقل لمدرسة جديدة مما جعله يخشى محاولة التكيف من جديد.
إذن فالحل يكمن في وإشعاره الطفل بالأمان النفسي والاستقرار وطمأنته، ويتحقق ذلك من خلال هذه الخطوات التي نعرضها على الوالدين والمتعلقة برفض الطفل للمدرسة بسبب مسألة التغيير المتكرر للمدرسة.
12خطوة لتجاوز رفض طفلك للمدرسة
1- على الوالدين إبلاغ الطفل أن هذه هي المدرسة الأخيرة التي سينتقل إليها، لأنها مدرسة جميلة يشكر الناس فيها، وأن الفترة السابقة كانت فترة بحث عنها.
2- عدم إظهار الخوف أو القلق من الوالدين أثناء ذهابه إلى المدرسة.
3- الكف عن ملاحقته بالثناء على المدرسة، وبكثرة (محايلته) حتى يتقبل المدرسة.
4- استقبلا يومكما معه بالابتسام وتناول الإفطار وأضفيا على حديثكما روح الفكاهة والمرح وحاولا ألا تتأثرا بحالة ابنكما إذا كان معكر المزاج أو يبكي.
5- الذهاب إلى المدرسة والتحدث مع معلمة الفصل وإبلاغها بمشكلة الابن (دون أن يعلم الطفل نفسه بهذه المقابلة) وأنه في حاجة إلى الطمأنة والدعم النفسي والتشجيع.
6-ويكون ذلك عن طريق حسن استقباله في الصباح، وأن تصحبه المعلمة إلى الفصل، وأن تتفقد أحواله بين الحين والآخر، وأن تشجعه بالابتسامة ومحاولة التقريب بينه وبين زملائه.
وهذه الخطوة هي أهم الخطوات على الإطلاق فعن طريقها سيبدأ الابن الشعور بالأمان وبأنه شخصية مرغوب فيها ومحبوبة ممن حولها، مما يجعله يحب المكان والأشخاص على حد سواء.
7- استقباله بابتسامة وترحاب عند عودته من المدرسة، وإن كان يبكي فلا تعليق على بكائه.
8- وإذا كانت هناك واجبات منزلية فلا يجب التعجيل (من طرف الوالدين أو المعلمة) عليه في أداء هذه الواجبات حتى يتم تكيفه بدرجة أكبر.
9- عليكما بالصبر على الطفل في هذه المرحلة ولا تقدما له رشوة حتى يذهب إلى المدرسة، فلا تعداه بأنه إذا ما ذهب إلى المدرسة فستشتريان له ما يريد، لكن عند عودته من الأفضل أن يجد شيئا يحبه (نوعا من الطعام أو الاستعداد للتنزه…) دون وعد مسبق.
10- يمكن التواصل مع بعض أمهات زملاء الطفل بالفصل تمهيدا لتواصله هو مع أبنائهن.
11- يمكن دعوة بعض زملائه بالبيت ليلعبوا معًا أو لتناول الغداء مثلا.
12- إعطاء الطفل بعض الحلوى لتوزيعها على زملائه بالفصل.
متى يجب طلب المساعدة؟
الخوف جزء من التطور الطبيعي للطفل، وبعد فترة من التكيف سيكون قادرا على مواجهته. وإذا قدمت لطفلك الثقة ووفرت له جوا مريحا بالمدرسة، سيتمكن خلال فترة قصيرة من اكتشاف الجوانب الإيجابية مثل الألعاب والأنشطة الترفيهية والأصدقاء.
وعلى العموم، رفض الطفل للمدرسة ظاهرة عادية وليس مرضية، وهناك نسبة قليلة فقط من الأطفال يستمرون برفض الذهاب للمدرسة والخوف المفرط منها، أي أن رفض الطفل للمدرسة استثناء وليست قاعدة، وفي هذه الحالة تكون المظاهر الجسدية والسلوكية أكثر كثافة. وعند حدوث هذا، يجب أن نتأكد أن الأمر مرتبط باضطراب قلق الانفصال أكثر من رهاب المدرسة. وسيكون من المناسب طلب المساعدة من محترفين مثل أطباء الأطفال والمعالجين النفسيين.